"السيسى" لوزير خارجية النمسا: لا بد من مواجهة الإرهاب فكرياً

كتب: هانى الوزيرى

"السيسى" لوزير خارجية النمسا: لا بد من مواجهة الإرهاب فكرياً

"السيسى" لوزير خارجية النمسا: لا بد من مواجهة الإرهاب فكرياً

اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، مع سيباستيان كورتز، وزير الخارجية والاندماج والشئون الأوروبية لجمهورية النمسا، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، وسفير النمسا بالقاهرة، ومديرة إدارة الشرق الأوسط بالخارجية النمساوية. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية: «استهل الوزير النمساوى اللقاء بالإعراب عن سعادته بزيارة مصر للمرة الأولى، كما نقل للرئيس تحيات وتقدير نظيره النمساوى (فيشر)، وتطلعه إلى لقائه»، منوهاً برغبة بلاده فى تعزيز علاقاتها الثنائية مع مصر. وأضاف «يوسف»، فى مؤتمر صحفى أمس بقصر الاتحادية، أن الرئيس رحب بالضيف النمساوى، وطلب نقل تحياته وتقديره إلى الرئيس «فيشر»، مستعرضاً مجمل تطورات الأوضاع التى تمر بها المنطقة، لا سيما ما يتعلق منها بموجات العنف والتطرف والإرهاب، مؤكداً ضرورة تغيير الغرب لنظرته إلى المنطقة، ومراعاة طبيعة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تمر بها، فضلاً عن الاختلاف الحضارى والثقافى. وأكد الرئيس أن مفهوم حقوق الإنسان لا يقتصر فقط على الحريات المدنية والسياسية، إنما يمتد أيضاً ليشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مثل الحق فى العمل والتعليم الجيد والخدمات الطبية اللائقة، وهو الأمر الذى يستلزم تحقيق قدر أكبر من التعاون دولياً، لتعزيزها، والقضاء على بعض الدوافع والأسباب التى يستقطب من خلالها الإرهابيون الشباب.[FirstQuote] وأضاف «يوسف» أن الرئيس أكد أهمية الجوانب الفكرية والدينية فى مكافحة الإرهاب، حيث يكتسب الخطاب الدينى أهمية مضاعفة فى المرحلة الراهنة التى تتطلب تصويبه، وتنقيته من أى أفكار مغلوطة، بما يعكس قيم الإسلام السمحة فى الممارسات العملية. وذكر متحدث الرئاسة أن «السيسى» أكد أهمية تكاتف المجتمع الدولى لمساعدة قوى الاعتدال الراغبة فى نشر قيم حرية الرأى والتعبير، وقبول الآخر، مما يتطلب العمل على الحيلولة دون استخدام وسائل التواصل الإلكترونى الحديثة لغير أغراضها الحقيقية، التى تهدف إلى التعارف بين الشعوب ونقل الخبرات ونشر المعرفة. من جانبه، أشاد وزير الخارجية النمساوى بجهود مصر لمكافحة الإرهاب داخلياً ودولياً، منوهاً إلى مشكلة المقاتلين الأجانب المنضمين لصفوف جماعات التطرف فى عدد من دول المنطقة، مشيراً إلى تحسب دول الاتحاد الأوروبى من عودتهم إلى دولهم بأفكارهم المتطرفة. وأبدى «كورتز» توافقاً تاماً على أهمية الأبعاد الفكرية فى مكافحة الإرهاب، مشيداً بلقائه مع شيخ الأزهر، حيث تباحثا فى هذا الصدد، منوهاً بتعزيز التعاون مع مصر فى مكافحته، معرباً عن تفهمه للموقف المصرى إزاء موضوعات حقوق الإنسان. ولفت، الوزير النمساوى إلى تطلعهم لتعزيز التعاون الاقتصادى، مشيداً بالنتائج الإيجابية ونجاحات المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، معرباً عن مساعى عدد من شركاتهم للعمل فى السوق المصرية، مؤكداً تأييد النمسا للرؤية المصرية لمحاربة التطرف ونشر الإسلام المعتدل، مؤكداً أهمية العمل على تعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى. فى سياق آخر، قال «يوسف» إنه بالفعل كانت زيارة الرئيس لألمانيا فى 3 يونيو المقبل محل دراسة، مشيراً إلى أنه حدث اتصال بين وزير الخارجية ونظيره الألمانى لمتابعة الإعداد لها، حيث أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اهتمامها بها. من جانب آخر، يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم، فى أعمال المنتدى الاقتصادى العالمى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالبحر الميت فى الأردن، وسط حضور دولى، والذى يعقد تحت شعار «إيجاد إطار إقليمى جديد للازدهار والتعاون بين القطاعين العام والخاص».[SecondQuote] ومن المنتظر أن يحضر الرئيس الجلسة الافتتاحية، إضافة إلى جلسة خاصة عن مصر، يتخللها لقاءات ثنائية مع العاهل الأردنى، الملك عبدالله، وعدد من الرؤساء، أبرزهم الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ونائب رئيس وزراء العراق إياد علاوى، ورئيس حكومة المغرب عبدالإله بن كيران، ورئيسة جمهورية كوسوفو عاطفة يحيى آغا. ويناقش المنتدى عدداً من القضايا الإقليمية والعالمية وتأثير تحديات الصراعات فى المنطقة على الصناعات والتنافسية، والتشغيل والريادة، والحوكمة وبناء المؤسسات، والتعليم وتشغيل الشباب العربى، ومبادرة التوظيف، والبنية التحتية الاستراتيجية العالمية. ويشهد توقيع عدد من الاتفاقيات فى قطاعات الطاقة والنقل وغيرها، وتركز الفعاليات على 8 أولويات، هى: الشباب، البطالة، أثر التكنولوجيا على القطاعات المختلفة، الطاقة، التعاون والتكامل الإقليمى، التغيرات الجيوسياسية، التعامل مع الأزمة السورية، ومواجهة التطرف. فى سياق متصل، اجتمع الرئيس مع رئيس مجلس إدارة شركة «أكوا باور إيجيبت» محمد أبونيان، بحضور الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء. وقال السفير علاء يوسف إن اللقاء شهد الاتفاق على بدء خطوات تنفيذ مذكرات التفاهم، التى تم توقيعها خلال المؤتمر الاقتصادى لإنشاء محطات لتوليد الكهرباء فى مصر. وأضاف «يوسف» أن «أبونيان» أكد حرصه على المشاركة فى توفير احتياجات مصر من الطاقة، فى ضوء توجيهات القيادة السعودية بدعم التنمية الشاملة فى مصر. وعلى صعيد منفصل أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قراراً جمهورياً بشأن الموافقة على الاتفاقية الإطارية الموقعة فى 14 مارس 2015 بشرم الشيخ بين وزارة التعاون الدولى والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، لتمويل استيراد سلع أساسية لصالح مصر، وتمويل يُغطى استيراد المنتجات، مثل المنتجات البترولية، والقمح والمواد الغذائية الأخرى.