النائب علاء عابد يكتب: المخطط الوهمي.. ما بين «نبوءة أشعيا» وأكاذيب نتنياهو

النائب علاء عابد يكتب: المخطط الوهمي.. ما بين «نبوءة أشعيا» وأكاذيب نتنياهو
- مصر
- المخطط الوهمى لنتنياهو
- «نبوءة أشعيا»
- الكتاب المقدس
- مصر
- المخطط الوهمى لنتنياهو
- «نبوءة أشعيا»
- الكتاب المقدس
نظرية المؤامرة على مصر، وفى ظل ما يدور من تطورات، أصبح استبعادها يمثل ضرباً من الغباء بشكل عام، وليس فقط الغباء السياسى، فالحقائق باتت واضحة، أو كما يقال اللعب بات على المكشوف، فالهدف هو مصر.. ففى الوقت الذى كان بنيامين نتنياهو ينتفض ضد غزة للانتقام الأهوج بعد أحداث السابع من أكتوبر، كان يستخدم عبارة توراتية وهى «نبوءة أشعيا»، وهى نبوءة تتحدث عن مصر، فكان يحارب فى غزة وعينه على مصر، بل وصف قومه بأبناء النور ووصف الشعوب الأخرى بأبناء الظلام.
بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، لا يسعى إلا إلى البقاء فى السلطة وفى سبيلها، باستخدام تعبيرات لاهوتية لا علاقة لها بالسياسة، ولا يتورع عن خداع العالم، بل عن خداع شعبه وجيشه، فهو يُحيى أوهاماً توراتية غابرة يستخدمها كأنها تتحدث عن المستقبل، بينما هى تتحدث عن الماضى، لنسج مخطط وهمى هو فى الحقيقة أوهن من خيط العنكبوت.
والمخطط الوهمى لنتنياهو باستخدام نبوءة فى الكتاب المقدس بالعهد القديم (التوراة) سفر إشعياء المكون من 66 إصحاحاً، وإشعياء نبى يهودى، وهو من كتب سفر إشعياء الذى ذُكرت فيه عدة نبوءات.
ونبوءة إشعياء التى تحدّث عنها نتنياهو: «هَا هُوَ الرَّبُّ قَادِمٌ إِلَى مِصْرَ يَرْكَبُ سَحَابَةً سَرِيعَةً، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ فِى حَضْرَتِهِ، وَتَذُوبُ قُلُوبُ الْمِصْرِيِّينَ فِى دَاخِلِهِمْ. وَأُثِيرُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ فَيَتَحَارَبُونَ، وَيَقُومُ الْوَاحِدُ عَلَى أَخِيهِ، وَالْمَدِينَةُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَالْمَمْلَكَةُ عَلَى الْمَمْلَكَةِ، فَتَذُوبُ أَرْوَاحُ الْمِصْرِيِّينَ فِى دَاخِلِهِمْ، وَأُبْطِلُ مَشُورَتَهُمْ، وَتَنْضُبُ مِيَاهُ النِّيلِ وَتَجِفُّ الأَحْوَاضُ وَتَيْبَسُ، وتُنْتِنُ الْقَنَوَاتُ، وَتَتَنَاقَصُ تَفَرُّعَاتُ النِّيلِ وَتَجِفُّ».
ونبوءة أخرى فى الإصحاح 11، من سفر إشعياء الذى يقول «فيعود الرب ليمد يده ثانية ليسترد البقية الباقية من شعبه، من أشور ومصر وفتروس وكوش وعيلام وشنعار وحماة، ومن جزائر البحر، وينصب راية للأمم ويجمع منفيى إسرائيل ومشتتى يهوذا من أطراف الأرض الأربعة، وينقضون على أكتاف الفلسطينيين غرباً ويغزون أبناء المشرق معاً».
تلك أوهام نتنياهو وليست نبوءة تتحقق، فمصر فى رباط إلى يوم الدين، ومن قبل استخدم الإسرائيليون النبوءة بعد احتلال سيناء فى عام 1967، ولكن أيضاً انقشعت الأوهام بنصر السادس من أكتوبر.
ولكن.. لم يجد نتنياهو أمامه إلا اللعب على مشاعر المتشددين وحاخامات بنى صهيون ليحظى بتأييد البقاء فى السلطة ونسى فى غمرة غروره أن سفر إشعياء هو نفسه من تحدّث فى الإصحاح الأول عن فساد بنى إسرائيل والرشاوى وأنهم سيدخلون فى شتات فى الأرض، فهل يتحقق ذلك أيضاً؟؟
وشهد شاهد من أهلها.. فقد انتقدت عالمة الكتاب المقدس «آن مارى بيليتيه» «الإشارة المبتذلة» لنتنياهو على حد تعبيرها، وقالت إن الذى يسير فى الظلام فى سفر إشعياء ليس «العدو» المجاور، بل الشعب اليهودى نفسه، الذى يمر «بكل تأكيد بمحنة سياسية وروحية»، مشددة على أن معنى النص لا يدعم ما ذهب إليه نتنياهو، خاصة أن هذا الكتاب معقد للغاية و«لا يمكن فهمه إلا فى ضوء السياق التاريخى فى ذلك الوقت».
والرد على نتنياهو من مصر، فنقول إن المؤامرات والمخططات السابقة فشلت، ومصر هى الصخرة التى تحطمت عليها أوهام ومؤامرات الأعداء والخونة منذ الحروب الصليبية وحتى مخططات 2011 التى تمت بمساعدة جماعة الإخوان الإرهابية لهدم مصر، لكن جيش مصر العظيم، وقائداً تاريخياً أرسله الله فى هذا التوقيت ليحمى مصر وهو الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى وضع رأسه على كفه منذ 10 سنوات، وذكرى 30 يونيو ليست ببعيد، وهو اليوم أيضاً لا يتزحزح ويقف فى وجه كل من يتعرض للأمن القومى المصرى وقضى على أوهام التهجير القسرى إلى سيناء، وستظل مصر على ثبات من موقفها تجاه القضية الفلسطينية حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة ودولتهم المستقلة على حدود يونيو 1967. أما مصر فستظل محفوظة برعاية الله وحكمة وجسارة زعيمها وبسالة جيشها ورباط ووحدة شعبها رغم مخططات وأوهام نتنياهو.
* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب