"الوطن" ترصد: خيام شيعية فى مولد "السيدة زينب" والدخول بـ"دعوات خاصة"

كتب: إسراء طلعت

"الوطن" ترصد: خيام شيعية فى مولد "السيدة زينب" والدخول بـ"دعوات خاصة"

"الوطن" ترصد: خيام شيعية فى مولد "السيدة زينب" والدخول بـ"دعوات خاصة"

يختتم آلاف الصوفيين احتفالهم بمولد السيدة زينب، اليوم، ويحيى المجلس الأعلى للطرق الصوفية الليلة الختامية باحتفالية رسمية عقب صلاة العشاء فى ساحة المسجد، تضم شيوخ الطرق الـ76 ووكلاءهم، وشخصيات عامة وسياسية. وكان مولد السيدة زينب قد شهد إقبالاً كثيفاً هذا العام من المتصوفين والمريدين والمحبين لآل البيت من النساء والرجال من مختلف المحافظات وطبقات المجتمع، وانتشر الجموع داخل الخيام لإقامة حلقات من الذكر كل حسب طريقته الخاصة، فبعضها يصدح بالإنشاد الدينى، والبعض الآخر يدور المريدون بها فى حلقات ذكر، وبعضهم يقرأ بعض الابتهالات والصلوات ومدح الرسول الكريم وآل بيته الكرام. ورصدت «الوطن» بعض الخيام بدون لافتات تدل على هوية القائمين عليها، والطريقة التى يتبعونها، حيث يقف أمام أبوابها بعض هؤلاء لمنع رواد المولد من الدخول، إلا بدعوات خاصة لأتباع الطريقة، كما رصدت شكاوى السيدات من تزايد حالات التحرش، واختلاط الرجال بالنساء فى حلقات الذكر، وانتشار المتسولين والباعة الجائلين بكثافة. وقال مصطفى زايد، منسق عام الطرق الصوفية، إن الخيام مجهولة الهوية الموجودة داخل الميدان تميل إلى اتباع الفكر الشيعى، وبعضها لا يحمل لافتات لتعريف المريدين بها، وبالطرق التابعة لها كما هو متعارف عليه فى احتفالات الصوفية. وأضاف، لـ«الوطن»، أن المتصوفين يعرفون بعضهم، لكن هذه الخيم المجهولة تحظر دخول أى شخص إليها إلا بدعوات خاصة، ما قد يؤدى إلى وجود شبهات حولها، ويضعنا فى مأزق اتهام الصوفية بـ«التشييع»، مطالباً الأوقاف والمجلس الأعلى للطرق الصوفية بحظر وجود الشيعة والمتشيعين داخل الاحتفالات لأنهم يلصقون بنا تهم نشر المذهب فى مصر. واستطرد «زايد»: على الأوقاف أن تحاسبنا كمتصوفين على ما يحدث داخل خيامنا والسرادقات الخاصة بنا فلن تجد مخالفات، داعياً الدولة إلى إلغاء كتب ابن تيمية وإلغاء الفكر الوهابى كما فعلت دولة كازاخستان، لأن هؤلاء يكفرون الصوفية ويجرمون أفعالهم. وأضاف «زايد» أن الاحتفالات هذا العام مختلفة عن العام الماضى، حيث تمت توسعة الميدان من قبل الحى وأجهزة الشرطة للتقليل من التكدسات التى تحدث كل عام وإتاحة مساحة كبيرة لحلقات الذكر، والخدمات التى اعتاد عليها المريدون، معرباً عن غضبه من الرسوم التى فرضتها عليهم المحليات لتأجير الأرضية لإقامة الخيام والخدمات، قائلاً: «إحنا بنقدم خدمة لوجه الله ولسنا منتفعين لكى تفرض علينا الأحياء هذه الرسوم الباهظة»، مؤكداً أن إيجار المتر الواحد يبدأ من 40 جنيهاً، ما قد يؤدى إلى إلغاء الاحتفالات التى تعد موسماً لرواج التجارة والسياحة فى مصر. وأثناء تجول «الوطن» وجدنا خيمة تحمل اسم صالح أبوخليل القيادى الصوفى من محافظة الشرقية، الذى قال مؤخراً عن نفسه إن من دخل بيته فهو آمن ومن اتبعه لن يدخل النار هو وأهل بيته، وأصدرت الطرق الصوفية وقتها بياناً احتجت فيه على تصريحاته وتبرأت منه. «نحن نقدم لقمة للمساكين وخدمة لآل البيت».. هكذا بدأ عم محمد، صاحب خيمة بالميدان، حديثه لنا، وقال إنه يقدم الطعام هو وزوجته، على مدار اليوم، لزوار المولد؛ بغية التقرب إلى الله ورسوله وآل البيت، مؤكداً أنه حريص كل عام على إقامة هذه الخيمة من ماله الخاص وبعض التبرعات من أقاربه لإطعام المساكين والفقراء المقبلين للاحتفال بالمولد.[SecondImage] وبدون ملل أو كلل من الجهد الذى تبذله، رفضت زوجة عم محمد ذكر اسمها، وقالت لنا وهى تقف أمام الأوعية الكبيرة لطهى الطعام: «لقمة فى فم جائع كبناء جامع، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا ما دفعنى للحفاظ على هذه العادة كل عام، وطهى الطعام كله بيدى، حيث أقدمه للمحتاجين والفقراء فى المولد». وهذا العام تكلل ضريح السيدة زينب بالورود والزينة والطرحة البيضاء المعتادة، بينما توجد بعض السيدات يٌلقين بالحلوى داخل الضريح على سبيل التقرب والتبرك بآل البيت، فيما يوزع البعض الآخر التمور ويشعل البخور، ويفترش الأرض نائماً داخل المسجد. وتقول الحاجة نعيمة (80 عاماً)، والمقبلة من محافظة المنيا، إنها تحرص كل عام على زيارة السيدة زينب فى مولدها، لأنها تراها فى المنام منذ صغرها وتحرص على الحصول على البركة ومحبة آل البيت قائلة: «هم منى وأنا منهم». وقالت آمال عبدالمنعم، إحدى الزائرات: «جئت اليوم بصحبة ابنتى لتتعرف على عاداتنا وتقاليدنا لأنها مقيمة فى الخارج، وأنا كمان ما شفتش الحاجات دى من زمان»، مؤكدة أنها لن تكرر الزيارة إلا مرة واحدة كل عام بسبب الزحام الشديد فى الاحتفالات وكثرة الباعة الجائلين والمتسولين. وتنتقد داليا حسن (22 عاماً) سوء تنظيم المولد، لوجود بعض المضايقات من جانب مجموعة من المتحرشين، وكثرة الباعة الجائلين والمتسولين وسط زحام شديد داخل الميدان، ما يباعد بين الزوار والجو الروحانى التى كانت تتخيل وجوده أثناء الاحتفال بالمولد. من جانبه قال محمود عبدالمجيد، أحد رواد المولد الذى اصطحب أسرته، إن زيارة الميدان عادة سنوية لأسرته، مشيراً إلى أنهم لا يتجاوزون أثناء زيارتهم، وتنتابهم حالة من النشوى والتقرب إلى الله.