كيف تناولت الصحف العالمية مقترح بايدن بشأن غزة؟.. «المصري للفكر» يعلق

كتب: محمد عبدالعزيز

كيف تناولت الصحف العالمية مقترح بايدن بشأن غزة؟.. «المصري للفكر» يعلق

كيف تناولت الصحف العالمية مقترح بايدن بشأن غزة؟.. «المصري للفكر» يعلق

ركزت الصحف العالمية على خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة، وتحرير المحتجزين، واختلفت التحليلات، ففي الداخل الأمريكي هناك دلالات عدة خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، كما أن نتنياهو يواجه صعوبات شديدة في الداخل، إذ أعلن عضوان في حكومته استقالتهما حال قبول هذه الخطة الجديدة، في وقت غاب فيه رد صريح من الفصائل الفلسطينية.

ونشر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، ردود فعل الصحف العالمية على مقترح بايدن، منها مجلة التايمز الأمريكية، والتي نشرت تقريرًا بعنوان «مستشار إسرائيلي يصف خطة جو بايدن لوقف إطلاق النار بأنها خطاب سياسي»، وذلك لعرض خريطة طريق للسلام في غزة التي قدمها الرئيس الأمريكي والتعليقات حولها.

وجاء مقترح بايدن بعد أيام من الكشف عن استخدام إسرائيل للقنابل الأمريكية في غارة جوية على رفح الفسلسطينية يوم الأحد الماضي، ما أدى إلى إشعال حريق في مخيم للاجئين، ما أسفر عن اشتشهاد 45 شخصًا على الأقل.

وأشار بايدن إلى الصور المروعة من الحريق، وقال إن الشعب الفلسطيني عانى من الجحيم المطلق في هذه الحرب.

وعلى الرغم من خطة بايدن، والتي تقتضي وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، إلا أن نتنياهو يؤكد الانسحاب الكامل، معتبرًا أن ذلك سيؤدي إلى عودة الفصائل الفلسطينية، والتي أصرت مرارًا وتكرارًا، بما في ذلك الأسبوع الماضي، للوسطاء على أنها لن تعود إلى طاولة المفاوضات، إلا بعد أن توقف إسرائيل حملتها العسكرية بشكل كامل.

وذكر التقرير أنه من الواضح أن بايدن حاول تحسين الصفقة لـ نتنياهو، من خلال دعوته إلى واشنطن لإلقاء كلمة أمام مجلس الكونجرس الأمريكي، وحثه على مقاومة الضغوط التي يمارسها اليمين المتطرف، لكن المشكلة هي أن إنهاء الحرب سيكون بمثابة انتحار سياسي لنتنياهو، فإذا وافق على الصفقة قبل تدمير الفصائل الفلسطينية، فقد تفقد حكومته دعم اليمين المتطرف وتسقط.

نيويورك تايمز.. توقيت التصريحات يبطل آمال بايدن

بينما نشرت «نيويورك تايمز» تقريرًا بعنوان «بعد دفع جو بايدن للهدنة، نتنياهو يصف خطط الحرب الإسرائيلية بأنها لم تتغير»، ويبدو أن توقيت التصريحات يبطل آمال الرئيس الأمريكي في نهاية سريعة للحرب.

لكن بعض المحللين قالوا إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي كان يستهدف المؤيدين المحليين، وليس البيت الأبيض، كما ذكر التقرير أن لم يؤيد نتنياهو أو يرفض صراحة خطة وقف إطلاق النار المقترحة التي وضعها «بايدن» في خطاب مفصل الجمعة الماضية.

وأكد مسؤولان إسرائيليان أن اقتراح جو بايدن يتطابق مع اقتراح وقف إطلاق النار الإسرائيلي، الذي حصل على الضوء الأخضر من قبل حكومة الحرب الإسرائيلية.

«ABC News».. مقترح بايدن يواجه رياحًا معاكسة قوية

شبكة «ABC News» الأمريكية، نشرت تقريرًا بعنوان «يواجه اقتراح وقف إطلاق النار الذي يدعمه بايدن بين إسرائيل وحماس رياحًا معاكسة قوية»، وقالت في تحليلها إن تأمين تأييد الفصائل الفلسطينية والحفاظ على الدعم الإسرائيلي يمثل تحديًا كبيرًا.

