«القاهرة» تواصل المفاوضات لوقف إطلاق النار والتهدئة وقوات الاحتلال تشن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة

«القاهرة» تواصل المفاوضات لوقف إطلاق النار والتهدئة وقوات الاحتلال تشن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة
أكد مصدر رفيع المستوى أن القاهرة شهدت، جولة جديدة من المفاوضات بشأن التهدئة فى قطاع غزة ووقف إطلاق النار، بحضور كل الأطراف، وقال المصدر، فى تصريحات أوردتها قناة «القاهرة الإخبارية»، إنه تم إبلاغ الجانب الإسرائيلى بخطورة تصعيد الأعمال العسكرية فى رفح، وشدّد على أن مصر مستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات. وأضاف أن هناك توافقاً بين جميع الأطراف على العودة إلى المسار التفاوضى.
وفيما تتواصل مفاوضات التهدئة فى قطاع غزة، بالقاهرة، ذكرت سلطة المعابر بحكومة الاحتلال الإسرائيلى أنها أعادت فتح معبر «كرم أبوسالم»، على الحدود بين المناطق الخاضعة للاحتلال الإسرائيلى وقطاع غزة. وأضافت أن شاحنات مساعدات تم توجيهها من مصر، تخضع بالفعل للتفتيش عند المعبر، بعد أيام من إغلاق سلطات الاحتلال للمعبر، إثر هجوم شنّته فصائل فلسطينية، الأحد الماضى، على موقع بالقرب منه أسفر عن مقتل 4 من جنود جيش الاحتلال، كما سيطر جيش الاحتلال على معبر رفح من الجانب الفلسطينى، مما أدى إلى إغلاق المعبر بشكل كامل.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن سلطات الاحتلال أعادت إغلاق معبر «كرم أبوسالم» بعد إدخال شاحنة وقود واحدة لوكالة «أونروا» إلى غزة، فيما قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الاحتلال يمنع إدخال شاحنات الأدوية والمستلزمات الطبية والإغاثية إلى مستشفيات الوزارة، وإنه لليوم الثانى على التوالى يتم إغلاق معبر رفح البرى من الجانب الفلسطينى، فى ظل سيطرة الاحتلال عليه والذى يمنع آلاف الجرحى والمرضى من السفر للعلاج خارج القطاع.
وطالبت الصحة الفلسطينية الدول التى تعهدت وطلبت قوائم المرضى والجرحى، بالإيفاء والالتزام بتعهداتها والعمل العاجل لسفرهم، وقالت: «لدينا قوائم سفر للجرحى والمرضى بآلاف الحالات، والآن جرى منعهم من السفر»، لافتة إلى أن وضع المرضى فى مستشفيات غزة صعب جداً، لفقدان أدنى مقومات العلاج والأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية». وأشارت الصحة الفلسطينية إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 7 جرائم حرب ضد العائلات فى غزة، راح ضحيتها 55 شهيداً و200 مصاب فى الـ24 ساعة الماضية.
وحول الأوضاع فى معبر رفح الفلسطينى، قال كريم رجب، مراسل «إكسترا نيوز»، إن قوات الاحتلال تسيطر عليه، وتشن هجماتها المستمرة على أهداف ومواقع مختلفة فى رفح الفلسطينية، لا سيما المنطقة القريبة والمتاخمة بالسياج الحدودى، لافتاً إلى أن هذه الهجمات لا تزال مستمرة منذ منتصف أمس، بشكل مستمر بالأسلحة الثقيلة والمدفعية، والغارات التى استهدفت عدداً من المنشآت السكنية فى مدينة رفح.
من جانبها، تابعت «لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية» فى غزة، ما تناقلته وسائل الإعلام بشأن اقتراح تولى شركة أمنية أمريكية إدارة ومراقبة معبر رفح البرى، على الحدود مع مصر. وأكدت اللجنة أنها لن تقبل من أى جهة فرض أى شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح من الناحية الفلسطينية أو غيره، معتبرة أن ذلك يمثل شكلاً من أشكال الاحتلال.
