هل تسعى السعودية ومصر وتركيا لامتلاك سلاح نووي بسبب إسرائيل وإيران؟

كتب: محمد حامد

هل تسعى السعودية ومصر وتركيا لامتلاك سلاح نووي بسبب إسرائيل وإيران؟

هل تسعى السعودية ومصر وتركيا لامتلاك سلاح نووي بسبب إسرائيل وإيران؟

تسعى المملكة العربية السعودية إلى شراء أسلحة نووية من باكستان، وذلك بعد فشل العالم في إقناع إسرائيل وإيران بالتخلي عن برنامجيهما النووي، في خطوة يراها البعض أنها سوف تشعل سباقًا خطيرًا للتسلح في المنطقة، ويراها الجانب السعودي أن من حق كل الدول امتلاك طاقة نووية للأغراض السلمية، وهو حق للشعب الإيراني أيضًا، بحسب صحيفة "التايمز" الأمريكية. يأتي التحرك من المملكة تجاه امتلاك السلاح النووي، وسط حالة الغضب التي تسود دول المنطقة من الاتفاق النووي المرتقب بين الولايات المتحدة وإيران، وهو الذي سيمنح طهران فرصة لتطوير قنبلتها النووية، كما تعتقد دول الخليج، ويزيد شبح انطلاق سباق للتسلح النووي في أخطر منطقة بالعالم من المخاطر المحيطة بالمحادثات النووية الإيرانية. وقالت "التايمز"، إنها حصلت على معلومات من مصادر رسمية أمريكية عن نية السعودية شراء أسلحة نووية من باكستان، ما ينذر بإطلاق سباق تسلح. ويقول مسؤول عسكري أمريكي سابق إن بالنسبة للسعوديين فقد حانت اللحظة، وأضاف أن هناك اتفاقًا سابقًا مع باكستان، واتخذ آل سعود القرار الاستراتيجي، ونوه المسؤول بأن مثل هذه الخطوة سوف تفتح الباب لدول أخرى من أجل الحصول على أسلحة نووية، وعلى رأسها مصر وتركيا. وعلى جانب آخر، قال لورد أوين وزير الخارجية البريطاني في فترة السبعينيات، إن الأسلحة النووية مكلِّفة ولا مجال للشك بأن السعودية وفَّرت الكثير من الأموال للبرنامج النووي الباكستاني، وأضاف أنه بالنظر لعلاقتهما العسكرية الوثيقة، فقد افترض منذ زمن أنه إن رغب السعوديون فسيطلبون التزامًا من الباكستانيين، سواء كان أخلاقيًا أو غير ذلك، بتزويدهم برؤوس نووية حالة طلبها. وعلى صعيد آخر، قال سير جون جينكنز، السفير البريطاني السابق في الرياض، إن هناك اعتقادًا واسعًا عن وجود اتفاق أمريكي إيراني ضد الدول السنية، وأوضح السفير أن خلال الثلاث سنوات الماضية بدأ الناس في السعودية يتحدثون عن بلدهم على أنه قوة إقليمية عظمى، ولكن المشكلة هنا تكمن في أنهم 20 مليونًا، مقارنة بحوالي 80 مليون إيراني. ويقول مسؤول بريطاني: "إذا افترضنا نحن المسؤولين العسكريين الغربيين أن السعودية اتخذت قرارها بالحصول على السلاح النووي، وهناك من يعتقد أن السعوديين حصلوا على السلاح، أما الآخرون فيعتقدون أنه قرار استراتيجي، وستوفر باكستان الأجزاء الضرورية". وأضاف المسؤول أن ما يثير الخوف هو شعور دول في المنطقة مثل تركيا ومصر بأنها مضطرة لعمل الشيء ذاته، وسنرى سباقًا خطيرًا للتسلح في المنطقة، في حالة حصلت الرياض على سلاح من أجل حماية نفسها أمام إيران. وعلى الجانب السعودي، قال الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، إن جهودهم فشلت وجهود العالم في إقناع إسرائيل بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل، وكذلك بالنسبة لتسلح إيران بنفس الأسلحة، فلا بد لنا بل من واجبنا تجاه أوطاننا وشعوبنا أن ننظر في جميع الخيارات المتاحة، ومن ضمنها حيازتنا لتلك الأسلحة. ومن جهته قال الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات السعودية العامة، إن غموض البرنامج النووي الإيراني يثير شكوكًا في مدى سلميته، مؤكدًا أن من حق كل الدول امتلاك طاقة نووية للأغراض السلمية، وهو حق للشعب الإيراني أيضًا. وأضاف الأمير مقرن أن عزلة إيران في العالم تتزايد، ودعاها إلى المزيد من الشفافية، وقال ليس من مصلحة إيران أن تكون معزولة عن العالم، هم جزء من العالم، وجزء مهم جدًا من الشرق الأوسط، وجزء مهم جدًا من منطقة الخليج، هم مهمون جدًا، لكنهم يلعبون بالنار للأسف بعدم انتهاج الشفافية الكاملة. وكانت السعودية أعلنت في يونيو الماضي أنها تخطط لبناء 16 مفاعلًا للطاقة النووية السلمية خلال العقدين المقبلين بتكلفة تصل إلى 80 مليار دولار.