«كوجك»: الشاطر يغزل بـ«قماش تنجيد».. والمشاهير يلبسوا

«كوجك»: الشاطر يغزل بـ«قماش تنجيد».. والمشاهير يلبسوا
قصاصات القماش المبعثرة فى كل أركان الغرفة، مقص وبعض الخيوط مُلتفة حول مقعد خشبى عتيق، مازوة قياس للقماش، قلم رصاص وبعض الأوراق المرسوم عليها تصميمات للملابس وبعض مجلات الأزياء، أفكار ليس لها سقف أو قيود تخرج من عقل شاب فى العقد الثانى من عمره، موهبته هى فن تصميم الملابس للسيدات إلى جانب موهبة التصوير التى أثبت فيها نفسه بعد زمن ليس بطويل، لم يقف نطاق تفكير «مهند كوجك»، 21 عاماً، طالب فى كلية فنون جميلة بإحدى الجامعات الخاصة عند التصميمات التقليدية التى نراها كل يوم فى الشارع وفى المسلسلات والأفلام، وإنما وصل بتفكيره إلى مستوى عال جداً من الإبداع والجرأة فى اختيار بعض أنواع الأقمشة الغريبة عن مجتمعنا مثل قماش التنجيد.
بدأ «كوجك» فى مجال تصميم الأزياء بعمل تصميمات للعرائس «الدمى» بعمر ٣ سنوات، حتى وصل لمرحلة الجامعة فتخصص فى قسم للتصميم الملابس، وبعدها أخذ دورات تدريبية فى الخياطة والتصميم، ثم عمل فى بعض الأتيليهات لكبار مصممى الأزياء لمدة عامين كاملين، إلى أن قرر أن ينفصل بأعماله فى بداية العام الثالث كـ«مصمم أزياء» له شغله الخاص وأفكاره الغريبة، حلم هذا الشاب بأن يكون له خط أزياء كامل من تصميمه: «حلمت يكون ليا خط أزياء كله من تصميمى، بدأت أشتغل وأصمم ببلاش وأصحابى يلبسوا التصميمات اللى كُنت بعملها ويشجعونى».[SecondImage]
اشترك فى إحدى برامج مسابقات تصميم الأزياء على التليفزيون يسمى «المشروع»، كان عبارة عن فريقين، لكل فريق مشروع تصميم ملابس، وكان من ضمن الفريق الفائز فى المسابقة، و من هنا بدأ أصدقاؤه طلب شراء تصميماته لكى يلبسوها، من الممكن أن نقول إن هذا البرنامج كان من أهم محطات شهرة ذلك الشاب على مواقع التواصل الاجتماعى.
«أفكار التصميمات شاذة عن مجتمعنا»، لم يكن فقط شكل الفساتين التى يصممها هو الغريب عن المجتمع، بل السر يكمن فى نوع الأقمشة التى يستخدمها «كوجك»: «أنا عادة بستخدم أقمشة غريبة شوية عن مجتمعنا، بدأت أستخدم قماش اسمه (دبلا) وده عبارة عن قماش لتنجيد غرف المعيشة، المفاجأة بالنسبة لى إنه كان عليه إقبال واتباع جداً وعمل إرادات كويسة»، ثم أضاف: «أنا آه بعمل تصميمات غريبة عن المجتمع لكن مش بعيدة عن عادات وتقاليد مجتمعنا، برفض أعمل تصميم عريان أو أوفر، دايماً بحاول أعمل تصميمات تنفع تتلبس إلى حد ما فى أى ظرف وأى مكان». الغريب جداً فى أسلوب تفكير هذا الشاب واللافت جداً لمجتمعنا الشرقى هو اختياره لوالدته لكى تكون عارضة أزياء تصميماته: «أمى أكتر بنى آدم بحبه فى حياتى، هى دايماً بتساعدنى وبتشجعنى، فاهمة اللى أنا بعمله جداً ومؤمنة به، الموضوع جه لما كنت بعمل لها جلسة تصوير، ولما خلّصت collection الشتا اللى فات كنت عامل فى جلسة التصوير فكرة عن العيلة، إنى مصمم لكل عيلة لبس مناسب يعنى، فاخترت أمى تقوم بلبس ملابس الأم»، استكمل: «كنت حابب أبين إن المحجبة عادى إنها تكون Model، وإن فيه أجسام تنفع تشتغل كده، مش زى جسم الـModels، يمكن كمان عملت كده كسراً للقواعد».
لم يقف «كوجك» عند تصميم ملابسه أو ملابس للفتيات والفتيان أصدقائه أو حتى شباب من مواقع التواصل الاجتماعى، لكنه وصل إلى الفنانات والممثلات المشهورات مثل الفنانة داليا مصطفى وتارا عماد وأحد أعضاء فريق مشروع ليلى، وأخيراً قام بتصميم الملابس التى طلت علينا بها الفنانة الكبيرة ليلى علوى فى جلسة التصوير مع ابنها، أما عن آخر أعماله فقد أوشك على الانتهاء من تصميمات الصيف ومعظمها تصميم الـBohimains أى الملابس الواسعة جداً ذات الألوان المختلفة.
