بروفايل| "البحر الميت".. "دافوس" على شواطئ الأردن

بروفايل| "البحر الميت".. "دافوس" على شواطئ الأردن
تهبط الطائرة الرئاسية ببطء، لتفترش السجادة الحمراء، في منتصف مطار ماركا العسكري، يتأهب الحراس، بينما يقف الملك الوسيم أمام سلم الطائرة، يستعد لاستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي وصل لتوه من القاهرة، حيث مطار عمان في الأردن، استعدادا للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يقدم ملك الأردن التحية للرئيس المصري، ويذهبان معا حيث "البحر الميت" الذي سيشهد للمرة الثانية منتدى "دافوس".
بحيرة ملحية مغلقة، يحاصر شواطئها السائحون الذين يتوافدون عليها من أنحاء العالم، يسترخون أو يأخذون جلسات علاجية أسفلها، تمتلئ فنادقها ومنتجعاتها بالوافدين من أنحاء العالم، الإجراءات الأمنية مشددة هناك، بالتزامن مع وصول وفود من 50 دولة حول العالم، سيشاركون في منتدى "دافوس البحر الميت" الاقتصادي، يبلغ عددهم 900 مشارك، بينما يستمر المنتدى لمدة 3 أيام تبدأ من اليوم الجمعة.
"البحث عن إطار إقليمي للازدهار والسلام والتعاون بين القطاعين العام والخاص".. ذلك هو عنوان المنتدى الذي يحتضنه الجانب الأردني، إذ سيحاول المجتمعون من مسؤولين وخبراء مناقشة أفكار تواجه التحديات التنموية في المنطقة، وتسليط الضوء على الصراعات الإقليمية وتداعياتها على النمو.
يشتهر البحر الميت الذي ألصق اسمه بالقمة التي ستستقبلها شواطئه، بكونه أخفض نقطة على سطح الكرة الأرضية، إذ بلغ منسوب شاطئه حوالي 400 متر تحت مستوى سطح البحر، فيما يصل عرض البحر الميت في أقصى حد إلى 17 كم، بينما يبلغ طوله حوالي 70 كم، كما يتميز البحر الميت بشدة ملوحته، إذ تبلغ نسبة الأملاح فيه 34.2%، وهو ما يمثل 9 أضعاف تركيز الأملاح في البحر المتوسط.
سواحل البحر الميت هي مناطق نشطة للسياحة والصناعة في الأردن، وتسمح تركيبة مياهه ذات التركيز العالي من الكالسيوم والبوتاسيوم، على إنشاء مصانع في الأردن، كما توجد بعض المعالم الأثرية والدينية الهامة في المنطقة مثل "مسعدة، خربة قمران، وكهف النبي لوط"، بالإضافة إلى التشكيلات الملحية الطبيعية فيه، والمناخ السائد، كما تشتهر المنطقة بما يعرف بالسياحة العلاجية.
ليست المرة الأولى التي تستقبل فيها شواطئ البحر الميت منتدى "دافوس" حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي كان تحت عنوان "تعزيز بيئات النمو والمرونة الاقتصادية"، إذ تم تخصيص جلسة حول "حماية سوريا" لمناقشة المستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فضلا عن دراسة التطورات وجها لوجه على الأرض، فيما سترصد الجلسة الضرورات الإنسانية الفورية، والتوقعات الدبلوماسية، وخيارات الحصول على الدعم الاقتصادي، بمشاركة أكثر من 650 شخصا من 58 دولة حول العالم.