عضو "الإصلاح الإدارى": نحتاج التخلص من 3.3 مليون موظف

عضو "الإصلاح الإدارى": نحتاج التخلص من 3.3 مليون موظف
قالت الدكتورة غادة موسى، عضو اللجنة العليا للإصلاح الإدارى، إن على الحكومة أن تستثمر فى البشر وهم الموظفون، ومعنى هذا هو أن يشعر بقيمة ما يفعله، وتهيئة بيئة عمل جيدة، والفصل بين التداخلات الوظيفية، لوجود تشابه فى التخصصات، وحل مشكلة الأجور للموظفين.
وأضافت لـ«الوطن»: نحتاج أن يكون التدريب على إدارة التغيير لأن لدينا ثقافة المقاومة، نقاوم بلا حلول، ونحتاج الردع والرقابة لكى يستقيم العمل ولانتشال كافة العناصر الفاسدة داخل الجهاز وهناك إجراءات للجزاءات فى القانون الجديد، نحتاج تفعيل هذا بشكل عاجل.
أجرى الحوار:
■ إلى أى حد تؤثر البيروقراطية على مصر فى ضوء الحاجة لإحداث تنمية مستدامة؟
- يجب أولاً أن نعرف معنى البيروقراطية، لأن المفهوم السائد هو أنها شىء سلبى، رغم أنها ليست كذلك وكل دول العالم لديها بيروقراطية، وهى بالمعنى المبسط «حكم المكتب»، أو «الإجراءات الخاصة بالعمل»، ولا بد لأى عمل سواء جهاز إدارى أو غيره، أن ينتظم، لكن الغلو فى الإجراءات وتعقيداتها وتداخلاتها وتشابكاتها يصنع عوائق، لأن أى مكان يحتاج لقواعد منظمة له، لكن شكلها وآليات تطبيقها تختلف من دولة لدولة ومن جهاز إدارى لآخر.
تداخلات الجهاز الإدارى فى مصر معقدة، وتؤثر على الجهاز وعلى كفاءته وفعاليته وإنتاجه، وهو أصلاً لا ينتج، وتكلفته لا يقابلها إنتاج، وهذه البيروقراطية بتعقيداتها والشق السلبى فيها تؤثر على الجهاز الإدارى، ومنتجاته هى الخدمات والمعاملات الورقية والمعاملات للجماهير التى تشمل المواطن والأجنبى، وبين الجهاز بعضه البعض، من الحكومة إلى الحكومة، أو من الحكومة للمواطن، ومن الحكومة للمجتمع ويطلق عليه الحكومة المستجيبة، وهى أن تتوقع الاحتياجات المقبلة للمجتمع وتعمل على توفيرها ووضع الإجراءات البيروقراطية بشقها الإيجابى واللازمة لتوفير هذه الحلول، وتصبح حكومة المعرفة،
■ وما الحلول للتغلب على هذه البيروقراطية السلبية؟
- الحل هو العمل على رشاقة الجهاز الإدارى، وهذا تم الأخذ به فى قانون الخدمة المدنية، من خلال تقليل الترقيات وهذا يجعل الجهاز مرناً، وأيضاً مكافحة الفساد وإحكام الرقابة، وهذا يحتاج أن تكون الأجهزة الرقابية بعيدة عن السلطة التنفيذية التى تراقبها، وإحكام الرقابة الداخلية داخل الجهاز، وهذا يتطلب تحديد أدوارها، أيضاً تدريب الموظفين أمر مهم وزيادة مخصصات التدريب لهم، وهذا أمر شابه الكثير من القصور والفساد.
■ فى أى مجال يمكن تدريب الموظفين؟
- نحتاج أن يكون التدريب على إدارة التغيير، لأن لدينا ثقافة المقاومة، نقاوم بلا حلول، ونحتاج الردع والرقابة لكى يستقيم العمل ولانتشال كافة العناصر الفاسدة داخل الجهاز، وهناك إجراءات للجزاءات فى القانون الجديد، نحتاج تفعيل هذا بشكل عاجل، لأن الشق الآخر المتعلق بالتدريب لا بد من توفيره، لأن الموظفين لا يتلقون تدريباً وبالتالى غير مواكبين لأى تطور.
أيضاً عملية استخدام تكنولوجيا الاتصالات، لأن هذا الجهاز يكلف ثلث ميزانية الدولة وهو لا ينتج، وذلك من أجل إسراع المعاملات، وأن تصبح كل الخدمات إلكترونية، وهذا ليس استغناء عن الموظف، بل تدريبه ليكون مواكباً للتطورات، أيضاً هيكلة الجهاز، بأن نصل إلى 3.2 مليون موظف فى الدولة، من إجمالى 6.5 مليون، بمعنى التخلص من 3.3 مليون موظف، وهذا يتطلب وجود بدائل للعمل الحكومى من خلال الاستثمارات، وألا يبحث الشاب عن وظيفة حكومية بل وجود ريادة أعمال للشباب ومشروعات صغيرة للشباب وهذا يبدأ من الجامعات.