أحمد عز: الشهرة السريعة قد تتحقق من إعلان ولكن المكانة تحتاج سنوات

أحمد عز: الشهرة السريعة قد تتحقق من إعلان ولكن المكانة تحتاج سنوات
نجح النجم أحمد عز فى تحقيق المعادلة الصعبة ما بين تقديم أفلام جيدة الصنع وتحقيق أعلى الإيرادات فى الوقت نفسه، حيث يتجلى ذلك واضحاً فى أفلامه التى قدمها على مدار مشواره الفنى، وآخرها فيلم «ولاد رزق.. القاضية» الذى يتصدر إيرادات أفلام عيد الأضحى بتحقيقه لـ30 مليون جنيه تقريباً بعد 4 أيام فقط من طرحه بدور العرض السينمائى، بالإضافة إلى حصد الفيلم لإشادات الجمهور والنقاد، معتبرين إياه نقلة فى صناعة السينما المصرية. ويكشف «عز» فى حواره مع «الوطن» عن ردود الفعل التى تلقاها حول فيلمه الجديد، وموقفه من تقديم جزء رابع منه، وأوضح سبب غياب أحمد الفيشاوى وأحمد داود عن الجزء الثالث، وتحدث عن فيلمه «فرقة الموت» ومسرحية «ملك والشاطر» والكثير من التفاصيل خلال السطور المقبلة.
كيف جاءت ردود الفعل التى تلقيتها حول فيلمك الجديد «ولاد رزق.. القاضية»؟
- ردود الفعل رائعة وعظيمة على المستوى الجماهيرى، حيث لمست تفاعل الناس مع الأحداث والشخصيات، ووجدت أصداء جيدة للفيلم فى الشارع، ما تسبب فى خلق دعاية قوية للعمل، أما عن آراء السادة الصحفيين والنقاد، فقد أقمنا لهم عرضاً خاصاً لمشاهدة الفيلم، وأحمد الله على انطباعاتهم وآرائهم الإيجابية، وأبرزها أن هذا الجزء أحدث نقلة فى صناعة السينما المصرية.
ألم تتخوف من تقديم جزء ثالث من «ولاد رزق»، خصوصاً أنك لست من هواة فكرة الأجزاء السينمائية؟
- أنا بطبعى أتخوف من أى عمل أقدمه حتى ولو كان مسلسلاً إذاعياً أو إعلاناً، أما عن «ولاد رزق» فهو عالم افتراضى انجذب له الجمهور وأحبه، وهو نفس شعور صناع الفيلم وأبطاله، فكل واحد منا يعى أبعاد شخصيته وطبيعة علاقته بأشقائه بحسب الأحداث، وبالتالى «أى حد بيدخل علينا بيكون بنفس الهارمونى دى»، وانطلاقاً مما سبق ذكره، فمن الممكن تقديم جزء رابع وخامس من «ولاد رزق» إذا وجدت الأفكار الجيدة.
معنى كلامك أنك لم تحسم قرارك بشأن تقديم جزء رابع رغم أن مشهد نهاية هذا الجزء مهد لتقديم جزء جديد؟
- أنا مع تقديم جزء رابع إذا وجدت الفكرة المناسبة، ولكن تأكد أنه حال عدم وجود الفكرة، فلن يتم تقديم جزء رابع لمجرد الوجود فقط، لأن هذه الطريقة تتعارض مع سماتى وطريقة شغلى، بالإضافة إلى أن ارتفاع سعر تذكرة السينما يُحتم علينا تقديم منتج سينمائى جيد الصنع للجمهور، وعلى ذكر هذه الجزئية، فلا أقول إن أفلامى هى أكثر الأفلام جماهيرية ولكنى أؤكد أنها أكثر الأفلام «اللى متعوب فيها»، بدءاً من السيناريو وانتهاء بآخر مشهد فى المونتاج، «تتفق معاها أو تختلف جماهيرياً، تعجبك أو متعجبكش، فدى سنة الحياة، لإن مفيش حد أفلامه كلها بتكون أحسن الأفلام»، ولكنى حينما أنظر لتاريخى أقول الحمد لله على تقديمى لأفلام جيدة الصنع، حيث تشعر وأنت تشاهدها بحجم التعب والعرق المبذول فيها، ولذلك أشعر بالفخر والاعتزاز حين أراها فى مكتبتى، وبالمناسبة لا يشغلنى تحقيق أفلامى إيرادات فقط، ولكنى ما يعنينى بجانب الإيرادات هو تقديم أفلام تعيش، وإذا خيرتنى بين الإيرادات والأفلام التى تعيش، فسوف أختار الأفلام التى تعيش دون تفكير.
