الباز في مذكراته.. رئيس ديوان «أبومازن»:نبدي مرونة بمفاوضات «أنابوليس»
![الباز في مذكراته.. رئيس ديوان «أبومازن»:نبدي مرونة بمفاوضات «أنابوليس»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/150492_660_021014.jpg)
في 27 نوفمبر 2007 عقد فى كلية البحرية للولايات المتحدة بأنابوليس مؤتمر السلام الدولى فى الشرق الأوسط، الذى عرف باسم «مؤتمر أنابوليس»، كانت كل الظروف تتحدث عن توجهات جديدة فى المجتمع الدولى لإحياء عملية السلام بعد الحرب التى اندلعت بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية فى 2006، وكانت الجهود تتضافر لإعادة الأمور إلى نصابها والعودة لتنفيذ خارطة الطريق والتوصل لتفاهمات جدية تحقق تقدماً ملموساً قد يقود إلى سلام شامل أو على الأقل خطوات جدية يتم التحرك على أساسها.
وتحدثت الوثائق والمكاتبات التى كانت فى مكتب الدكتور أسامة الباز باستفاضة شديدة عن أجواء ما قبل المؤتمر وكيف انتهى بعكس ما هو مخطط له، وكيف تداعت الأحداث فيما بعد، ومنها الوثيقة التى تحمل رقم 824 التى أرسلتها سفارة مصر فى باريس بتاريخ 31 أكتوبر 2007 عن اللقاء الذى تم بين السفير ناصر كامل وبيير دوكان المنسق الوزارى الفرنسى المكلف بالإعداد للمؤتمر المقبل للدول المانحة للأراضى الفلسطينية، وذكر أنه أوجز الجوانب التنظيمية للمؤتمر، مشيراً إلى استقرار الرأى على تولى فرنسا الرئاسة ووجود مؤشرات على مشاركة نحو 70 دولة ومؤسسة تمويلية وأنهم قرروا إرجاء توجيه الدعوات لحين توجيه الإدارة الأمريكية الدعوات لاجتماع أنابوليس، كما ذكر أنهم يأملون فى نجاح اجتماع أنابوليس فى تحقيق تقدم ملموس يشجع الدول والأطراف المانحة على المشاركة الفعالة فى مؤتمر باريس، بحيث يكون الدعم موجهاً لدعم عملية سياسية واضحة.
وفى وثيقة أخرى أبرق بها مكتب التمثيل المصرى لدى السلطة الوطنية الفلسطينية برام الله بتاريخ 7 -1-2007 تحدثت عن لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس، حيث أبلغت «رايس»، «عباس» أن الجانب الإسرائيلى يطالب بتنفيذ المرحلة الأولى من خطة خارطة الطريق أولاً، وأوضح لها أن الجانب الفلسطينى نفذ التزاماته ولم يتبق سوى البند المتعلق بتفكيك البنية التحتية للإرهاب، مطالباً إسرائيل بتنفيذ التزاماتها فيما يتعلق بتجميد الاستيطان وإعادة فتح المؤسسات الفلسطينية بالقدس وطالب «عباس» بتحديد جدول زمنى للانتهاء من حل جميع القضايا قبل انتهاء ولاية الرئيس بوش وهو ما لم يلق الاستجابة المطلوبة، كما اقترح «عباس» تشكيل لجنة صياغة للوثيقة المشتركة التى يجرى التفاوض بشأنها حالياً بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
وقال رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية إن المفاوضات تجرى بين الوفدين الفلسطينى والإسرائيلى للإعداد لمؤتمر أنابوليس لكن ببطء شديد ومماطلة من الجانب الإسرائيلى رغم المرونة التى يبديها الوفد الفلسطينى عكس ما تدعيه إسرائيل بشأن تشدد الوفد الفلسطينى، نافياً وجود أى خلاف بين الرئيس عباس وأحمد قريع رئيس الوفد بهذا الشأن، وأوضح أن هناك انخفاضاً فى سقف التوقعات التى يعول عليها الجانب الفلسطينى من مؤتمر أنابوليس للسلام حيث يرى أن الوثيقة لن تخرج بأكثر من عموميات ولم تتضمن التزامات واضحة من الجانب الإسرائيلى بشأن الانسحاب إلى حدود 67 أو قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات وربما تشير هذه الوثيقة إلى إمكانية بحثها فى مفاوضات لاحقة، وأن أقصى توقعاتهم أن توافق إسرائيل على تنفيذ المرحلة الأولى من خارطة الطريق، كما تحدث بشأن الموقف الفلسطينى من المشاركة فى المؤتمر عندما توجه الدعوة له لتفويت الفرصة على الجانب الإسرائيلى للتهرب من التزاماته فى حال عدم المشاركة، وأن إسرائيل صعدت الموقف باقتحام القوات لمخيم بلاطة بنابلس لاستفزاز الجانب الفلسطينى لعدم المشاركة فضلاً عن أنه مؤشر غير إيجابى بعد الاتفاق على انتقال مسئولية الأمن للسلطة الفلسطينية.