تعرف على أهم الأحداث التي وقعت في شهر شعبان

تعرف على أهم الأحداث التي وقعت في شهر شعبان
شهر شعبان من الأشهر التي لها مكانة في الإسلام حيث تُرفع فيه الأعمال، كما شهد أحداثًا مهمة وقعت في هذا الشهر العظيم وهي:
-مولد الحسين
هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف.
وُلد الحسين بن علي في المدينة المنورة بتاريخ 8 يناير سنة 626م، الموافق فيه 3 شعبان سنة 4 هـ، وأراد أبوه أن يسميه حربًا، فسماه جده محمد بن عبدالله، الحسين وأذن له في أذنه ودعا له وذبح عنه يوم سابعه شاة، وتصدق بوزن شعره فضة، وكان يقول عنه جده محمد بن عبد الله: حسين مني وأنا منه أحب اللَّه من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط.
نشأ الحسين في بيت النبوة بالمدينة 6 سنوات وأشهرًا، حيث كان فيها موضع الحب والحنان من جده النبي، فكان كثيرًا ما يداعبه ويضمه ويقبله، وكان يشبه جده النبي خلقًا وخُلقا، فهو مثال للتدين في التقى والورع، وكان كثير الصوم والصلاة يطلق يده بالكرم والصدقة، ويجالس المساكين، حجَّ 25 حجة ماشيًا.
لم يقبل الحسين، أن تتحول الخلافة الإسلامية إلى إرث، وأبى أن يكون على رأس الإسلام يزيد بن معاوية، فرفض أن يبايعه ولم يعترف به وعلم يزيد بسفره من مكه إلى الكوفة لمبايعته الخلافة فوجه إليه جيشًا اعترضه في كربلاء فنشب قتال عنيف أصيب الحسين فيه بجراح شديدة، وسقط عن فرسه، فقطع رأسه شمر بن ذي الجوشن، وأرسل رأسه ونساءه وأطفاله إلى دمشق، فتظاهر يزيد بالحزن عليه، حتى إنه لم يقتص من قتلة الحسين، بل أكرمهم وولاهم أُمور المسلمين.
ودفن جسده في كربلاء، واختلف في الموضع الّذي دفن فيه الرأس فقيل في دمشق وقيل في كربلاء، مع الجسد، وقيل في مكان آخر، فتعددت المراقد، وتعذرت معرفة مدفنه، وكان مقتله يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية الموافق 10 أكتوبر سنة 680 ميلادية، ويسمى "عاشوراء".
- تحويل القبلة
ظل المسلمون طيلة العهد المكّي يتجّهون في صلاتهم إلى بيت المقدس امتثالًا لأمر الله سبحانه وتعالى، الذي أمر باستقبالها وجعلها قبلةً للصلاة، وفي تلك الأثناء كان رسول يمتثل للحكم الإلهي وفي فؤاده أمنية كبيرة طالما ظلّت تراوده، وتتمثّل في التوجّه إلى الكعبة بدلًا من بيت المقدس، لأنها قبلة أبيه إبراهيم وهو أولى الناس به، وأوّل بيتٍ وضع للناس ولحرصه على أن تتميّز الأمة الإسلامية في عبادتها عن غيرها من الأمم التي حرّفت وبدّلت ويدلّ على ذلك قول البراء بن عازب: "وكان يحب أن يوجّه إلى الكعبة" رواه البخاري.
وما كان لرسول الله أن يخالف أمر ربّه، غير أنه استطاع الجمع بين رغبته في التوجّه إلى الكعبة وعدم مخالفة الأمر بالتوجّه إلى بيت المقدس بأن يصلّي أمام الكعبة، ولكن متّجها إلى الشمال، كما يدلّ عليه الحديث الذي رواه ابن عباس، حيث قال: "كان رسول الله يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه" رواه أحمد.
ثم أذن الله بالهجرة، ووصل المسلمون إلى المدينة، وبُنيت المساجد وشرع الأذان والنبي لم ينس حبّه للكعبة، ويحزنه ألا يستطيع استقبال القبلتين جميعًا كما كان يفعل في مكّة، وكان شأنه بين أن يخفض رأسه خضوعًا لأمر الله وأن يرفعه، أملًا في إجابة دعوته، ويصف القرآن الكريم حال النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "قد نرى تقلب وجهك في السماء" البقرة.
وفي منتصف شعبان، وبعد مرور 16 شهرًا من استقبال بيت المقدس، نزل جبريل بالوحي إلى النبي ليزفّ البشري بالتوجّه إلى جهة الكعبة، قال تعالى: "فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره" البقرة.
ويحدّث الصحابي الجليل البراء بن عازب، أن النبي كان أول ما قدم المدينة نزل على أخواله من الأنصار، وأنه صلى قبل بيت المقدس 16 شهرًا أو 17 شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَل البيت، وأنه صلّى أول صلاة صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: "أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله قِبَل مكة فداروا كما هم قِبَل البيت"، رواه البخاري.
وعلى الرغم من انتشار الخبر وذيوعه، إلا أنّه تأخّر عن أهل قباء حتى صلاة الصبح، فجاء إليهم رجل فقال: "أنزل الله على النبي قرآنا أن يستقبل الكعبة فاستقبِلُوها"، فتوجهوا إلى الكعبة" رواه البخاري.