كيف يبدو المشهد التفاوضي لوقف إطلاق النار في غزة بين حماس وإسرائيل؟

كيف يبدو المشهد التفاوضي لوقف إطلاق النار في غزة بين حماس وإسرائيل؟
- حركة حماس
- المقاومة الفلسطينية
- غزة
- العدوان على غزة
- اسرائيل
- قوات الاحتلال
- حركة حماس
- المقاومة الفلسطينية
- غزة
- العدوان على غزة
- اسرائيل
- قوات الاحتلال
منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، وتبذل العديد من الدول الوسيطة وعلى رأسها مصر وقطر وتشاركهما الولايات المتحدة عمليات المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان صفقة تبادل للمحتجزين.
وبعد أكثر من 9 أشهر في المفاوضات، كيف يبدو المشهد التفاوضي بين حركة حماس وإسرائيل حاليًا؟
موقف حماس من الحرب على غزة
أعلنت حركة حماس ترحيبها بقرار مجلس الأمن رقم 2735، وفي معرض ردها على الخطة الأمريكية، قدمت مجموعة من المطالب التي رأى الأمريكيون والإسرائيليون أنها من شأنها إحداث تغييرات كبيرة في الخطة الأصلية، وهو ما يواجه بحملة شرسة من جانب المسؤولين الأمريكيين، ومن الواضح في الوقت الحالي أن الحركة بدأت تفقد الدعم السياسي والغطاء الشعبى الدولى مع اتهامها بالمماطلة لعدم موافقتها على الاتفاقية التي أصبحت تحظى بقبول دولي واسع تمثل في إقرارها في مجلس الأمن بموافقة 14 عضوا من أعضاء المجلس وامتناع روسيا عن التصويت.
موقف إسرائيل
يمثل نجاح إسرائيل في استعادة 4 من المحتجزين لدى حركة حماس والاحتفاء الداخلي الكبير بهذه الخطوة مع استمرار عملياتها العسكرية في مناطق متفرقة من قطاع غزة بما في ذلك مدينة رفح تخفيفا كبيرًا للضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بل ويمنحه المزيد من الثقة داخليا، الأمر الذي ظهر في تزايد نسب تأييده وحزبه في استطلاعات الرأي الأخيرة على حساب رئيس معسكر الدولة وعضو مجلس الحرب السابق بيني جانتس.
ولذلك لم يتأثر نتنياهو وحكومته باستقالة جانتس وكذلك جادي أيزنكوت من مجلس الحرب بفعل بدء عودة مؤشرات الثقة في قيادته فضلا عن تماسك ائتلافه الحكومي الذي يمثله 64 نائبا في الكنيست أحبطوا محاولات المعارضة لحجب الثقة عن الحكومة، كما نجح نتنياهو في الحصول على تأييد الكنيست على مشروع تجنيد الحريديم بواقع 13 صوتا.
بناء على هذا الموقف في الداخل الإسرائيلي، من الواضح أن الجيش الإسرائيلي سوف يواصل عملياته بقوة في قطاع غزة وخاصة في مدينة رفح جنوب غزة وعدة مناطق في وسط غزة، مع احتمالية تنفيذ عمليات على غرار عملية النصيرات لاستعادة المزيد من المحتجزين، واستغلال الضغوط الدولية على حركة حماس وقناعتهم بأن الحركة لن توافق على مقترح بايدن بصورته الأساسية، لأنه لا يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار للمضي قدما في هذه العمليات دون أن تكون هناك ضغوط دولية على إسرائيل.
تتجاهل حاليا حركة حماس حجم التغيرات التي بدأت تطرأ على الموقف الدولي بعد مبادرة بايدن، وبعد إحكام سيطرة إسرائيل على كامل القطاع، وبدا فعليا أنها لا تعي خطورة هذا الأمر على مستقبلها كحركة كانت تتحكم لأكثر من 17 عاما في كل مجريات الحياة داخل قطاع غزة، ولا تدرك أن الحل الوحيد لضمان البقاء لن يكون سوى بعودتها للمنظومة الفلسطينية الجامعة وتنهي حالة الانقسام الموجودة وتتوقف عن التحدث باسم كل مكونات الشعب الفلسطيني.
إذا كانت اهتمامات نتنياهو وحكومته تركز على تأزيم الصراع وزيادة معاناة الفلسطينيين، وإذا كان تركيز حماس ينصب على ضمان بقائها في الحكم في اليوم التالي، فإن الاهتمام الرئيسى لمصر وشركائها في الإقليم وفي العالم منصب على إنهاء المعاناة الفلسطينية وتوحيد الفلسطينيين تحت قيادة واحدة، وإنهاء هذه الحرب والبدء فورا في إعادة إعمار هذا القطاع، وتوظيف كل المواقف الدولية الراهنة للعودة لمسار التفاوض حول حل الدولتين حتى لا تذهب دماء الفلسطينيين هباء في سبيل مجد حركات وقيادات لا يعبأون بتدمير حياة أكثر من 2 مليون فلسطيني.
ومن الواضح أن كل من إسرائيل وحماس لا يمتلكان إرادة الحل وإنهاء الأزمة، وأن كل منهما يضع أمامه هدف واحد يسمى المصالح الخاصة والحزبية الضيقة على حساب مصالح وطوحات وآمال الشعوب التي تدفع وحدها الثمن.