الأميرة رشا يسري تكتب: الرؤية التنموية للرئيس السيسي بين «حياة كريمة» و«المدن الحديثة»

تتجسد رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى للتنمية الشاملة فى مصر من خلال اهتمامه الكبير بمبادرة «حياة كريمة» من جهة، ومن جهة أخرى بالمشروعات العملاقة لبناء المدن الحديثة كالعاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة. وبين الجهتين حرصه على تقليم أظافر القاهرة، التى تمددت بشكل مهين فى القاهرة بشكل حاصرت فيه العشوائيات أهم معالمها الأثرية والتاريخية.

هذه الاستراتيجية المتكاملة التى وصلت من فرط ضخامتها إلى أنه لم يجد أعداء مصر فى الإعلام المعادى من عيب فى الثورة التنموية التى تشهدها البلاد، فصارت إنجازات البناء والتنمية والتعمير والنهوض بمصر عيوباً عندهم، لكأنهم لم يجدوا ما يشفون به أوجاع صدورهم من أن يشاهدوا بلادنا تنهض، إلا أن اعتبروا ذلك عيباً، فانطبق عليهم المثل الشعبى: «لم يجدوا فى الورد عيباً فقالوا أحمر الخدّين» فصار وجه الجمال ذاته هو العيب عندهم.

برؤية أوسع، وأنا التى أسافر حول العالم فتنتابنى الحسرة والألم أننى وأنا التى من «أم الدنيا» قد تراجع بهاء منظر أم الحضارة، وأم التاريخ، وأم الثقافة، وأم العلم، وأم الهندسة، وأم الفنون، قدّ تكدّس المرور فى شوارعها، وحاصرت العشوائيات مبانيها التاريخية، أجدنى الآن أتباهى بما تحقق، سعيدة بتلك الثورة التى يقودها الرئيس السيسى فى تحسين نوعية الحياة للمصريين وتطوير البنية التحتية فى كافة أنحاء البلاد، بما يعود ويليق بالقيمة والمكانة السياسية والتاريخية، والثقافية والاجتماعية لأم الدنيا.

أُطلقت مبادرة حياة كريمة بقرار من الرئيس السيسى لتكون مظلة للعمل التطوعى والمتابعة المستمرة للمشروعات التنموية فى الريف المصرى. وقد حققت المبادرة نجاحات ملموسة غيرت شكل الحياة فى القرى والنجوع على نحو تم فيه تطوير شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحى، وإنشاء طرق جديدة، مما ساهم فى تحسين جودة الحياة وتسهيل حركة المواطنين فى الريف، بالتوازى مع ثورة بناء وتجديد المدارس والمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، مما أتاح للمواطنين فى المناطق الريفية الحصول على خدمات تعليمية وصحية أفضل.

فى مقابل اهتمام الرئيس بالريف المصرى، جاءت رؤية المدن الحديثة كجزء من استراتيجية التنمية الشاملة لمصر. لتشمل هذه المشاريع بناء العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة ومدن أخرى فى مختلف المحافظات، لتخفيف الضغط عن المدن القديمة وتخفيف الضغط السكانى والخدمى عن المدن الكبرى، مثل القاهرة والإسكندرية، من خلال توزيع الكثافة السكانية على مناطق جديدة.

فالمدن الجديدة أصبحت مناطق جذب للاستثمارات المحلية والدولية، بفضل البنية التحتية المتطورة والمزايا الاقتصادية التى تقدمها، مما يعزز النمو الاقتصادى ويوفر فرص عمل جديدة للملايين التى تُضاف إلى محفظة البطالة المتراكمة من عهود مضت.

تجمع رؤية الرئيس السيسى بين الاهتمام بتنمية الريف من خلال مبادرة حياة كريمة، والاهتمام بتطوير المدن الحديثة. هذا التوازن يضمن توزيع التنمية بشكل عادل بين المناطق الريفية والحضرية. فى حين تركز مبادرة حياة كريمة على تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية وتوفير فرص العمل فى القرى، تهدف مشاريع المدن الحديثة إلى بناء مستقبل مزدهر ومستدام للبلاد بأكملها.

تعكس الجهود المبذولة فى كلا الجانبين اهتمام الرئيس السيسى بتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة فى مصر، سواء من خلال رفع مستوى المعيشة فى الريف عبر مبادرة حياة كريمة أو من خلال بناء مدن جديدة تواكب التطور العصرى، فإن الهدف النهائى هو تحقيق حياة كريمة ومستقبل أفضل لجميع المواطنين المصريين، والارتقاء بقيمة مصر ومكانتها بما يليق بها وبتاريخها وثقافتها بين الشعوب، مصر تستطيع أن تنفض غبارها، وأن تعود تتألق سيدة محيطها، بأن تجتهد لإعادة طلاء تاجها كأميرة الشرق.