رغم مساعيهم برعاية أمريكا.. 5 أزمات تواجه الأكراد لتأسيس دولة مستقلة

كتب: هاني البدري

رغم مساعيهم برعاية أمريكا.. 5 أزمات تواجه الأكراد لتأسيس دولة مستقلة

رغم مساعيهم برعاية أمريكا.. 5 أزمات تواجه الأكراد لتأسيس دولة مستقلة

دار الجدل من جديد حول احتمالات تأسيس دولة كردية، في خضم الصراعات الحادة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، نتيجة استمرار الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، والتي لم تمنعه من تحقيق نتائج نوعية على غرار السيطرة على مدينة الرمادي في شمال العراق، رغم النجاحات الأخيرة التي حققتها قوى المعارضة المسلحة. وبحسب دراسة أجراها المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، فإن هناك عدة مؤشرات توضح مدى وصول الأكراد لتحقيق أهدافهم من عدمه، أولها المؤشرات الراهنة لتأسيس الدولة ويتمثل أهمها: 1- منح الأولوية لتسليح الأكراد، والذي مثل أحد أهم الملفات التي حظيت باهتمام خاص خلال زيارة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني لواشنطن، في مايو 2015، وأكد الأخير أنه تلقى تطمينات بوصول الأسلحة التي تحتاجها القوات الكردية. 2- تبني الكونجرس الأمريكي مشروع قرار يفرض شروطًا على الحكومة العراقية للحصول على مساعدات تقدر بـ715 مليون دولار من ميزانية وزارة الدفاع لعام 2016، منها منح القوى غير الشيعية دورًا في قيادة الدولة، وتوجيه 60% منها إلى الأكراد والسنة في حالة عزوف الحكومة عن تنفيذ ذلك. 3- اتجاه الولايات المتحدة إلى شطب حزبي "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" من قائمتها للمنظمات الإرهابية في ديسمبر 2014، وهو ما اعتبرته اتجاهات عديدة بداية لبلورة استراتيجية جديدة تتعامل من خلالها الدول الغربية مع الأكراد كفاعل، خاصة بعد الدور البارز الذي قامت به قوات "البشمركة" في الحرب على "داعش". إلا أن هناك عقبات تشير لعدم تمكن الأكراد من تأسيس الدولة، وهي: 1- زيارة برزاني لواشنطن، حيث كان هناك حديث عن أنه سعى إلى التباحث حول تسليح الأكراد، فضلًا عن الخيارات المتاحة أمامه في مرحلة ما بعد انتهاء ولايته في أغسطس 2015، بما يعني أن الأولوية لم تكن لقضية تأسيس الدولة. 2- ينصرف الانشغال الدولي والإقليمي في الوقت الحالي إلى الحرب ضد تنظيم "داعش"، خاصة في ظل نجاح الأخير في السيطرة على مناطق جديدة في الشمال. 3- ظهرت مؤشرات أخرى تكشف عن سعي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تسليم معظم أسلحتها لكردستان، عبر وزارة الدفاع العراقية، وهو ما يثير قلقًا واضحًا من جانب الأكراد. 4- الظروف الإقليمية لا تبدو مواتية لطرح قضية تأسيس دولة مستقلة، خاصة في ظل الضغوط والأزمات العديدة التي يواجهها الأكراد، ليس في العراق فحسب وإنما في دول الجوار أيضًا، ففي الوقت الذي تشهد بعض المدن الإيرانية التي يقطنها الأكراد احتجاجات واسعة، تصاعدت حدة الخلافات بين الأكراد والمعارضة السورية، وأعلنت "الجبهة الشامية" المعارضة والتي تضم أكبر الفصائل العسكرية في حلب، عن وقف تعاونها مع القوات الكردية. 5- مواقف القوى الكردية من طرح القضية، لا تحظى بإجماع كردي في الوقت الحالي، بل إن اتجاهات عديدة باتت تشير إلى أن تبني أية خطوات رئيسية في هذا السياق حاليًا ربما يؤدي إلى اتساع نطاق الخلافات بين القوى الكردية، في الوقت الذي تواجه فيه تحديات داخلية وإقليمية صعبة.