ميناء السخنة.. قناة جديدة تحول مصر إلى مركز إقليمي للتجارة العالمية
ميناء السخنة.. قناة جديدة تحول مصر إلى مركز إقليمي للتجارة العالمية
على مساحة 29 كيلومتراً، تشق الأيادى المصرية الصخور، لتنفذ مشروعاً هو الأكبر من نوعه ليس فى مصر فقط بل فى الشرق الأوسط، وهو مشروع تطوير ميناء السخنة، لتعظيم العائد الاقتصادى من الميناء وفتح أسواق جديدة للصادرات المصرية إلى دول العالم، وتحويل مصر لمركز إقليمى للتجارة العالمية واللوجيستيات.
«الوطن» أجرت جولة ميدانية بالمشروع، للوقوف على حجم الإنجاز الذى تنفذه شركات مصرية وأيادٍ مصرية اكتسبت الخبرة الكافية لتنفيذ مثل هذه النوعية من المشروعات، فما بين معدات ضخمة تحفر أمتاراً عميقة تحت الأرض، وعُمال مصريين يشيدون مبانى إدارية كاملة تخدم الميناء، يجرى العمل على قدم وساق.
فى البداية قدّم المهندس محمد فتحى، معاون وزير النقل لقطاع النقل البحرى، شرحاً تفصيلياً للمشروع، موضحاً أنه يأتى فى إطار إنشاء محور «السخنة - الإسكندرية» اللوجيستى المتكامل للحاويات للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط والذى يعتبر أكبر ممر لوجيستى لخدمة التجارة العالمية بين الشرق والغرب.
وشملت الأعمال الجارى تنفيذها بالمشروع، إنشاء 5 أحواض جديدة وأرصفة بطول 18 كيلو وعمق 18 متراً لتصبح إجمالى أطوال الأرصفة بالميناء 23 كيلو، وإنشاء ساحات التداول بمسطح 8.6 كيلو ليصبح إجمالى الساحات 10.6 كيلو ومناطق لوجيستية بمساحة 6.3 كيلو، فضلاً عن إنشاء خطوط سكك حديدية متصلة بالقطار الكهربائى السريع «السخنة - العلمين - مرسى مطروح»، كما يتم إنشاء شبكة من الطرق الداخلية بطول 17 كيلو رصفاً خرسانياً 3 حارات - اتجاه، ليربط بين الأرصفة والميناء ككل، بما يسهم فى عدم وجود أى تكدسات مستقبلاً داخل الميناء، إضافة إلى إنشاء حواجز أمواج بطول 3270 متراً.
تجاوزت أعمال تنفيذ الحفر الجاف 91% حيث تم الحفر 100% من الأحواض وجارٍ العمل فى ساحات التداول وبلغت نسبة أعمال التكريك أكثر من 62% ويبلغ إجمالى التكريك 70 مليون متر مكعب وتم تنفيذ 17 مليون متر مكعب بواسطة أعمال التجفيف و26.5 مليون متر مكعب بواسطة أعمال التكريك، ووفقاً لـ«فتحى»، تعمل الدولة على تحويل ميناء السخنة إلى ميناء محورى وتم التعاقد على المعدات والأوناش الخاصة بأعمال البنية الفوقية لمحطة حاويات «هاتشيسون» تمهيداً لتوريدها، كما تنفذ الدولة خطة لتكوين شراكات استراتيجية مع كبرى شركات إدارة وتشغيل محطات الحاويات العالمية والخطوط الملاحية لضمان وصول وتردد أكبر عدد ممكن من السفن العالمية على الموانئ المصرية ومضاعفة طاقة تشغيل الموانئ والتوسع فى تجارة الترانزيت.
