ورشة "نوال" لعلاج أعطال السيارات: بيسمونى "دكتورة"

كتب: هبة وهدان

ورشة "نوال" لعلاج أعطال السيارات: بيسمونى "دكتورة"

ورشة "نوال" لعلاج أعطال السيارات: بيسمونى "دكتورة"

داخل ورشة صغيرة فى شارع القلعة ممتلئة بالزيوت والشحوم وإطارات السيارات، تقف نوال إبراهيم سليمان، الشهيرة بـ«الدكتورة»، تفحص السيارات بعناية ودقة، مثل الطبيب الذى يفحص مرضاه حتى تتمكن من تشخيص الأعطال وتقوم بعلاجها. «أم البنات» و«الدكتورة» لقبان كانا من نصيب السيدة الخمسينية، بسبب عملها كميكانيكى سيارات، فزوجها يعمل طوال ساعات النهار بعمله الحكومى فى الوقت الذى تنشغل فيه بإدارة ورشتها وبعد أن تفرغ من عملها يأتى زوجها لاصطحابها للمنزل. وجود أكثر من ميكانيكى بالشارع نفسه لم ينل من شهرة «نوال» ولم يؤثر على الإقبال عليها، فابتسامتها التى تستقبل بها زبائنها كانت بمثابة العهد بينها وبينهم على أن يعودوا لها فى حال حدوث أعطال بسياراتهم: «جوزى كان بارع فى المهنة بس ما قدرش يكمل وقررت ما أقفلش الورشة بتاعتى ورزقى ورزق بناتى على الله». لم تخجل «نوال» من مهنة الميكانيكى، فهى ترى أن مهنتها لا تنتقص منها، بالإضافة إلى أنها تحاول أن تقدم أفضل ما لديها حتى لا يفسر تقصيرها على أنها سيدة لا تقدر على تلك النوعية من المهن. السيدة الأربعينية لم تنسَ خلال ساعات عملها أنها أُم وزوجة، فتارة تُمسك هاتفها المحمول لتتحدث إلى زوج ابنتها لتصلح بينه وبين ابنتها التى تركت منزلها، و«تشمر» عن أكمامها لتغسل سيارة تقف أمام ورشتها: «عندى 3 بنات همّا كل حياتى، والورشة عمرها ما نستنى إن أنا أم البنات»، مضيفة بلهجة يملأها الفخر: «بناتى فخورين بيا وجوزى بيقولى إنتى ست بميت راجل، ساعات بفتح زى ما بقفل وساعات ربنا بيكرمنى من وسعه».