«الإفتاء» توضح حكم زيارة القبور للنساء في الأعياد 

كتب: محمد أيمن سالم

«الإفتاء» توضح حكم زيارة القبور للنساء في الأعياد 

«الإفتاء» توضح حكم زيارة القبور للنساء في الأعياد 

زيارة القبور من السلوكيات المهمة في الإسلام، حيث تحمل قيمة دينية وأخلاقية عميقة، كونها فرصة للتذكير بالآخرة، والتأمل في الحياة الدنيا ومرارتها، وتُشجِّع الزيارة على التواضع والتذكير بقسوة الموت وضرورة الاستعداد له، لكن حكم زيارة القبور للنساء كان محل اهتمام ونقاش من الكثيرين، كما تُظهر الزيارة الاهتمام بأحوال الأموات، والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.

ما حكم زيارة القبور للنساء؟

أوضحت دار الافتاء عبر موقعها الرسمي، أنه ينبغي أن تكون الزيارة مرتبطة بالنية الصادقة، والتذكير بالله ومواعظ الدين، ولا تُجعل مصدرًا للشرك أو الاستغاثة بالموتى، بل ينبغي أن تكون زيارة القبور فرصة لتجديد العهد بالله، والاستعداد للقاء الآخرة، والتأمل في دروس الحياة، وأهميتها في تحضير النفس للحياة الآخرة.

 

 

زيارة القبور للنساء والرجال جائزة    

بشأن حكم زيارة القبور للنساء، فإنه يجوز للرجال والنساء زيارة القبور يوم العيد وغيره؛ لما روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا تَذْكِرَةً» رواه أبو داود في «السنن»، فقد نهى النبي أولًا عن زيارة القبور ثم رَخَّص فيه، وهذا الحديث عام يشمل الرجال والنساء.

وأيضًا روي أن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَرَّ بِامرأة تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ لها صلى الله عليه وآله وسلم: «اتَّقِي اللهَ، وَاصْبِرِي»، فَقَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ خِلْوٌ مِنْ مُصِيبَتِي، قَالَ: فَجَاوَزَهَا وَمَضَى، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ فَقَالَ: مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: مَا عَرَفْتُهُ؟ قَالَ: إِنَّهُ لَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، قَالَ: فَجَاءَتْ إِلَى بَابِهِ فَلَمْ تَجِدْ عَلَيْهِ بَوَّابًا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا عَرَفْتُكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ» رواه البخاري في "صحيحه".

جواز زيارة النساء للقبور

فهذا الحديث فيه دلالة واضحة على جواز زيارة النساء للقبور؛ إذ لو لم تكن جائزة لنهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه المرأة عن زيارة هذا القبر، لكن ذلك لم يحدث، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فدل ذلك على مشروعية زيارة النساء للقبور، والممنوع هو كثرة زيارتهن؛ للنهي الوارد في ذلك من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَعَنَ اللهُ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ» أخرجه الترمذي وصححه والبيهقي في «السنن».

والممنوع على الرجال والنساء جميعًا، زيارة القبور في العيد على أنها عبادة خاصة بالعيد، لكن هي صلة للأموات مستحبة في العيد وغيره، كما أنه يستحب صلة الأحياء في العيد وغيره.


مواضيع متعلقة