أفلامى «متعوب فيها» بدءاً من السيناريو لآخر مشهد فى المونتاج.. وأشعر بالفخر تجاه مكتبتى فى السينما
قد نرى مواجهة بين أحمد عز وكريم عبدالعزيز فى الجزء الرابع حال تقديمه.. فكيف ترى تلك المواجهة بعد نجاحكما معاً فى فيلم «كيرة والجن»؟
- ربما يكون شيئاً آخر غير المواجهة، ولكنى أستمتع بالعمل مع كريم عبدالعزيز، لأننى أشعر بتقاربنا فى أمور كثيرة، منها طريقنا لسكة الضحك، كما أن الفترة الزمنية التى تربينا فيها جعلتنا نحتك بعدد من أساتذتنا الكبار، والذين علمونا وربونا على أصول المهنة والالتزام بالمواعيد واحترام الغير والحفاظ على المكانة واحتضان من حولك، وكل هذا يندرج تحت مسمى «أصول الشغلانة»، وقد شعرت وقت عملى مع كريم بأنى «سايب إيدى»، بالإضافة إلى أن وجود نجم كبير معى يزيح جزءاً من المسئولية الملقاة على عاتقى، وعن نفسى أتمنى وجود كريم فى الجزء الرابع أو تكرار تجربة التعاون معه بشكل عام، لأننى أحبه على المستوىين الشخصى والفنى.
هل تواجه أزمة مع الأجيال الجديدة وبالأخص غير الملتزمين منهم الذين حققوا الشهرة السريعة؟
- الشهرة السريعة قد تتحقق لصاحبها من الظهور فى إعلان، ولكن المكانة وحب الناس شأن آخر يتحقق على مدار سنوات، فإذا تحدثنا عن نموذج فى التمثيل حول هذه الجزئية فنقول أستاذ عادل إمام، وعلى مستوى الطرب عمرو دياب، فكلاهما وصل للنجومية بعد رحلة نجاح استمرت لسنوات طويلة، أما عن جزئية عدم الالتزام فلا أواجهها كثيراً فى عملى، «لإن اللى بيشتغل معايا عارف إنى مبهزرش فى الشغل»، فأنا شخص أميل لمدرسة الإنجليز فى التعامل، فلا أفهم مثلاً إن الأوردر كاميرا 8 صباحاً، ويبدأ التصوير فى العاشرة أو الحادية عشرة صباحاً، إذ أمر هنا بضائقة نفسية فيما يخص عدم الالتزام بالمواعيد، لأننى أخرج من منزلى «وأنا عارف كويس هعمل إيه وهاكل إيه... إلخ»، لقناعتى بأن يوم التصوير له التزامه وطقوسه واحترامه، وانطلاقاً مما سبق ذكره، فأنا شخص «حنبلى» فى شغلى، ولا أقبل بوجود حالة من عدم الالتزام فى الأعمال الفنية التى أشارك فيها.
بالعودة لـ«ولاد رزق».. هل تواجه صعوبة فى ارتداء عباءة شخصية «رضا رزق» بعد ابتعادك عنها لفترة زمنية؟
- أسهل مما تتوقع بسبب حبى لشخصية «رضا»، التى أرى أنها غيرت جلدى منذ وقت التحضير للجزء الأول عام 2014، حيث أحببت الشخصية «واشتغلت عليها لدرجة إنى شربتها فبقيت سهلة فى الجزأين الثانى والثالث»، ولكنى أواجه صعوبة أحياناً فى خروج الشخصية منى، حيث تظل طريقتها ومرادفاتها تلازمانى لفترة طويلة بعد انتهاء التصوير.
