خبراء سياسيون عن مقترح بايدن لوقف حرب غزة: يفتقر للضمانات ونتنياهو يجيد التلاعب

كتب: محمد جمال جعفر

خبراء سياسيون عن مقترح بايدن لوقف حرب غزة: يفتقر للضمانات ونتنياهو يجيد التلاعب

خبراء سياسيون عن مقترح بايدن لوقف حرب غزة: يفتقر للضمانات ونتنياهو يجيد التلاعب

أعلن الرئيس بايدن في خطاب ألقاه أمس الجمعة في البيت الأبيض عن مقترح إسرائيلي من ثلاث مراحل لوقف الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح جميع المحتجزين، وبعد ساعات من تصريح بايدن بشأن المقترح الإسرائيلي الجديد أعلن مكتب نتنياهو في بيان له عدم إنهاء الحرب إلا بعد القضاء على حماس وتحقيق أهداف الحرب.

وعقب هذه التصريحات المتضاربة، اعتقد البعض أن هناك عدم تنسيق بين الجانب الأمريكي والإسرائيلي بشأن المقترح، الذي يحظي بتأييد بايدن ومعارضة نتنياهو، وفي إطار ذلك يطرح «الوطن» عددًا من التساؤلات على الخبراء السياسيين في محاولة للحصول على إجابة شافية حول المقترح المقدم لحماس.

المقترح سُلم بعد التشاور مع الأمريكان

قال عبد المهدي مطاوع المحلل السياسي الفلسطيني، إن المقترح الذي أعلن عنه بايدن بالأمس هو ذاته المقترح الاسرائيلي الذي سلمته إسرائيل منذ أيام بعد التشاور مع الجانب الأمريكي، مضيفًا أنه لايختلف كثيرًا عن المقترح المصري في القاهرة وليس فيه اختلافًا جوهريًا، وأن الفارق الوحيد هو أن إعلان هذه المرة بضمانة أمريكية، لطمأنة حماس بأن إسرائيل لن تعود مرة أخرى للحرب. 

الانسحاب من غزة لن يكون مجانيا

وأضاف «مطاوع» في تصريحات لـ«الوطن» أن تصريح نتنياهو عقب إعلان بايدن المقترح الإسرائيلي لا يوجد فيه تضارب، موضحًا: إذا تمت المرحلة الأولى من الاتفاق، وحدث خلاف لن يكون هناك ضمانات للمرحلة الثانية والثالثة، ومن الممكن أن تعود الحرب مرة أخرى، طالما أن الأمر يقتصر على نتنياهو فهو يريد المماطلة والتلاعب بشكل كبير، ولكن إذا تمت المراحل الثلاث وتمت عودة المحتجزين، فإن الانسحاب من غزة لن يكون مجانيًا.

وأكد المحلل السياسي أن ما تحدث عنه بايدن بشأن المقترح، هي خطوط عريضة فقط وهناك الكثير من التفاصيل القادرة على إنجاح أو إفشال الاتفاق، مضيفًا: «حماس ليس لديها خيار إلا قبول تلك الهدنة، لأن رفضها أولًا سيعطي غطاء لنتنياهو لاستكمال الحرب، وهو مالا تريده حماس، والأمر الثاني أنه ليس هناك جديد في الحرب، لذا يجب علي حماس قبول الهدنة وإيقاف شلال النزيف وحقن الدماء».

مقترح يفتقر للضمانات 

من جانبه انتقد محمد مهران، أستاذ القانون الدولي، مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أنه يفتقر للضمانات الكافية لمنع إسرائيل من انتهاكاتها والعودة للحرب مجددًا بعد حصولها على أسراها، مضيفًا أن «المقترح لا يتضمن آليات رقابة دولية فعالة لضمان التزام أطراف النزاع ببنوده، ولا يربط وقف إطلاق النار الدائم بجدول زمني واضح، لرفع الحصار عن غزة وإنهاء الاحتلال، ما يتيح لإسرائيل التنصل منه مستقبلًا.

وأوضح «مهران» في تصريحات لـ«الوطن»، أن غياب العقوبات الرادعة على الطرف المنتهك للاتفاق، يضعف من قوته الإلزامية ويجعله عرضة للانهيار، خاصة في ظل سجل إسرائيل الحافل بخرق الاتفاقيات والتهرب من استحقاقات السلام، مؤكدًا أن «أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يكون وفق القانون الدولي، وأن يشمل وقفًا شاملًا لكافة الأعمال العدائية، وصولًا لإنهاء الاحتلال وفق جدول زمني محدد، مع ضمانات دولية لتنفيذ ذلك».

موقف الاتفاق من القرارات الدولية

وشدد «مهران» على أن أي اتفاق لن يوقف إجراءات التحقيق الجارية في المحكمة الجنائية الدولية ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين، ولن يحول دون إصدار مذكرات اعتقال بحق المسؤولين مثل نتنياهو وغالانت، إذ إن تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم ولا بالتسويات السياسية.

تفاصيل المقترح

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن في خطابه أمس الجمعة عن بنود المقترح الإسرائيلي الجديد، والذي يتضمن ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى وتتضمن وقفًا كاملًا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وستستمر لمدة ستة أسابيع.

المرحلة الثانية وتتضمن: إنهاء دائم للأعمال العدائية، وتبادل وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، بما فيهم الجنود الذكور، إضافة لانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، بجانب رفع المساعدات الإنسانية بمعدل 600 شاحنة يوميًا.

المرحلة الثالثة وتشمل: خطة إعادة إعمار كبرى لغزة.

وأكد بايدن أن «المقترح الإسرائيلي الجديد جاء بعد جهود دبلوماسية مكثفة مع قادة مصر وقطر ودول شرق أوسطية أخرى».


مواضيع متعلقة