فلسطين.. قضية القضايا ومصدر أزمات المنطقة

فلسطين.. قضية القضايا ومصدر أزمات المنطقة
جهاد الحرازين: حرب غزة سبب الاضطرابات فى المنطقة.. وحكومة نتنياهو ما زالت تدير ظهرها لمنطقة الشرق الأوسط بهدف إطالة بقائها فى السلطة
تعد القضية الفلسطينية قضية القضايا ولب الأزمات فى الشرق الأوسط، وهى قضية تظل مشتعلة بين الحين والآخر، فعلى الرغم من عدم مبالاة الاحتلال الإسرائيلى، على مدى عقدين من الزمن، بالعمليات التى يشنها الفلسطينيون، وعدم جدوى المفاوضات من أجل حل الصراع مع الفلسطينيين، جاءت أحداث السابع من أكتوبر الماضى، المعروفة باسم «طوفان الأقصى»، لتحول مسار الأمر، وتغير موقف المجتمع الدولى بشأن أهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فى ظل العدوان الغاشم على قطاع غزة، لمدة تصل إلى 7 أشهر متتالية، مما تسبب حتى الآن، فى استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطينى، أغلبهم من النساء والأطفال، بجانب ارتفاع عداد المفقودين، ومعاناة النازحين من مجاعة وأزمات إنسانية كبرى، مقابل تعنت إسرائيلى كبير.
الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، يرى ما يجرى حالياً فى قطاع غزة من حرب إبادة شاملة من جانب الاحتلال الإسرائيلى بشكل متواصل ومستمر على الشعب الفلسطينى، من شأنه أن يسبب حالة من الاضطرابات بمنطقة الشرق الأوسط بشكل كامل، حيث توجد أزمات عديدة، سواء فيما يتعلق بالملاحة البحرية فى البحر الأحمر، أو ما يجرى فى كل من لبنان وسوريا والعراق، مشيراً إلى أن الأزمة الفلسطينية جعلت المنطقة فى حالة اشتعال، خاصةً مع التدخل الإيرانى، وموجة الهجمات المتبادلة الأخيرة.
وأضاف «الحرازين»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن جميع الدول بدأت الربط بين أهمية توقف تلك الجرائم بقطاع غزة، وملاحظة أن الاحتلال الإسرائيلى هو السبب فى اشتعال أزمات المنطقة بشكل كبير، فما بين ما يجرى من جانب جماعة «الحوثيين» فى اليمن من هجمات من شأنها أن تؤثر على أمن البحر الأحمر، وتأكيد عدم وقف ما تقوم به حتى انتهاء الحرب على غزة، والضربات والقصف المستمر على الحدود اللبنانية مع جيش الاحتلال الإسرائيلى، بجانب العمليات من جانب فصائل المقاومة فى العراق، وجميع تلك الجبهات من شأنها أن تشعل منطقة الشرق الأوسط.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أن حكومة الاحتلال الإسرائيلى، برئاسة بنيامين نتنياهو، ما زالت تدير ظهرها لمنطقة الشرق الأوسط، من أجل تحقيق أهداف شخصية وخاصة، بهدف إطالة أمد بقائها فى السلطة، إلى جانب أهدافه الشخصية بشأن ترسيخ صورة ذهنية بأهمية تحقيق النصر، ومواصلة العملية العسكرية بأى ثمن، دون أهمية لما يحدث فى المنطقة، حتى إن كان هناك رد محدود، أو متفق عليه، مثلما يحدث على الجبهة الإسرائيلية الإيرانية، وأوضح «الحرازين» أن دول العالم، وعلى رأسها مصر والولايات المتحدة، أخذا دور المبادرة من أجل وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، حتى تهدأ منطقة الشرق الأوسط، وشدد على أهمية تحرك المجتمع الدولى من أجل وقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطينى، لما لها من دور كبير فى استقرار منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه، قال زيد الأيوبى، خبير بالشأن الفلسطينى، إن القضية الفلسطينية من أساسيات استقرار المنطقة برمتها، فالحرب على قطاع غزة، من جانب الاحتلال الإسرائيلى، تهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة تسعى إلى تنفيذ «مشروع صهيونى»، حيث السيطرة على الأراضى فى غزة، وتهجير سكانها من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يرفضه شعبها بشكل مباشر، وأكدت عليه الدولة المصرية، التى تحاول جاهدة بشتى الطرق، وقف إطلاق النار والحفاظ على حقوق الفلسطينيين.
وتابع الخبير بالشأن الفلسطينى حديثه لـ«الوطن» قائلاً إن الاحتلال الإسرائيلى لا يهمه إحلال الأمن والسلام فى المنطقة، لافتاً إلى أن حركة «حماس» نفذت هجومها على المستعمرات الإسرائيلية دون تفكير فى مصير المدنيين فى قطاع غزة، وإدراك مخاطر تلك العملية على إحلال السلام والاستقرار بالمنطقة بأكملها.