خبراء: القضايا الداخلية ستحدد «ساكن البيت الأبيض»

خبراء: القضايا الداخلية ستحدد «ساكن البيت الأبيض»
يواصل كل من الرئيس الديمقراطى، جو بايدن، والرئيس الجمهورى دونالد ترامب جهودهما، من حملات انتخابية واستخدام وسائل الإعلام، وذلك لكسب أصوات الناخبين وثقة الشعب الأمريكى قبل إجراء الانتخابات الأمريكية واختيار رئيس الولايات المتحدة فى نوفمبر القادم. وستكون المنافسة بين الخصمين بايدن وترامب، فريدة من نوعها فى التاريخ الحديث باعتبارها مباراة العودة بين الرئيس الحالى وسلفه السابق، ويواجه كل منهما نقاط ضعف رئيسية، ولكن يحاول كل رئيس أن يروج لإنجازاته فى فترة ولايته، ويحاول إقناع الجمهور بأن لديه القدرة على مواصلة الحملة الانتخابية والحكم لولاية ثانية.
ومن جانبه، قال محمود الشناوى، خبير العلاقات الدولية، إن القضايا الداخلية هى التى تتحكم فى فوز الرئيس بثقة شعبه، ويخضع كلا الرئيسين، بايدن وترامب، إلى شكوك فى قدرتهما على الفوز بالرئاسة، فترامب بسبب القضايا المرفوعة ضده، وبايدن بسبب حالة الخرف التى تظهر لديه من وقت لآخر وشكوك الناخبين فى قدرته على الاستمرار فى إدارة دولة بحجم الولايات المتحدة مع تقدمه فى العمر.
وأوضح «الشناوى» أن هناك فى المجتمع الأمريكى قضيتين رئيسيتين يلعب عليهما الجانبان الديمقراطى، الذى ينتمى إليه بايدن، والجمهورى الذى ينتمى إليه ترامب، مشيراً إلى أن القضية الأولى تخص الهجرة غير الشرعية ومدى قدرة بايدن على أن يتخذ خطوات حقيقية فيها، خاصة بعد التهديدات مما أسماه ترامب بالغزو للمجتمع الأمريكى وما يتم ارتكابه من جرائم وما يمثله دخول مهاجرين من مخاطر على فرص العمل والأمان فى المجتمع الأمريكى، وهذه النقطة يسعى بايدن إلى أن يوقفها ويسود وجه ترامب فيما يخص تلك القضية، ويقول إنه لم يكن معارضاً كبيراً لمسألة الهجرة وأنه سمح بالكثير من التسهيلات خاصة من الجنوب فى المكسيك وغيرها.
وأضاف أن القضية الثانية هى الإجهاض، حيث يحاول «ترامب» أن يغسل ما علق به من شوائب بسبب تعيينه قضاة محافظين يعارضون الإجهاض وإفساد الكثير من القضايا الخاصة بالحق فى الإجهاض فى مختلف الولايات الأمريكية، وهى نقطة تُستخدم لبيان مدى قدرة ترامب على استيعاب رغبات المجتمع الأمريكى بشأن الإجهاض وأيضاً بشأن الأجنة التى يتم تخزينها فى المعامل ومدى قبوله لوجود مثل هذا الأمر، فإذا أفلح الرئيسان فى تجاوز هاتين القضيتين، سيكون أمراً حاسماً للناخبين الأمريكيين.
وأشار الخبير فى العلاقات الدولية إلى أن هناك قضية أخرى وهى القضية الاقتصادية طبعاً وهى أهم الأمور التى يهتم بها المجتمع فى الداخل الأمريكى وتتعلق بقضية الأجور وفرص العمل وغير ذلك، ورغم أن «بايدن» حقق إنجازات لا بأس بها فى هذا الصعيد إلا أنه لم يتمكن من الترويج لها إعلامياً، ولذلك دائماً ما يتم توجيه الانتقادات لإدارته فى هذا الصدد، فإذا استطاع بايدن أن يمارس المزيد من الترويج الإعلامى للمكاسب التى حققها اقتصادياً وتجارياً، فسوف يكون هذا أمراً فاصلاً فى مسألة نتائج الانتخابات، وأما فيما يخص ما يسميه ترامب «ابتزازاً» بشأن القضايا المرفوعة ضده، فلو استطاع أيضاً أن يظهر بصورة أفضل ويوضح أن معظم هذه القضايا سياسية وليست جنائية، سيعطيه هذا أفضلية فى سباق الانتخابات الأمريكية.
وأكد «الشناوى» أن المجتمع الأمريكى يقيّم رئيسه فيما يخص المصلحة الذاتية الضيقة جداً، التى سيضيفها إلى المواطن الأمريكى، مثل ما يخص النظام الصحى الأمريكى والامتيازات التى تمنح له، والفعاليات التى تعضد الرغبة الأمريكية فى التمتع بنظام صحى جيد، ومسألة فرص العمل ومدى توافرها، والضرائب، سواء الضرائب على الدخل أو حتى الضرائب على الأنشطة التجارية، ومسألة الإحساس بالأمان الداخلى وانخفاض مستوى الجريمة.
وفى سياق متصل، قال طارق البرديسى، خبير العلاقات الدولية، إن العامل الحاسم بين الرئيسين هو الشأن الداخلى ومعيشة المواطن الأمريكى من البطالة وأسعار السلع والحياة اليومية للمواطن العادى، التى تعد هى الفيصل لتحديد الفارق بينهما، ويواجه جو بايدن مشكلة الإرهاق الكبير للأسر الأمريكية فى المعيشة والغذاء والعلاج، أى كل الأمور الحياتية، مما يضعه فى مشكلة كبيرة ستقلل من أسهمه وفرصه، والاقتصاد لبايدن هو قضية «أمعاء» وما زال العديد من الأمريكيين يعتقدون أن وضعهم اليومى لم يتحسن.
وأضاف «البرديسى»: أما من ناحية ترامب ففى فترة ولايته السابقة، كانت نسب البطالة أقل وانتعش الاقتصاد، واستطاع جلب استثمارات وشركات للعمل داخل الأراضى الأمريكية، وكانت عينه دائماً على دعم المواطن الأمريكى.
وأشار إلى أنه بشكل عام تعانى الولايات المتحدة من شيخوخة الديمقراطية الأمريكية، فالرئيس الديمقراطى بايدن يبلغ من العمر 81 عاماً، وكذلك ترامب يبلغ من العمر 77 عاماً. مؤكداً أن الديمقراطية فى أمريكا ليست كما نتصورها، فالخيارات التى يجب توافرها فى مجتمع ديمقراطى ليست موجودة.