عضو «الشيوخ»: الدول الأوروبية والولايات المتحدة لن يتخذوا موقفا صارما ضد الاحتلال

عضو «الشيوخ»: الدول الأوروبية والولايات المتحدة لن يتخذوا موقفا صارما ضد الاحتلال
قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، والهيئة الاستشارية للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن هناك غضباً وموقفاً عالمياً تجاه أفعال الاحتلال الإسرائيلى ضد المدنيين فى غزة، مشيراً إلى وجود حالة تكثيف سياسى وموقف دولى لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، والذى لم نشاهده منذ وقت كبير.
وأكد «سعيد»، فى حوار لـ«الوطن»، أن مكانة وصورة إسرائيل الدولية ومستوى القبول بها، والشرعية التى تم بناؤها على مدى عقود بدأت تتآكل بسرعة متزايدة بين الدول الصديقة، مضيفاً أن الرأى العام والمظاهرات العالمية التى تحدث فى الجامعات الأوروبية والأمريكية لها وزن كبير على مساندة فلسطين ومنع قسوة الحرب.. وإلى نص الحوار.
ما مدى تأثير المظاهرات الأوروبية والأمريكية على إسرائيل؟
- على الرغم من المظاهرات والأحداث التى تجرى فى غزة، فإن الدول الأوروبية والولايات المتحدة لن تتخذ موقفاً صارماً ضد الاحتلال الإسرائيلى، ولكن مع ذلك يشير الغضب والموقف العالمى إلى تغييرات محتملة فى السياسة، مثل التحدث عن حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، والذى كان موضوعاً نادراً فى السياسات الحالية.
وذلك لأنه يثير رفضاً من النخبة الإسرائيلية، التى تروج إلى أن قيام دولة فلسطينية سيكون تهديداً لها وستعقد أمورها، وهذا المسار قد يقود المنطقة إلى أن تظل فترة طويلة بدون استقرار، لذا فإن تحقيق الدولتين كجزء من الشرعية الدولية يحتاج إلى تأييد إسرائيلى عام، ولكن فى حالة اعترافهم بها فأمام الإسرائيليين فرصة للعيش بلا حروب مستمرة.
الرأى العام الدولى يساند إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقد يؤدى إلى تسوية يقبلها كل الأطراف
هل تمنع المظاهرات من إرسال الأسلحة إلى سلطة الاحتلال؟
- الرأى العام والمظاهرات العالمية التى تحدث فى الجامعات الأوروبية والأمريكية لها وزن كبير جداً، لكن لن تتقبل الدول الأوروبية أو أمريكا مساندة فلسطين، وأن ترسل إليها الأسلحة كى يقاوموا الاحتلال، إنما يمنع قسوة الحرب، وأن يساند إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأحياناً ممكن أن يؤدى إلى تسوية تقبلها كل الأطراف.
هل يلقى بنيامين نتنياهو نفس مصير حزب العمل نتيجة لأفعاله؟
- سياسة «نتنياهو» عبارة عن تطورات كمية وليس مجرد تصريح أو فعل واحد، فاستقالته عبارة عن تراكمات، خاصة أن اليمين الإسرائيلى الدينى احتكر السياسة على مدى العقدين الماضيين، ويرى تآكل أرضية رئيس وزراء الاحتلال بعد فشله فى صد هجمات «طوفان الأقصى»، والتاريخ يذكر فشل حزب العمل فى عام ١٩٧٣، ما أدى إلى خروجه من الساحة.
لذلك من المتوقع أن يحدث ذلك مع «نتنياهو» بسبب فشله فى حرب 7 أكتوبر، وخلق حالة من الغضب أثرت على تصرفات الجيش الإسرائيلى فى الميدان ووجود انطباع بأن الجهاز العسكرى يعمل بشكل عشوائى ويرتكب جرائم حرب، ويبدو أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة يحاولون مساندة إسرائيل للتغلب على هذه الصدمة عن طريق تهدئة المشاعر وتقديم دعم كبير، وضمانات بشأن نزع سلاح الفلسطينيين لدفع إسرائيل نحو تحقيق حل الدولتين.
تهديد المستوطنات بانفصالها
تهديد رئيس المجلس الإقليمى موشيه دافيدوفيتش، بالانفصال عن إسرائيل لأنه يشعر بالإحباط الشديد من قدرة حكومة الاحتلال الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو على حماية مواطنى الشمال، الذين تركوا منازلهم مع اشتداد الحرب على قطاع غزة والتهديدات التى لا تتوقف من جنوب لبنان، فقد نرى أن هذا الحديث فارغ، فهم يريدون أن يهتم بهم الناس من خلال التواصل الاجتماعى، حيث يحول الأمر كأنه شىء مهم، فاليمين الإسرائيلى يجنح دائماً إلى التطرف، ويبدو أن الاحتلال و«حماس» يرغبان فى استمرار الصراع.