سباق استطلاعات الرأي.. قلق أمريكي بسبب صحة «بايدن» ومحاكمات «ترامب»

كتب: أحمد عادل موسى

سباق استطلاعات الرأي.. قلق أمريكي بسبب صحة «بايدن» ومحاكمات «ترامب»

سباق استطلاعات الرأي.. قلق أمريكي بسبب صحة «بايدن» ومحاكمات «ترامب»

تتباين استطلاعات الرأى حول المرشحين الرئيس الأمريكى الحالى، جو بايدن، والرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، منذ إعلان ترشحهما، ومن سيفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة فى شهر نوفمبر، ففى الاستطلاعات السابقة كان «ترامب» يتفوق دائماً على «بايدن»، كما تأتى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى ظل قلق بين الناخبين بشأن تقدم عمر «بايدن» (81 عاماً) وصحته العقلية، مقابل المحاكمات الجنائية المتهم بها «ترامب».

وأظهر استطلاع جديد للرأى أطلقته صحيفة «الإيكونوميست» تساوى كل من «بايدن» و«ترامب» فى الاستطلاع الأخير، فصوّت 45% لصالح «بايدن»، مقابل 45% أيضاً اختاروا الرئيس السابق دونالد ترامب.

وكشفت استطلاعات الرأى المتعلقة بانتخابات الرئاسة الأمريكية عن مؤشرات مختلفة لكل من المرشحين فى السباق «بايدن وترامب».

ووفقاً للاستطلاع الذى أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» وكلية سيينا، خلال الأيام الماضية، تبين أن «بايدن» يتقدم على منافسه فى سباق الرئاسة الأمريكى دونالد ترامب، وذلك وسط مؤشرات تشير إلى تجمع قاعدة الحزب الديمقراطى خلف الرئيس، على الرغم من الشكوك المستمرة بشأن اتجاه البلاد والاقتصاد وعمره.

وأظهر استطلاع جديد للرأى أجرته «رويترز/إبسوس» أن الناخبين الأمريكيين يرون أن المرشح الجمهورى للرئاسة دونالد ترامب هو المرشح الأفضل للاقتصاد، لكنهم يفضلون نهج منافسه الديمقراطى الرئيس جو بايدن بشأن الحفاظ على الديمقراطية.

وارتفع معدل تأييد «بايدن»، الذى تم قياسه عبر جميع المشاركين فى الاستطلاع، بشكل هامشى إلى 37% من 36% فى مايو عندما وصل إلى أدنى قراءة خلال رئاسته، ويشعر العديد من الديمقراطيين بالقلق من أن «بايدن» قد يتأثر بمخاوف الناخبين بشأن عمره -حيث يبلغ من العمر 81 عاماً وهو أكبر رئيس أمريكى يتولى هذا المنصب- والاستنكار داخل حزبه لدعمه للحرب الإسرائيلية ضد «حماس».

وعندما سُئلوا عن أى من المرشحين لديه نهج أفضل فى التعامل مع الاقتصاد، وهو الشغل الشاغل الأول بالنسبة للمشاركين؟ اختار الناخبون المسجلون «ترامب» بنسبة 43٪ مقابل 37٪، ولقد تأثر الناخبون لسنوات عديدة من الارتفاع السريع فى الأسعار، على الرغم من تباطؤ التضخم بشكل كبير فى الأشهر الأخيرة، وظل معدل البطالة أقل من 4٪ لأكثر من عامين.

وكان للحزب الجمهورى تقدم أكبر بنسبة 44% مقابل 31% فيما يتعلق بالهجرة، وشكل المهاجرون 13.9% من سكان البلاد فى عام 2022، وهى أعلى نسبة منذ أكثر من قرن، واستهدف «ترامب» المهاجرين الموجودين فى البلاد بشكل غير قانونى، وحصل «ترامب» على تفضيل بنسبة 40% إلى 35% فيما يتعلق بالصراعات الخارجية.

من جانبه، أوضح إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، لـ«الوطن»، أن استطلاعات الرأى تجرى أكثر من مرة وليست مرة واحدة، فكل فترة تجرى وسائل الإعلام استطلاعات للرأى، فقد تختلف النتائج من مرحلة إلى أخرى أو من فترة إلى أخرى، وذلك بسبب وجود حدث معين أو تطورات معينة.

وقال «بدر الدين» إن فى استطلاع الرأى الذى أجرى عقب قضايا مالية متهم فيها الرئيس السابق «ترامب»، من خلال الأموال المخصصة لحملته الانتخابية، والقضايا الأخرى المتهم بها فى المحكمة، فقد أثرت عليه، وهناك استطلاعات رأى أجريت فى وقت سابق وكانت تشير إلى تقدم «ترامب» بشكل كبير.

ونوه بأن إجراء استطلاعات الرأى لن يتوقف حتى الانتخابات الأمريكية، فخلال الفترة القادمة من المرجح أن يحدث تغير فى الموازين أو حدث معين سياسى يدفع بتقدم مرشح أو آخر فى استطلاعات الرأى، فدائماً الاستطلاعات تكون متأرجحة، خصوصاً أنه تفصلنا عن الانتخابات الأمريكية شهور. ويطلب أستاذ العلوم السياسية أن نأخذ فى عين الاعتبار حدوث حدث معين يقلب الموازين، فعلى سبيل المثال أن الرئيس الأمريكى الحالى «بايدن» يضع لمساته الأخيرة فى إنهاء المشاكل الدولية، خاصة مشكلة حرب الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، ففى حالة حدوث ذلك سيكون فى مصلحة «بايدن» وحملته الانتخابية، أما فى حالة فشله واستمرار الأوضاع كما هى عليه فسيظهر للجميع أن الوزارة الأمريكية الحالية و«بايدن» متورطون فى هذه المجازر، خصوصاً أن الرأى العام الأمريكى بدأ يعترض على ما يحدث وبدأنا نشهد مظاهرات سواء فى الولايات المتحدة أو فى العديد من دول الغرب.

وتابع قائلاً إن الوضع أو التوتر القائم فى الوقت الحالى بين إيران وإسرائيل وموقف الولايات المتحدة والتداعيات التى قد تحدث فى المستقبل، كل هذه العوامل تؤثر على «بايدن» فى الانتخابات الأمريكية، فالانتخابات تتأثر بأحداث متعددة منها ما هو داخلى ومنها ما هو خارجى، ففى الداخل يعانى المواطن الأمريكى بصفة أساسية من النواحى الاقتصادية والضرائب، كل هذه العوامل القوية تؤثر على توجهات الرأى العام فى أمريكا.

وأكد «بدر الدين» أنه فى الوقت الحالى لا نستطيع أن نحسم ما الذى ستتجه إليه التوقعات أو استطلاعات الرأى فى أمريكا، خصوصاً أن هناك متغيرات جديدة ومناظرات انتخابية بين المرشحين للرئاسة، والمناظرات الانتخابية تكون حول السياسة الداخلية وحول السياسة الخارجية وحول الاقتصاد، وتكون مباشرة وموجهة إلى الرأى العام الأمريكى، وبالتالى أيضاً يمكن أن تؤثر، فمن يجد أكثر فى الانتخابات الأمريكية يرجح فرصته فى الفوز.


مواضيع متعلقة