حدثنا عن كواليس مشهد الأكشن الذى جمعك بالملاكم تايسون فيورى وعمرو يوسف؟
- كان مشهداً صعباً للغاية، لأنه جمعنى بشخص مهنته الأساسية الملاكمة وليس التمثيل، وبالتالى حولناه من شخص يجيد الضرب باحترافية لآخر يضرب بتمثيل، «لإن لو حاجة فلتت منه يمين أو شمال هتبقى مشكلة، لكن محصلش الحمد لله»، كما أن أحجام أجسامنا جميعاً ليست بالصغيرة وإن كان تايسون يفوقنا حجماً، والمشهد نفسه يستلزم قيادة عمرو للسيارة وجلوسى فى الشنطة، لتبدأ المعركة بيننا وبين تايسون، فكان المشهد مُتعباً لدرجة الهلاك، خاصة مع تنفيذه وتصويره من زوايا عدة، ولكننا استمتعنا بكواليس التصوير مع تايسون فيورى، والحقيقة أنه كان شخصاً طيعاً للغاية وسهلاً فى التعامل.
وماذا عن مشاهد المطاردة والأكشن التى تم تصويرها فى الرياض؟
- بدأنا تصوير الفيلم بهذه المشاهد التى كان أولها مشاهد مباراة الملاكمة للملاكم تايسون فيورى فى موسم الرياض، حيث وضع المخرج طارق العريان كاميراته فى قلب الحدث، وساعدنا القائمون على العمل فى السعودية على إنجاز هذه المسألة، والحقيقة أن معالى المستشار تركى آل الشيخ أراد رفع سقف الأكشن فى الأفلام العربية، فوقع اختياره على فريق عمل سلسلة أجزاء فيلم Mession Impossible لتنفيذ وتصميم مشاهد الأكشن، حيث عقدوا مع طارق العريان جلسات عدة للتفكير فى طريقة تنفيذ هذه المشاهد، التى احتاجت لمبالغ مالية كبيرة للغاية، ولكن هيئة الترفيه ذللت كل الصعاب وقدمت لنا الدعم الكامل كى تخرج مشاهد الأكشن بهذا الشكل، ودوماً أقول «الأكشن محفظة فلوس وليس أفكاراً فحسب»، فمن شاهد الفيلم سيرى كم ونوع السيارات التى تحطمت، والشوارع التى أُغلقت من أجل التصوير، وجودة الكاميرات وما إلى ذلك، ولذلك أتقدم بخالص الشكر لهيئة الترفيه على هذا الدعم الكبير.
ألم تشعر بالقلق من تأثير غياب أحمد الفيشاوى وأحمد داود عن هذا الجزء؟
- كنت أتمنى وجودهما لأنهما أصدقائى على المستوى الشخصى، وكنت على تواصل معهما من أجل وجودهما فى هذا الجزء، ولكن ظروفهما لم تسمح بذلك، ولكن من الوارد عودتهما فى الجزء الرابع حال تقديمه، وبعيداً عن كل ذلك، فأنا أحبهما كثيراً على المستوى الشخصى.
سبق واعتذرت للجمهور عن احتواء الجزء الأول من «ولاد رزق» على ألفاظ وإيحاءات قبل تضمن الجزء الثالث لألفاظ وإيحاءات ولكن بدرجة أقل نسبياً.. فما تعليقك؟
- لو شاهدت الأفلام التى تم عرضها خلال الفترة الماضية، ستجدها تتضمن ألفاظاً وإيحاءات نسمعها فى الشارع ولكن دون مبالغة فيها، ومن هذا المنطلق، أرى أن الجزء الأول من «ولاد رزق» كان أكثر جرأة من الثالث، «وإن كنت مش شايف فى الجزء الثالث أى حاجة زائدة، إحنا بننزل الشارع وبنحتك بالناس وعارفين إيه اللى بيتقال وإيه اللى مبيتقالش»، كما أننا رقباء على أنفسنا ولن نرضى بتجاوز الحدود احتراماً للمشاهدين، ولكننا نسعى لتسلية الجمهور فى بعض الجمل الحوارية التى لا تخدش حياء أحد، ويظل تقييم هذه المسألة نقطة خلافية ما بين من يراها عادية وآخرين قد يرونها خادشة للحياء، ولكن التصنيف العمرى للفيلم فى مصر +16، بينما صُنف +15 فى السعودية.
