توغل الصين اقتصادياً وحرب روسيا وأزمات الشرق الأوسط.. قضايا خارجية ساخنة أمام الانتخابات الأمريكية 2024

توغل الصين اقتصادياً وحرب روسيا وأزمات الشرق الأوسط.. قضايا خارجية ساخنة أمام الانتخابات الأمريكية 2024
الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 تتحدّد نتائجها بناءً على عدة عوامل أساسية، وفى العادة لا تكون السياسة الخارجية جزءاً منها، ولكن فى ظل الظروف الراهنة واستمرار الحروب فى العالم، قد تنكسر هذه القاعدة، خاصة فى ما يتعلق بتحديد نتائج أصوات المجمع الانتخابى.
وفى حال تنافس جو بايدن ودونالد ترامب فى سباق الرئاسة الأمريكية لعام 2024، فإن الوضع السياسى يُعد مناسباً لحملات انتخابية مثيرة وزيادة استقطاب الرأى العام، وقد يتحول التركيز هذه المرة إلى قضايا خارجية ومنطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية التقليدية التى تحظى بأهمية كبيرة، وإذا كان ترامب وبايدن هما المرشحان فى نهاية المطاف، فإن فوز أحدهما وتقدّمه على الآخر قد يتوقف على عدم شعبية الآخر، وليس على جاذبية أو سياسة الفائز، فكلاهما لديه الكثير من المنتقدين. من جانبه، قال أحمد العنانى، الباحث فى العلاقات الدولية، إن بايدن يسعى لأن تكون لديه ركائز استراتيجية لعملية الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وهو يريد الحفاظ على الشراكة مع دول مثل دول مجلس التعاون الخليجى، وبالنسبة للصين يريد أن يكون هناك نوع من أنواع التواصل والتهدئة، خاصة فى بعض الملفات التجارية على عكس الرئيس الأمريكى السابق، الذى فرض تعريفة جمركية على المنتجات الصينية فى الداخل الأمريكى، والسياسة الاقتصادية المغلظة التى اتبعها تجاه الجانب الصينى.
وأضاف أن هناك اختلافاً بين الرئيسين فى السياسة الخارجية فعلى سبيل المثال، فى القضية الفلسطينية لا يؤمن ترامب بحل القضية الفلسطينية، ولا يريد أى نوع من أنواع حل الدولتين، على عكس بايدن الذى يؤمن بحل الدولتين، وأن تكون هناك دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية، وأما فى ملف روسيا، فإن «ترامب» يميل إلى موسكو مقارنة ببايدن، وهو يرى أن التفاهمات مع الجانب الروسى هى الحل الأمثل للقضاء على الكراهية والخصام بين الولايات المتحدة أو الغرب من جانب وروسيا من جانب آخر، لكن بايدن ينظر إلى روسيا باعتبارها العدو الأول. وتابع «العنانى»، قائلاً: فى الملف الأوكرانى الرئيس بايدن يدعم أوكرانيا بشكل كبير جداً، أما «ترامب» فيرى أن أوكرانيا تتفاعل بشكل سلبى جداً مع الجانب الروسى، ويريد التهدئة مع روسيا، عكس ما يفعله بايدن الذى يعتبر أن روسيا عدوة وأنها تُهدّد أوروبا والغرب وأمريكا، مما يجعل هناك اختلافاً تاماً بين الجمهوريين والديمقراطيين فى ملف السياسة الخارجية. وأشار إلى أن الديمقراطيين يحاولون أن يمارسوا المزيد من الضغوطات على ترامب، حتى حالياً وهو يُحاسب جنائياً، وربما يكون أول رئيس يحاسَب فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الديمقراطيين يتحكمون فى بعض الولايات التى يحاكم فيها الرئيس السابق فى ما يخص بعض القضايا.
وأكد «العنانى» أن المصالح الاستراتيجية من الممكن أن تتحكّم فى الرئيس، وفى ما يتعلق بالملف النووى الإيرانى يُعتقد أنه لو أتى ترامب للحكم سيفرض عقوبات كبيرة على إيران، وسيظل مستمراً فى عدم التفاوض معها، عكس الإدارة الأمريكية الحالية التى تتفاوض مع إيران. وفى سياق متصل، أكد بهاء محمود، الباحث فى العلاقات الدولية، أن السياسة الداخلية بالنسبة للمواطن الغربى، سواء كان فى أوروبا أو أمريكا، تكون هى الاهتمام الأول، حيث يسأل المواطن الغربى: ماذا فعل الرئيس تجاه حل مشكلة البطالة أو الأداء الاقتصادى والدخل والضرائب والتصنيع، بالإضافة إلى القضايا التى تخص المرأة، وجميع المؤشرات الداخلية.
وقال «محمود» إن السياسة الخارجية قد تؤثر على الانتخابات الأمريكية فى حالة واحدة فقط، مثل أنها قد تمس الوضع الداخلى مباشرة، مثل الحرب التجارية، كما حدث بين الصين وأمريكا فى أواخر عهد ترامب، فقد أثرت عليه فى الانتخابات، وجاءت أيضاً كورونا مع الحرب التجارية، مما أثر بشكل كبير على إحدى المناطق الصناعية فى أمريكا، وأسهم ذلك فى خسارة ترامب، وبالتالى يبقى المؤشر الرئيسى هو الوضع الداخلى وليس الخارجى، وهذه قاعدة عامة فى الغرب.