بروفايل| كمال أبوالمجد "الوسيط"

كتب: محمد عبدالوهاب

بروفايل| كمال أبوالمجد "الوسيط"

بروفايل| كمال أبوالمجد "الوسيط"

بعد أشهر من الغياب عاد رجل الظل فى دولة الإخوان، متبنياً مطالب الأهل والعشيرة، متجاهلاً ما اقترفت أياديهم من جرائم فى حق الوطن، وغافلاً أن أوان تحقيق الأمنيات قد ولى منذ عقود. الفقيه الدستورى الذى توارى عن الأنظار فى أحلك لحظات الوطن ظُلمة، وبقى ينظر للمشهد من خلف نظارة طبية دون أن يُحرك ساكناً، ودون أن يوجه نصائحه لأبناء فكره برفع أيديهم عن إحراق الوطن واستباحة دماء أبنائه، ظهر من جديد للتفاوض مع الحكومة بشأن إحدى القضايا المقامة فى الخارج ضد الدولة المصرية من أحد أنصار التنظيم الإخوانى بخصوص تعرضه للتعذيب. أحمد كمال أبوالمجد الذى بلغ العقد التاسع من عمره اعتاد على طرح مبادرات تحمل فى ظاهرها احتواء للأزمات، وإن رأى البعض أنه يكمن بين طياتها نُصرة لأبناء التيار الإسلامى -على حساب الوطن أحياناً- فقد سبق أن طرح مبادرته الأشهر فى أكتوبر 2013، التى سماها «مبادرة الوساطة»، ونصت بنودها على وقف تظاهرات تنظيم الإخوان فى مقابل الإفراج عن قيادات الجماعة، قبل أن يعود خلال لقائه مع المستشار إبراهيم الهنيدى، أمس الأول، ويطالب بإشراك التيار الإسلامى بكل فصائله فى الحياة السياسية، وتمثيلهم فى البرلمان المقبل. رحلة «أبوالمجد» السياسية بدأت مبكراً، حيث يرجع له الفضل فى تشكيل التنظيم الطليعى الأقوى، الذى نشأ خلال حقبة الستينات وأوائل السبعينات، واتسم بالغموض فى بدايته قبل أن يتطرف أصحابه فى الأفكار ويُزج بهم خلف قضبان السجون، قبل أن يتخذ دور الوسيط الدائم بين الدولة والمعارضة، حتى لم يعد أغلب المتابعين للشأن المصرى قادرين على حصر مبادراته. وربما كانت المبادرة الأشهر تلك التى زحف بها إلى ميدان التحرير فى يناير 2011 إبان التظاهرات المطالبة بتنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، والتى نصت بنودها على استمرار مبارك حتى نهاية ولايته، والتعهد بعدم الترشح أو أى من أبنائه للرئاسة، وقبل أن يتم كلمته دفع به ثوار التحرير خارج الميدان رافضين تلك الأطروحات. والثابت فى مبادرات كمال أبوالمجد الكثيرة أنها دائماً ما تحظى بالرفض من قبل كافة الأطراف، وعادة ما تُقدم حينما يكون التنظيم الإخوانى فى وضع حرج، كما أنها تُشبه كثيراً رقصة التانجو بخطوة إلى الأمام وأخرى إلى الخلف، حيث يُعلن عن المبادرة وإذا لم تجد قبولاً لدى الرأى العام وأطراف النزاع يُصرح بأنه لم يقل شيئاً ولم يتفاوض مع أحد. ربما ما زال أحمد كمال أبوالمجد يعوّل على إجراء مصالحة شاملة على غرار تلك التى حدثت فى تسعينات القرن الماضى ولعب خلالها دور الوسيط، فبالرغم من تشابك المواقف بين الجماعة والسلطات الحالية التى تلاحق مسيراتها، يُصر أبوالمجد على أن يكون رجل الدبلوماسية الذى سيفض هذا الاشتباك.