العمال
يحتفل العالم مع بدايات شهر مايو بعيد العمال، هذا العيد الذي يجسد كفاح الطبقة العاملة التي صارت بعد الثورة الصناعية الأكثر تأثيرا في تطور العالم وتقدمه، بعدما انتشرت في كل البلاد على ظهر الأرض وأصبحت مفتاح التنمية والاستقرار.
بدأ الاحتفال بعيد العمال، بعد أن مر العمال في الولايات المتحدة الأمريكية بمواقف ونضالات ضد أصحاب الأعمال رافضين الاستسلام للاستغلال مطالبين بحقوقهم التي انتزعوها بالفعل بعد سنوات في نهايات القرن التاسع عشر وبعدما انتشر نفس النضال في أوروبا.
ولم تكن مصر بعيدة عن الحركة العمالية بعدما انتشرت في مصر الصناعات وأنشئت المصانع ونمت حركة عمالية واعية لمصالح طبقتها.
بعد ثورة يوليو 1952 تبنت الثورة مصالح العمال في ظل توجه الثورة إلى تعظيم النشاط الصناعي وقامت بإعداد الخطط وتنفيذها لإقامة منظومة صناعية تغطي كل المجالات وبدأت بإنشاء ألف مصنع انخرط فيها العمال واتحدت مصالحهم مع توجهات الثورة فتعاظم الإنتاج وصارت مصر تصنع غالبية ما تحتاجه وكان القطاع العام الذي تملكه الدولة حجر الأساس في توفير احتياجات المجتمع خلال سنوات الحرب.
كانت الثورة تدرك أن العمال طليعة التقدم والتنمية فمنحتهم العديد من الحقوق في الأجور والتأمين الصحي والاجتماعي وفي التمثيل داخل مجالس الإدارة والجمعيات العمومية وعظمت من شأن اللجان النقابية العمالية التي جمعت أبناء المؤسسة أو الشركة في كيان واحد يرعى مصالح العاملين وتوجت كل ذلك بإنشاء الاتحاد العام لعمال مصر.
حافظت الدولة على مكاسب العمال وخلال السنوات الأخيرة حرصت على استمرار التمثيل النقابي للعمال قويا والسعي الحثيث لتوفير فرص العمل من خلال المبادرات الخاصة بالحماية الاجتماعية ومشروعات القطاع الخاص وزيادة أجور العاملين دوريا . كما اهتمت الدولة بالعمالة غير المنتظمة وألحقتهم ببرامج تأمينية في مجال الصحة وتعمل على إدماجهم في الاقتصاد الرسمي.
وعندما نتحدث عن العمال ليس المقصود بذلك العاملين في المصانع فحسب، بل هناك عمال الزراعة الذين لا يملكون الأرض لكنهم يعملون في الزراعة وهؤلاء تصل أعدادهم إلى ملايين المواطنين وكذلك العاملين في مجال السياحة وغيرها من المجالات.
تحية للعمال في كل مكان، تحية للأيدي التي تعمل لتوفير كل ما نحتاج.