تجاوزت النسبة الإجمالية لتنفيذ مشروع تطوير الميناء 93.50%، وضمن محطاته محطة حاويات «هاتشيسون»، والتى تم تسليمها لأكبر مشغل محطات حاويات على مستوى العالم وهو «هاتشيسون العالمية»، وتحالف الخطوط الملاحية العالمية COSCO وCMA لتطويرها كأكبر محطة للحاويات بمصر. ويبلغ طول المحطة 2600 متر ومساحتها الإجمالية 1.6 مليون متر مربع والطاقة الاستيعابية لها 3.5 مليون حاوية مكافئة سنوياً، حيث أكد «فتحى» أنها تسمح باستقبال سفن عملاقة بطول 400 متر وذلك وفقاً لعقد الالتزام الموقع لمشروع إنشاء البنية الفوقية وإدارة وتشغيل واستغلال وصيانة وإعادة تسليم محطة للحاويات بميناء السخنة، الذى يأتى تنفيذه إلى جانب تنفيذ مشروع إنشاء البنية الفوقية وإدارة وتشغيل واستغلال وصيانة وإعادة تسليم محطة الحاويات برصيف 100 بالدخيلة.
ووفقاً لوزارة النقل، تعكف الدولة على تحويل ميناءى السخنة والدخيلة إلى موانئ محورية، وزيادة حصة مصر من السوق العالمية لتجارة الترانزيت إذ يعتبر المشروعان خطوة مهمة نحو تنفيذ هذا المحور اللوجيستى باستغلال القطار الكهربائى السريع لنقل الحاويات، والربط مع مناطق الإنتاج والاستهلاك والمراكز اللوجيستية والموانئ الجافة، عبر الممر اللوجيستى وتحقيق الاستفادة القصوى من البنية الأساسية للموانئ المصرية والنقل متعدد الوسائط ويشمل الطرق، والسكك الحديدية، والنقل النهرى، واستغلال المحطتين كبوابات لتقديم سلاسل متكاملة للإمداد لخدمة التجارة العالمية.
وضمن مشروعات تطوير الميناء، مشروع إنشاء البنية الفوقية وإدارة وتشغيل واستغلال وصيانة وإعادة تسليم محطة للحاويات بميناء السخنة والذى يأتى فى إطار المخطط الشامل لاستكمال تطوير ميناء السخنة الجارى تنفيذه، ليصبح أكبر ميناء محورى على البحر الأحمر؛ حيث تم تخطيط الموقع العام للميناء ليضاهى أحدث الموانئ العالمية، بما يخدم حركة التجارة الإقليمية والدولية.
وبحسب وزارة النقل، فإن تنفيذ محطة حاويات «هاتشيسون» والبنية الفوقية لمحطة الحاويات برصيف 100 تتم بإجمالى استثمارات للمشروعين تصل إلى 1.6 مليار دولار وطاقة تداول أكثر من 5 ملايين حاوية مكافئة سنوياً، وهو ما يعد مؤشراً قوياً للجدوى الاقتصادية للمشروعين، ويجسد الثقة فى الاقتصاد المصرى، موضحة أن العوائد المباشرة المتوقعة للمشروعين تبلغ نحو 5 مليارات دولار خلال مدة التعاقد وهى 30 عاماً.
وأكدت وزارة النقل أن المشغل العالمى «هاتشيسون»، يعد أكبر مشغل لمحطات الحاويات فى العالم ويتمتع بأكثر من 50 عاماً من الخبرة والريادة كمستثمر ومُطور ومُشغل عالمى، إضافة إلى أنه أول مُشغل محطات حاويات يحقق إنتاجية عالمية تراكمية تبلغ 1.3 مليار حاوية مكافئة، بجانب أنه يُتوج كأفضل مشغل لمحطات الحاويات العالمية ويدير محطات فى 52 ميناء فى 26 دولة، أى حوالى 11% من حجم تجارة البضائع بالحاويات العالمية طبقاً لإحصائيات 2020؛ حيث بلغ حجم تداوله 83.7 مليون حاوية مكافئة خلال عام 2020.
