وزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات: أنا "خدامة" الصعايدة
وزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات: أنا "خدامة" الصعايدة
أكدت الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة الدولة للتطوير الحضرى والعشوائيات، أنها ستزور محافظة سوهاج اليوم السبت بهدف التواصل مع أهالى الصعيد وإزالة أى لبس قد يعترى فهمهم نتيجة للتصريحات المنسوبة إليها بأن «الصعايدة هم سبب مشكلة العشوائيات فى القاهرة»، قائلة: «دورى كوزيرة أن أعمل على خدمة المواطن وليس إهانته مهما صغر، وفى إطار متابعة مشاريعنا فى سوهاج سأزورها اليوم السبت لتذليل أى عقبات قد تواجهها، ولأزيل أى لبس نتيجة التصريح المنسوب إلىّ فى جامعة القاهرة». أضافت وزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات، فى أول حواراتها عن «أزمة الصعايدة»، لـ«الوطن»، أن الإساءة لأهالى الصعيد أمر غير منطقى منها، قائلة: «إذا أهنتهم أو أسأت إليهم فسأكون أسىء لنفسى لأننى صعيدية، ولن يحدث فى أى وقت أن أخطئ فى حق أحد المواطنين». وترى «إسكندر» أن ردود الفعل الغاضبة لدى بعض الشباب وأهالى الصعيد الشرفاء كانت بدافع وطنى، مؤكدة أن ذلك لا ينفى وجود بعض الأطراف تحاول إثارة الجماهير ضد الدولة ومسئوليها، وتحاول إحداث فجوة بين السلطة ومواطنيها.
■ ما سر تصريحاتك بأن «الصعايدة هم سبب مشكلة العشوائيات فى القاهرة» كما نقلتها وسائل الإعلام عنك؟
- بداية، أحب أن أوضح أننى لم أهن أهلى وناسى فى الصعيد؛ فهم إخوتى وأخواتى، وهم أبنائى وأصدقائى، ومنهم من تعلمنا على أيديهم فى صغرنا؛ لذا فإننى أكن لهم كل تقدير واحترام، لكن التصريحات التى نسبت إلىّ غير دقيقة بالمرة، فما أردت أن أقوله أن الدولة المصرية أصبحت تعى تماماً أن تهميش الصعيد لا مكان له من الإعراب فى خريطتنا للمستقبل، وأننا ندرك أنهم حُرموا من الخدمات لسنوات طوال، وسنتحرك بكل ما أوتينا من قوة لنعوضهم عما افتقدوه من خدمات، وذلك ليس حديثى فقط، ولكن الرئيس عبدالفتاح السيسى والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء يؤكدان ذلك لمسئولى الدولة فى كل لقاءاتنا وفى توجيهاتهما المباشرة لنا، ويشددان على أن مصر بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو لا يليق أن يوجد بها مواطن دون أن يحصل على حقوقه والخدمات الواجب علينا تقديمها إليه، خاصة أهالينا فى الصعيد، لكن تغيير «تركة الماضى» ليس بالأمر الهين، وسيستغرق وقتاً، لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة، ونحن قطعنا خطوات وليس خطوة لنحقق ما نادى به الشعب المصرى فى ثورتيه تحت شعار «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية».
■ لكن أهالى الصعيد غضبوا مما نُسب لكِ من تصريحات، بل إن بعضهم طالب بإقالتك عن منصبك.[FirstQuote]
- أهالى الصعيد هم أهلى وناسى، ودورى كوزيرة فى دولة تحترم مواطنيها هو أن أكون خادمة لكل المواطنين حتى أحقق المسئولية الملقاة على عاتقى بمواجهة ظاهرة العشوائيات، والتخلص من القمامة وتطبيق المنظومة المتكاملة للمخلفات الصلبة فى محافظات الجمهورية والاستفادة منها. وأود أن أوضح أننى منحازة تماماً لأهالى الصعيد؛ فكما قلت أمس الأول فى البيان الصحفى الصادر عن الوزارة إننى صعيدية من محافظة المنيا، وأفخر بهذا رغم أننى عشت سنوات طوالاً خارج البلاد، فإننى عدت لأفيد بلادى بما تعلمته بالخارج، وخبراتى ليستفيد منها أبناء وطنى، ولن يقف أى شىء أمام قيامى بهذا الدور.
■ نعيش حالة من الاحتقان بعد استقالة وزير العدل من منصبه.. كيف ستعملين على احتواء غضب قطاع من المواطنين من التصريح المنسوب إليكِ؟
- بالفعل.. «العيار اللى ميصيبش يدوش»، لكنى أؤكد لك، ولجميع المواطنين، أننى زرت معظم محافظات الصعيد منذ تولى منصبى كوزيرة دولة للتطوير الحضرى والعشوائيات، وكان استقبالهم لى حافلاً فى كل مرة، ويقولون لى إنهم يحبوننى لما لمسوه من تطوير وتحسن معيشة أهالينا هناك بعد مشروعاتنا، لكنى أعتذر إذا أسىء فهم تصريحى؛ فهدفى هو خدمة جميع أبناء وطنى وليس الإهانة لأى فرد فيهم مهما صغر، خاصة إذا كانوا من أهلى وناسى فى صعيد مصر.
■ تحدث البعض عن إلغاء زيارتك إلى سوهاج المقرر لها اليوم السبت بعد غضب أهالى الصعيد من التصريح المنسوب إليكِ.