وذكر التقرير أنه في خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، أن الوقت قد حان لتحديد مسار للسلام الدائم من خلال التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

ولكن في وقت لاحق من نفس الخطاب، بدا أن بايدن يعترف بأنه على الرغم من أن إسرائيل هي التي كتبت الخطة، إلا أن التزام قيادتها بشروطها لم يكن نتيجة مضمونة، وعادة ما تجري المفاوضات الدبلوماسية الحساسة في سرية، لكن مسؤولي الإدارة الأمريكية يقولون إن الرئيس كان متحمسًا لإطلاع الأمريكيين على آخر المستجدات حول الجهود الأمريكية لإنهاء الصراع، والذي تطور إلى مسؤولية سياسية كبيرة لـ«بايدن» وهو يسعى لإعادة انتخابه.

«وول ستريت».. اختراق للمفاوضات الجامدة منذ أشهر قد يكون ممكنًا 

ونشرت «وول ستريت جورنال» الأمريكية تقريرًا تحت عنوان «لماذا تواجه محاولة بايدن لوقف إطلاق النار في غزة عوائق صعبة؟»، وقالت الصحيفة وفقًا لمسؤولين منخرطين في المفاوضات أن اختراق للمفاوضات الجامدة منذ أشهر قد يكون ممكنًا، لكن يبقى تجاوز الخلافات حول التفاصيل صعبًا لعلاقتها بالأهداف الحربية والسياسية المتعارضة ما بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

يقول التقرير أيضًا إن المشكلة بالنسبة لـ«بايدن»، وسكان غزة، وأسر المحتجزين الإسرائيليين، هي أن الأولويات السياسية المختلفة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم الفصائل الفلسطينية في غزة يحيى السنوار، والتي تشير على الأرجح إلى استمرار الحرب.

الجارديان.. لماذا أعلن بايدن المقترح الإسرائيلي من واشنطن؟

بينما صحيفة «جارديان» البريطانية، نشرت تقريرًا بدأته بسؤال، لماذا أعلن عنه الرئيس بايدن المقترح الإسرائيلي من واشنطن؟

ويقول التقرير إن نتنياهو كان غاضبًا ومتحفظًا، إذ سمح لفريق التفاوض بتقديم اقتراح لكنه كان من شأنه تمكين إسرائيل من مواصلة القتال.

ويشير التقرير أيضًا إلى أن المسؤولين الأمريكيين جادلوا بأن الصفقة ستلبي متطلبات إسرائيل الأمنية الأساسية، لكن بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي الثاني الذي كان أكثر فظاظة من الأول، إذ أشار إلى أن الخطة المقترحة غير قابلة للبداية في إهانة واضحة من «نتنياهو» لـ«بايدن» الذي إعتاد الإهانة من «نتنياهو».

المركز المصري للفكر يُعلق

وعلق المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، على تعامل الصحافة العالمية مع مقترح جو بايدن، وقال إنه يتضح من خلال التناول الصحفي فهم الجميع لصعوبة تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار، نظرا للأهداف الإسرائيلية المعلنة من الحرب، كما تشير مصادر إلى اختلاف أمريكي إسرائيلي حول تحقيق تلك الأهداف، وعدم رغبة اليمين الإسرائيلي في وقف القتال، إلا بالقضاء تمامًا على الفصائل الفلسطينية، وبيان نتنياهو التي اتفقت بعض المصادر على فظاظته.

وأشارت مصادر إلى أن المقترح الأخير هو مطابق للمقترح المصري المقدم منذ شهر قبل انهيار المحادثات، مع إشارة ضمنية أن إعلان الرئيس الأمريكي عن المقترح الإسرائيلي الجديد قد يكون بسبب رغبته في تحسن صورته داخليًا قبل الانتخابات، وضمان رضا إسرائيل وموافقتها باعتبارالخطة إسرائيلية، إلا أن أغلب المصادر اتفقت على صعوبة توقف إسرائيل القتال.


مواضيع متعلقة