أول درس مع بداية خطواتى داخل حرم مدرسة صحفية عريقة -«روزاليوسف»- هو الروح والنهج اللذان منحا المجلة بريقها الخاص. أن يكتسب الكاتب الموضوعية والجرأة فى النقد من الحقائق فقط. فى هذا الإطار تمارس عقيدة حرية الإبداع والكلمة بكل مهنية. تقييم أبرز معطيات الدراما التليفزيونية التى قدّمتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية هذا الموسم الرمضانى أنها منحت مساحات جديدة ومتنوعة للقوى الناعمة، ألقت الضوء على قيمة استدعاء الوعى عبر رسائل فنية فى إطار إبداعى يحمل متعة المشاهدة، والتسلية، والتثقيف.

أولاً، الأعمال الدرامية هذا العام مع التزامها بالإطار العام الذى تبنّته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، سواء فى مجال قطاع الأخبار، الرياض، الإنتاج الفنى، هو الحفاظ على الهوية المصرية، هذا العام هى أيضاً استدعت مشاركة المشاهد العربى فى عدة أعمال، أبرزها قضية القضايا التى تشغل اهتمام المواطن العربى -فلسطين - فى مبادرة ناجحة خلال مسلسل «مليحة»، كما استدعت سحر عوالم ألف ليلة وليلة بكل أجوائها المبهرة التى تحظى بمكانة مميزة فى الذاكرة العربية عبر مسلسل «جودر». ألقت الضوء فى مسلسل «الحشاشين» على حقبة تاريخية غاية فى الأهمية حافلة بالصراعات والانشقاقات الطائفية التى أفرزت خلال هذه الفترة أخطر وأشرس الجماعات التكفيرية التى اعتبرتها فى ما بعد التنظيمات التى اتّخذت من شعار الإسلام غطاءً لها على اختلاف مسمياتها فى الدول العربية ومنهاجاً لمساراتها التخريبية التى حملت لعدة دول عربية العنف والفوضى.

ثانياً، تميزت الدراما التليفزيونية التى أنتجتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية باحترافية عالية بأنها أعطت مساحة أكبر فى اختيار النصوص وتنوع الموضوعات، بما يلائم ذوق جميع الفئات العمرية. ونجحت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى جذب اهتمام المشاهد المصرى والعربى بمختلف فئاته وشرائحه الاجتماعية وأعادته إلى الشاشة المصرية فى تأكيد عملى على حقيقة الدور الريادى للإبداع المصرى وتأثير القوى الناعمة فى تشكيل الوعى العام.

ثالثاً، وكأننا أصبحنا على موعد فى كل رمضان من بعض القنوات العربية لتقديم أعمال وإن اختلفت فى التفاصيل لا تخرج فى سياقها العام عن عرض المجتمع المصرى -تحديداً الأجواء الشعبية- وكأنها ساحات صراع حافلة بالبلطجة والبذاءة والسوقية. دراما تُبرز الاستثناء وكأنه القاعدة، لا تظهر فيها لقطة عن الجمهورية الجديدة بكل معالم التنمية والتطوير التى شهدتها العشرة أعوام الماضية.

الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أخذت على عاتقها من المنطلق الوطنى تنمية الحس الوطنى ومسئولية توجيه إبداع القوى الناعمة إلى تأكيد الدور الريادى والحضارى لمصر عربياً وإقليمياً عن طريق تصدير الصورة الصحيحة للواقع المصرى، مما ينعكس على مكانة مصر فى المنطقة العربية، بالإضافة إلى تقديم صورة إبداعية عبر أقرب الوسائل وأكثرها حميمية فى التواصل مع المشاهد -الدراما- عن الإيجابيات التى تحدث يومياً على أرض الواقع فى مصر. هذا النهج لم يقتصر على الدراما التليفزيونية، إذ نجح نشاط الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى إثراء مختلف مجالات التعاون الثقافى والفنى المشترك مع الدول العربية وفتح المجالات أمام تبادل واستضافة الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية بين مصر وهذه الدول.

رابعاً، بعدما نجحت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى كسر أحد الأنماط التقليدية التى قيّدت سابقاً إيقاع الدراما التليفزيونية واعتمادها مسلسلات من 15 حلقة، جاء التعاون مع شركات الإنتاج الخاصة ليخلق آفاق تنوع جديدة، وهو ما انعكس إيجابياً على إثراء الأعمال الدرامية، مع ضمان الحفاظ على مستوى إنتاج متميز واحترافى فى كل أعمالها. وهو الكيان الشامل للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الذى تجاوز كونه جهة إنتاج إعلامى أو ترفيهى بعدما أثبت قدرته على مواكبة كل حدث يحظى باهتمام المشاهد فى مصر أو دول المنطقة.

هنا لا بد من ذكر الكثير من الأدوار والمشاركات التى تشملها كل قطاعات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.. قطاع الأخبار بكل نجاحه فى تقديم قناة «القاهرة الإخبارية»، التى بلغت فى وقت قياسى قمة المهنية والنُّضج لتحتل مراكز الصدارة بين القنوات الإخبارية العربية. كما كان للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إسهاماتها فى قوافل الإغاثة الإنسانية والطبية وتقديم كل الدعم لسكان قطاع غزة. وفنيا أبدعت فى تسجيل تاريخ القضية الفلسطينية خلال مسلسل «مليحة» الذى تحقّق له جميع عناصر النجاح، تحديداً فى تناغم ربط المشاهد بحقائق تاريخية، وإلقاء الضوء على بطولات قوات حرس الحدود، فى سياق درامى يعكس تفاصيل الأسرة المصرية بكل مشاعر الدفء والتعاطف التى تحملها للأشقاء الفلسطينيين.

قطاعات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية جمعت بين عناصر المهنية والموضوعية التى تشكل القواعد الاحترافية التى يقوم عليها الإعلام والإبداع. عصر جديد سواء فى التخطيط الدقيق والمدروس مع التميّز بسرعة مواكبة الحدث إعلامياً، وضخامة الإنتاج الفنى، وإثراء الوعى العام بعيداً عن الصيغ المباشرة والأنماط التقليدية فى مخاطبة المشاهد.. مهمة كبيرة تحمّلت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مسئوليتها بنجاح يجعل المشاهد فى انتظار المزيد والأكثر من هذا الكيان الشامل.