طرد الفلاحين من أرض الأوقاف بالمنصورة..مأساة "سرسو" تتكرر بـ"البقلية"

كتب: صالح رمضان

طرد الفلاحين من أرض الأوقاف بالمنصورة..مأساة "سرسو" تتكرر بـ"البقلية"

طرد الفلاحين من أرض الأوقاف بالمنصورة..مأساة "سرسو" تتكرر بـ"البقلية"

اشتعل الغضب فى قرية «البقلية» التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، بعد أن ادعى «محمود. خ» رجل أعمال، ملكيته للأرض التى يزرعها أهالى القرية منذ 51 عاماً، وطالبهم بتسليم 25 فداناً بزعم أنه اشتراها من هيئة الأوقاف ودفع ثمنها، وحذرهم من أن بقاءهم فى الأرض يعنى تعديهم عليه وعلى القانون. فلاحو القرية ومزارعو هذه الأراضى فى المقابل أكدوا أن 13 منهم أقاموا دعوى تثبت ملكيتهم بوضع اليد برقم 2723 منذ عام 2011 أمام محكمة المنصورة وينتظرون الحكم فيها. وفيما تتصاعد حدة الغضب فى «البقلية»، منذرة بتكرار ما حدث بقرية «سرسو» بداية الشهر الحالى، شرع رجل الأعمال ومالك الأرض الجديد قبل فصل المحكمة فى القضية باستخدام اللوادر والحفارات فى تدمير زراعات الفلاحين. «غيرت حرارة الشمس معالم وجهى، فى زراعة هذه الأرض لأعيش من رزقها أنا وزوجى الكفيف وأبنائى الأربعة، حتى جاء من لا يعرف للزراعة قيمة ولا للإنسانية عنواناً، ليقول لنا هذه أرضى، اخرجى منها».. هكذا تحدثت «أدارة أبوالمعاطى عبدالله»، 55 سنة، فلاحة ممن يزرعون هذه الأرض منذ سنوات طويلة، وأضافت «الباشا الجديد اشترى الأرض من هيئة الأوقاف، وقال لى اخرجى منها وإلا كسرنا رجلك فيها». ووصفت «أدارة» ما حدث لأرضها بمساحة (13 قيراطاً فى حوض البركة بالقرية) قائلة: «هجموا علينا باللوادر والأسلحة البيضاء واستغلوا وقت انشغال القرية فى جنازة، وكسروا طلمبة الرى وقلّعوا القطن وهو صغير، وردموا المروى وأزالوا الجسور حتى تتغير معالم الأرض». وأضافت «أنا أعمل بالأجرة حتى أوفر مصاريف هذه الأرض لأحصل منها فى نهاية الموسم على المحصول الذى نعيش منه أنا وزجى وأبنائى». وبينما لم تتمكن من أن تحبس دموعها وراحت تبكى، التقط خيط الحديث، جودة عبدالله عوض، 71 سنة، قائلاً: «استغلوا عجزى لأنى كفيف وبدأوا بتدمير أرضى حتى يخاف باقى الفلاحين دون أن يراعوا أنى كفيف، وزوجتى هى التى ترعى أمورنا» وأضاف ودموعه ظاهرة، «منذ كنت شاباً وأنا أزرع هذه الأرض، فقد أعطاها لنا الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكانت تابعة للأوقاف، ثم انتقلت تبعيتها للإصلاح الزراعى ثم أخيراً عادت للأوقاف، ومنذ أكثر من 50 سنة ونحن نزرعها وندفع إيجارها حتى ظهر لنا من يدعى أنه اشترى الأرض من الأوقاف ويريد أن يطردنا منها». «فين القانون اللى يعطى للضعيف حقه، هل هذا منظر يرضى ربنا؟»، هكذا يتحسر «جودة» على ضياع أرضه، قائلاً «المسئولين قاعدين فى مكاتبهم والغلابة يتبهدلوا، القوى يتركوه والضعيف كله ييجى عليه، إزاى ياخذ قوت عيالنا، ويبهدلنا، والطلمبة إللى باروى منها يقلعها من الأرض».. هكذا قالت ميسون محيى أبوالذهب، التى توفى زوجها منذ 30 سنة، وترك لها 7 أطفال تربيهم من الأرض التى تزرعها بنفسها، وأضافت «ميسون» متسائلة «كيف يأتى رجل أعمال لا نعرفه ويحاربنا ويأخذ أرضنا بعد ما مات راجلنا؟». وقال إبراهيم علام محمد، فلاح «أمتلك أرضاً مساحتها نصف فدان أزرعها ذرة، ولكن الآن ردموا المروى وكسروا الطلمبة التى تكلف إنشاؤها 50 ألف جنيه لأننا نروى بالمياه الجوفية، ولو كان هذا الرجل هو صاحب الأرض وعاوز يحافظ عليها لزراعتها لما فعل فيها ذلك. أقدم مزارع بين الفلاحين المتضررين هو محمود عبدالغنى، 70 سنة، قال: «هذه أرضنا أباً عن جد، وعبدالناصر أعطى لنا الأرض وكان وقتها عندى 19 سنة أعمل فيها إلى جوار والدى، واستمرت زراعتنا لها حتى ظهر لنا رجل الأعمال (محمود. خ)، فى آخر عهد حسنى مبارك، وقال لنا: «أنا عملت استبدال مع الأوقاف وأخدت منهم الأرض وأعطيتهم أرض تانية، اخرجوا من أرضى، وكشف الفلاحون المتضررون أن 13 منهم أقاموا دعوى تثبت ملكيتهم بوضع اليد برقم 2723 منذ عام 2011 أمام محكمة المنصورة وينتظرون الحكم فيها.