حسن مصطفى.. رحيل ناظر مدرسة الكوميديا

حسن مصطفى.. رحيل ناظر مدرسة الكوميديا
كوميديان من نوع خاص، وظف أدواته الفنية ببراعة شديدة، تتعرف عليه بسهولة من نبرة صوت مميزة، أو من خلال منظار طبى سميك لا يفارقه، أو من خلال تقاسيم وجه مبهجة، هو النجم الذى امتلك قلوب المشاهدين دون بطولة مطلقة، هو «بابا شكرى»، و«أبو سوسو»، و«عمو سعيد» حين يداعب «شادية» فى «نصف ساعة جواز»: «يا أُوحى يا أُوحى»، و«عويجة أفندى» الذى يحاول جاهداً أن يعرف هل ثقوب «الحيطة» هى بسبب المقاول الذى لم يُركب «الشنكل» أم هى بسبب «النمل حرامى الحلة»، و«حضرة الناظر»، و«رمضان السكرى»، راحلاً بجسده فقط تاركاً شخوصه تسعدنا فى أحلك الظروف.
رحلة طويلة قضاها الفنان حسن مصطفى متنقلاً بين خشبة المسرح الذى شهد مولده الأساسى كنجم وبين السينما والتليفزيون، قدم خلالها ما يتجاوز الـ300 عمل، لعله لم يكن البطل ولم تتصدر صوره «أفيشات» الأفلام، ولكنه العمود الأساسى بها والنكهة المبهجة التى تضاف فى الفيلم ببراعة.
اللغة العربية كانت باب الطفل المولود عام 1933 إلى عالم المسرح، فتميزه الشديد فيها ومخارج ألفاظه الرصينة كانت السبب وراء التحاقه بفرقة التمثيل بالمدرسة الابتدائية، حتى بدأ الدراسة بالمعهد العالى للفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1957، ليبدأ مشواره الفنى فى صعود سلم النجومية درجة درجة فشارك فى عدد من الفرق المسرحية مثل فرقة إسماعيل ياسين، والفنانين المتحدين، قدم خلال تلك الفترة عدداً كبيراً من المسرحيات مع مجموعة متميزة من النجوم، منها «ركن المرأة»، و«خميس الحادى عشر»، و«المفتش العام»، و«أصل وصورة»، كما شارك فى البرنامج الإذاعى الأشهر «ساعة لقلبك» مع الفنان فؤاد المهندس، فكانت جميعها عناصر تكونت لديه لتعطيه بريق ووجاهة النجوم.
وتأتى الستينات بمرحلة جديدة للفنان الكبير ليخطفه بريق السينما بعيداً عن خشبة المسرح، بعد أن نجح فى تطوير أدواته ليصنع حضوراً مميزاً ولافتاً عندما قدم مجموعة متميزة من الأفلام مع الرحل فؤاد المهندس منها «أخطر رجل فى العالم»، و«أرض النفاق»، و«مطاردة غرامية» و«المليونير المزيف»، كما تميز تشارك الثنائى فى عدد من المسرحيات المهمة «حواء الساعة 12» و«سيدتى الجميلة». ولم تقتصر إبداعات حسن مصطفى على المسرح والسينما فقط بل قدم مجموعة من أبرز المسلسلات فى فترة الثمانينات وتميز بخفة ظله وأدائه المميز فى مسرحتى «العيال كبرت» و«مدرسة المشاغبين» تاركاً علامة مميزة فى عالم الفن.
بالرغم من فشل تجربة الزواج الأولى لحسن مصطفى، فإن هذا لم يمنعه من الدخول فى التجربة الثانية ليجد حب حياته مع الفنانة ميمى جمال بعد خروجها من تجربة حب فاشلة فتعرفت عليه من خلال مسارح التليفزيون التابعة للقطاع العام، فبدأت بينهما صداقة وطيدة تكللت بالزواج عام 1966 وأنجبت منه فتاتين «توأم».