الإعلام العربي

رفعت رشاد

رفعت رشاد

كاتب صحفي

لعب الإعلام الصهيوني دورا مؤثرا لصالح الكيان الإسرائيلي بعد ضربة إيران الأخيرة.

كاد العالم بما فيه الدول الغربية ينفض يده من جرائمها ويقف ضد أفعالها لولا أن إعلامها استطاع أن يحول الدفة لصالحها، ليس فقط بالتأييد وإنما بالدعم غير المحدود من الأسلحة والأموال.

وتحول مجلس الأمن إلى مصطبة لصالح إسرائيل يصدر قرارات بالعقوبات ضد إيران وهو لم يفتح فمه عندما قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق.

هذا ما يفعله الإعلام في السياسة الدولية وفي البشر، يقودهم بدون إدراك إلى ما يريده المسيطر على الإعلام.

وكنت قد دعوت وآخرون في مرات عديدة إلى وجود تنسيق إعلامي عربي وليكن بإشراف الجامعة العربية حتى نعوض خسائرنا في مجالات أخرى ضد العدو الصهيوني ولكن لم يستجب أحد.

إن إغفال الدور فائق التأثير والخطورة للإعلام الدولي يفقد الكثير من قواه وقد نبه علماء عرب مصريون وغير مصريين إلى خطورة هذه المسألة ولكن لم يتم معالجتها كما يجب.

كتب الدكتور حامد ربيع عن الإعلام الصهيوني دراسات رائعة مبكرة لكن لم يأخذ بها أحد.

تمتلك الصهيونية منذ بواكير نشأتها وتسيطر على العديد من وسائل الإعلام الأكثر تأثيرا في العالم ومنها وكالات أنباء تهيمن على الخبر وأسلوب صياغته، وأسلوب الصياغة هنا مسألة في غاية الخطورة.

فالمناضل الذي يكافح الاستعمار المحتل بلاده يتحول عندهم إلى إرهابي، والجهاديون يتحولون إلى انتحاريين، وللأسف استطاعوا أن يكرسوا تلك التعاريف في أنحاء العالم بإمكانياتهم القادرة على الوصول إلى كل مكان.

إننا كعرب نملك كل الإمكانيات اللازمة لصنع إعلام قوي ومؤثر، فالمال وفير والكوادر المحترفة موجودة والمحتوى متوفر بغزارة، ولا ينقصنا إلا تفعيل كل ذلك لكي يكون لدينا إعلام دولي يخدم قضايانا في مواجهة الإعلام الصهيوني والغربي الذي يحول جرائمه إلى مكاسب سياسية.

نملك مئات الكليات والمعاهد المتخصصة في الإعلام، وعليها أن تدرس ما حدث ويحدث وتقدم تحليلها وتوصياتها لتنفيذها.