«رضا رزق» هو العقل المدبر لإخوته.. هل أحمد عز كذلك مع أشقائه فى حياته العادية؟
- لدىّ شقيقان أتشاور معهما ونتناقش ونصل لحلول فى 10 دقائق، كما كنت دائم التحدث مع والدى ووالدتى -رحمهما الله- حال وجود مشكلة معينة، لأننى أجيد التفكير وقت الأزمات، ولدىّ القدرة على التصرف مهما بلغت شدة الأزمة، حيث أتمالك نفسى جيداً حتى لو أثرت هذه المشكلة على أعصابى.
ألا ترى أن قبول الفنان أحمد فهمى الظهور كضيف شرف فى «ولاد رزق» رغم مشاركته بفيلم «عصابة الماكس» من بطولته فى موسم عيد الأضحى مجازفة منه؟
- ليست مجازفة على الإطلاق، ولكنه «محسبهاش» مثلما نقول باللهجة الدارجة، لأن أصدقاءه حدثوه وقالوا له «تعالى اعمل ضيف شرف فاستجاب لهم»، وبالمناسبة فهمى حدثنى للظهور كضيف شرف فى فيلمه، وكنت على أتم الاستعداد لذلك، ولكن ظروف الشغل والسفر منعتنى من ذلك.
هل ارتفاع التكلفة الإنتاجية للفيلم يجعلكم مطالبين بتحقيق إيرادات كبيرة؟
- بكل تأكيد، لأن العمل الفنى اتفقنا أو اختلفنا عليه فهو عمل تجارى، فإذا أنفق منتجه جنيهاً فلا بد من تحقيقه مكسباً «جنيه ونص» على الأقل، ولكن أرى أن الجزء الثالث من «ولاد رزق» مخاطرة محسوبة، لا سيما أن سقف الإيرادات فى مصر ارتفع كثيراً خلال الأعوام الأخيرة.
ما الذى حمسك للموافقة على تقديم مسرحية «ملك والشاطر»؟
- أحببت تجربة المسرح بعد تقديمى لمسرحيتى «علاء الدين» و«هادى فلانتين»، حيث استمتعت بأجواء «أبوالفنون» ورد فعل الجمهور الذى يكون لحظياً، ولكن ما حمسنى لـ«ملك والشاطر» أننى سأعود للعمل مع يسرا التى أعتبرها أستاذتى وصاحبة الفضل علىّ، والمسرحية تدور أحداثها فى أجواء من الكوميديا والفانتازيا داخل أحد العصور الخيالية، والحقيقة أننى متشوق لمقابلة الجمهور السعودى مجدداً لأنه متذوق للفن ومضياف ومحب للمصريين، حيث لا أشعر حينما أسافر السعودية بأننى غادرت مصر من الأساس.
ما زلت تدين بالفضل ليسرا فى الوقت الذى نرى فيه نجوماً آخرين ينكرون أفضال بعض الشخصيات عليهم فى بداياتهم.. فكيف ترى ذلك؟
- «أبقى قليل الأصل لو أنكرت فضل يسرا علىّ، وتربيتى لن تسمح لى بذلك مهما حدث، وسأظل أقول طوال عمرى بأن يسرا صاحبة فضل كبير علىّ».
أخيراً.. ماذا عن موقفك من المشاركة فى سباق دراما رمضان 2025؟
- لا أدرى حتى الآن، ولكن أعتقد أن هناك صعوبة فى مشاركتى، لأن عامل الوقت لن يكون فى صالحى آنذاك.