"أطفال"بشهادة الميلاد..و"عمال نظافة" بالمدن الجديدة:"عيال تشيل الزلط"

كتب: هبة وهدان

"أطفال"بشهادة الميلاد..و"عمال نظافة" بالمدن الجديدة:"عيال تشيل الزلط"

"أطفال"بشهادة الميلاد..و"عمال نظافة" بالمدن الجديدة:"عيال تشيل الزلط"

هم أطفال فى شهادة الميلاد فقط، فالواقع الذى يعيشونه يتساوون فيه مع رجال وفتيان اضطرتهم الظروف للبقاء فى الشارع من شروق الشمس لغروبها لإصلاح ما أفسده من حولهم، ليظلوا حاملين «المقشات» وأدوات النظافة والتجميل بدلاً من الألعاب التى تتناسب مع سنوات عمرهم القليلة. مجموعات من الأطفال اعتاد سكان بعض المدن الجديدة، مثل العبور الرحاب والتجمع الخامس، أن يروهم فى الحدائق والطرقات يقومون بعمليات التنظيف، ويتبعهم عامل نظافة يقوم بتوجيههم، بالإضافة إلى قيام الأطفال بالمشاركة فى عمليات رصف الطرق، الأمر الذى أثار استياء البعض، ويتعارض مع قانون الطفل الذى يحظر عمالة الأطفال. يقول مروان أحمد، أحد سكان مدينة العبور: «أنا ساكن فى الحى الخامس، وكل يوم الصبح أقابل 20 طفل متوزعين بطول الشارع، ومش فاهم رئيس الحى فين؟ ويا ترى الأطفال هما اللى هيقدروا ينضفوا المدينة؟». الردود الصادمة دائماً يتلقاها كل من يسأل عن مصير هؤلاء الأطفال، فيقول «مروان»: «لما سألت العامل اللى بيحركهم قال لى أهاليهم لو خايفين عليهم مكانوش شغلوهم، وبعدين دى عيال تشيل الزلط، وبيساعدوا أهلهم اللى مش لاقيين ياكلوا، ومحدش ضربهم على إيدهم عشان يشتغلوا». «العبور» ليست وحدها التى تشهد عمالة الأطفال، بل تزخر منطقة «التجمع الخامس» بعمالة أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاماً، وجميعهم متسرب من التعليم. تقول سارة عابد، من سكان التجمع الخامس: «شركات النظافة عندنا مبتشغلش غير الأطفال، وكمان مفيش رحمة فى التعامل معاهم.. ضرب وشتيمه وقلة أدب».[SecondImage] المهندس أمين غنيم، رئيس جهاز مدينة العبور، أكد أنه طبقاً للعقود المبرمة بين المدينة وشركات النظافة لا يجوز تشغيل الأطفال دون سن الـ16 عاماً، ويتم خصم يومين من الشركة التى تخالف العقد: «الشركة اللى بتشغل أطفال وبيوصل لنا إخطار بشأنها، يتم خصم يومين عن كل طفل مقيد فيها».