وتابعت لجنة متابعة القوى الوطنية والإسلامية، فى بيان رسمى، أن أى مخطط من هذا النوع، سيتم التعامل مع إفرازاته، كما يتم التعامل مع الاحتلال، داعية الجامعة العربية والدول العربية والإسلامية إلى رفض أى مخططات أو محاولات تمس السيادة الفلسطينية المصرية على معبر رفح، وأثنت اللجنة على دور مصر فى هذا الصدد. واعتبرت أنها تمثل ثقلاً على المستويين الدولى والإقليمى، داعية كل الأطراف إلى رفض أىٍّ من أشكال التعاون مع مثل هذه المخططات. وأكدت أن إدارة الوضع الداخلى شأن فلسطينى خالص، يتم التوافق عليه وطنياً، عبر الآليات المتبعة والمتوافق عليها.
وفى ما يتعلق بجرائم الاحتلال المستمرة فى قطاع غزة ومناطق الضفة الغربية، أكدت مصادر فلسطينية استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فى قصف مكثّف شنّه جيش الاحتلال على مناطق مختلفة من قطاع غزة أمس، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن مصادر طبية، استشهاد 39 فلسطينياً، وإصابة 129 آخرين، فى مدينة رفح الفلسطينية، فى جنوب قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأعلنت السلطات الصحية بقطاع غزة، أمس، أن الطواقم الطبية تمكنت من العثور على مقبرة جماعية ثالثة داخل مجمع الشفاء الطبى، وانتشلت منها 49 شهيداً، مع توقعات بالعثور على عشرات الجثامين الأخرى، ليرتفع بذلك عدد المقابر الجماعية التى تم العثور عليها فى مستشفيات القطاع إلى 7 مقابر جماعية؛ واحدة فى مستشفى كمال عدوان، وثلاث فى مجمع الشفاء الطبى، وثلاث فى مجمع ناصر الطبى، وتم انتشال جثامين 520 شهيداً منها.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بخروج مستشفى «أبويوسف النجار» من الخدمة، بعد هجوم قوات الاحتلال على المناطق الشرقية من مدينة رفح، فيما طالب جيش الاحتلال المزارعين فى غلاف غزة بالتوقّف عن العمل، على خلفية عملية عسكرية واسعة بقطاع غزة، كما استهدفت مدفعية وطائرات الاحتلال عدداً من منازل الفلسطينيين فى بلدة «خزاعة» شرق خان يونس، والمنطقة الشرقية من حى «الزيتون» شرق مدينة غزة، ومنطقة «المغراقة» وسط القطاع.
وفى الضفة الغربية، شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة، طالت 30 فلسطينياً على الأقل، بينهم سيدة وعدد من الأسرى السابقين، وأكدت هيئة شئون الأسرى والمحرّرين ونادى الأسير الفلسطينى، فى بيان مشترك، أن الاعتقالات تركزت فى محافظات «الخليل، وبيت لحم، ونابلس، ورام الله، وطولكرم، وجنين»، إضافة إلى مدينة القدس المحتلة. وأضاف البيان أن حصيلة الاعتقالات، منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، ارتفعت إلى نحو 8640 أسيراً فلسطينياً. وأوضح أن هذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، أو عبر الحواجز العسكرية، أو من اضطروا إلى تسليم أنفسهم تحت الضغط، أو من جرى احتجازهم كرهائن من قِبل قوات الاحتلال.
وقالت رحمة حسن، الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات، إنَّ الرؤية المصرية تقوم على فكرة إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية منذ اندلاع الأزمة، وأضافت أنه مع تطورات الأزمة الحالية، كان هناك رفض من الجانب المصرى لما يحدث، واعتبار أن الأمر «خط أحمر»، وذلك للحفاظ على القضية الفلسطينية، ومنع تصفيتها عبر تهجير الفلسطينيين، والحفاظ على الوضع الإنسانى فى رفح الفلسطينية.
وأوضحت الباحثة السياسية، خلال مداخلة مع قناة «إكسترا نيوز»، أنه «على مدار الـ7 أشهر الماضية، ومع استمرار العمليات الإسرائيلية، ومع تزايد الأوضاع الإنسانية سوءاً، التى تُهدّد حياة ما يتراوح بين 1.2 و1.5 مليون مواطن فلسطينى، وفقاً للتقديرات الأممية، نفّذت إسرائيل بالفعل عملية إجلاء لنحو 100 ألف مواطن فلسطينى، من أجل العملية التى سمّتها بالمحدودة فى رفح». وأضافت أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أكدت صعوبة نقل الفلسطينيين من رفح إلى مخيم «المواصى»، خاصة الفئات الأكثر ضعفاً من كبار السن، كما أكّدت صعوبة إقامة المخيمات فى الأماكن التى أعلن عنها جيش الاحتلال الإسرائيلى لنزوح السكان إليها.