- ذلك الحديث غير صحيح على الإطلاق؛ فالزيارة فرصة للتواصل مع شريحة مهمة من أهالى الصعيد، وسأقول لهم خلال زيارتى بوضوح إننى ابنتهم، و«هراضيهم لو كانوا لسه زعلانين منى»، فعن نفسى والوزارة نولى اهتماماً خاصاً بأهالى الصعيد حتى إن هناك وحدة خاصة من أكفأ المطورين بالوزارة تعمل على مشاريعهم، وهى وحدة متابعة مشروعات تطوير العشوائيات بالقاهرة ومحافظات الصعيد. وأوضح أن زيارتى لمحافظة سوهاج ليست الزيارة الأولى ولا الأخيرة لمدن ومحافظات الصعيد؛ ففى الأسبوع الماضى كنت بمحافظة بنى سويف، وتابعت تطورات مشروعاتنا هناك، وفى سوهاج سأذهب برفقة مسئولى جمعية أهلية لتنظيم عملهم هناك خلال المرحلة المقبلة للارتقاء بمستوى معيشة أهالى منطقة السماكين؛ فسنقدم برامج اقتصادية واجتماعية لهم بدءاً من تقديم خدمات طبية، واستخراج الأوراق الرسمية لغير المستخرَجة لهم، وسنعمل على تدريب الذكور فى الصعيد وزوجاتهم على المهن المعاونة مثل إصلاح الشّباك والمراكب، وذلك كله يهدف لخدمتهم، فضلاً عن العائد الذى سيستفيده المواطنون العاديون من تطور نمط إنتاجهم.
■ وفى رأيك الشخصى.. هل الهجوم على تصريحات وزير العدل ثم تصريحك شىء منظم أم عادى؟
- أرى أن أغلب ردود الفعل كانت بدافع وطنى من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك وتويتر»، أو من أهالينا الشرفاء فى الصعيد بدافع الغيرة على أنفسهم وحياتهم، ولكن ذلك لا ينفى وجود بعض الأطراف تحاول إثارة الجماهير ضد الدولة ومسئوليها، وإحداث فجوة بين السلطة ومواطنيها، وتسعى لإحداث الشقاق بين أبناء النسيج الوطنى الواحد، لذا فإنى أدعو أبناء شعبنا لتفويت الفرصة عليهم.
■ لكن البعض يربط نفيك لتصريحك بأنك تراجعت خوفاً من مصير المستشار محفوظ صابر بعد غضب الرأى العام على تصريحه.
- لدىّ الشجاعة الأدبية لكى أخرج وأعترف بأننى أخطأت، وأطلب السماح ممن أخطأت بحقهم، لكن ذلك لم يحدث؛ فإهانتى لـ«الصعايدة» ستكون إهانة لى شخصياً لأننى صعيدية كما ذكرت من قبل، ولكن فى كل الأحوال إذا كان هناك من يجد غضاضة فى نفسه بسبب التصريح المنسوب لى؛ فإنى أعتذر له، وأؤكد أن تصريحى كان بناءً على دراسات علمية منظمة موجودة لدينا عن الهجرة الداخلية داخل محافظات مصر، والتى أوضحت أن الكثيرين من أهالى الصعيد ينتقلون للمدن للبحث عن فرص العمل، نتيجة نقص الخدمات والمرافق بها، لذا فإن الدولة تهتم حالياً بتنفيذ مشروعات عديدة بمحافظات الصعيد.[SecondQuote]
وأعيد من خلال منبركم الإعلامى دعوتى للمستثمرين ورجال الأعمال للاستثمار فى محافظات الصعيد؛ فذلك سيوفر فرص عمل وحياة كريمة لأهالى الصعيد، وإيجاد مصدر رزق جيد لهم، إضافة للخدمات التى توفرها الدولة لهم.
■ وهل يتعاون المستثمرون معكم فى خططكم لتنمية محافظات وقرى الجنوب؟
- بالتأكيد، هناك تعاون مثمر وبنّاء فى هذا الصدد.
■ وما سر اقتراحك لمجلس الوزراء باستحداث عيد سنوى لعمال النظافة؟
- أحد القطاعات المهمة فى وزارتنا هو قطاع إدارة المخلفات الصلبة، وقطاع غير قليل فى مجتمعنا ينظر لعاملى النظافة على أنهم «زبالين»، لكن ذلك لا يرضينى، ولا يرضى الدولة والحكومة؛ لذا فإننا نسعى لتكريمهم أمام الجميع لنعلن يوماً وطنياً نحتفل به معهم، ونشكرهم على جهودهم الوطنية التى يبذلونها بصدق لصالح أن تخرج شوارعنا دون قمامة، ونسعى فى ذلك لتعميق أواصر التعاون معهم، ونعزز خلال الفترة المقبلة تواصلنا معهم.
■ تنظم الوزارة بالتنسيق مع «جبهة شباب مصر» فعالية لاستطلاع رأى المواطنين بشأن أزمة القمامة.. فلماذا هذا مع وجود منظومة تعملون على تطبيقها على الأرض؟
- على الجميع أن يعلم أن زمن نظرة المسئول بـ«فوقية» للمواطن قد انتهى، كما انتهى أيضاً عصر الجلوس فى الغرف المغلقة ومع الخبراء فقط للوصول لحلول؛ فنحن فى الحكومة نعمل على التواصل مع كل قطاعات الشعب المصرى بدءاً من رأس الدولة حتى أصغر مسئول بها، وذلك لأننا نعمل لصالح المواطن ولخدمته؛ فسيكون أمراً إيجابياً أن نطرح عليه رؤيتنا وخططنا لتوعيته بها ضد أى فرد أو جهة تشكك فى جهودنا، بل نأخذ رأيه فيها لما قد يوجد لدى البعض من أفكار تبنى الوطن، ومن ثم علينا تبنيها وتفعيلها على الأرض.