"عقيلة الوارد" على خطى جميلة بوحريد.. النضال مستمر

كتب: أمينة مجدى

"عقيلة الوارد" على خطى جميلة بوحريد.. النضال مستمر

"عقيلة الوارد" على خطى جميلة بوحريد.. النضال مستمر

ناشطة جزائرية ناضلت ضد الاستعمار الفرنسى.. والآن تحارب المتأسلمين كقمم الجبال الشامخة التى وقفت شاهدة على حقبة هى الأخطر فى تاريخ وطنها، وقفت ابنة الجزائر المناضلة، متحدية بطش استعمار كاد يمحو تاريخ وطنها الذى عاشت طيلة عمرها مدافعة عن سيادته واستقلاله، هى المناضلة عقيلة الوارد، واحدة من الجزائريات اللاتى حملن أكفانهن على أيديهن دفاعاً عن استقلال وطنهن والتخلص من الاستعمار الفرنسى، لكنها اختلفت عنهن رغم تجمعهن جميعاً حول هدف واحد هو الوطن، ومنهن من اعتقلت وذاقت مرارة التعذيب كـ«جميلة بوحريد». سلكت «عقيلة» طريق المقاومة منذ أن كانت طفلة فى التاسعة من عمرها، حملت السلاح ونقلت الأموال والوثائق لدعم المقاومة، بعيون لامعة تخفى الكثير من الأسرار والحكايات روت المناضلة السبعينية قائلة: «أول ما وعيت على الدنيا فتحت عينى على وطن مستعمر، خيره منهوب وأولاده أسرى وسجناء، كل يوم بيمر كان بيكبر جوايا حلم أشوف وطنى حر، لكن طريق الحرية صعب مفروش بالموت وأنا قررت أمشيه مهما كان الثمن». انتقلت «عقيلة» بصحبة أسرتها إلى فرنسا لتقود حركة المقاومة ضد المستعمر من عقر داره، انضمت إلى «الفيدرالية الوطنية لجبهة التحرير» بفرنسا، وكانت تخفى أسلحة وأموال المقاومة فى بيوت المفكرين الفرنسيين الذين تربطها بهم علاقات قوية، كانت -حسب قولها- تتحرك وسطهم بكل حرية دون أن يميزها أحد عنهم فى الشكل أو الكلام: «كنا نحارب الاستعمار بإيده واستغلينا المتعاطفين مع قضيتنا، ونجحنا فى أن نكون أول من ينقل المقاومة من البلاد المستعمرة لبلاد المستعمر». تتذكر «عقيلة» نقلها السلاح للمقاومة فى علبة فستان زفاف: «مكنش فيه سلاح فى الجزائر وكان فرض علينا المقاومة المسلحة، فى إحدى المرات نقلت السلاح ومبلغ 40 مليون فرنك فى علبة فستان زفاف، وكل ما حد من الفرنسيين يشوفنى كان يقف ويباركلى على الزفاف، كنت بشوفهم وبضحك من جوايا رغم إحساس الخوف من إن الخطة تتكشف وأتقدم للمحاكمة والسلاح ما يوصلش للمقاومة». لم تتوقف المناضلة العجوز عن الحرب بعد تحرير الجزائر، فالمرأة التى حملت كفنها على يديها من أجل الوطن أبت أن تتركه، فنسمات الحرية ما زالت ملوثة طالما ظلت جراح الوطن تنزف وطالما استشرى الجهل والظلم، الأمر الذى دعاها للتوجه لخوض حروب من أجل حصول الشعب الجزائرى على حقوقه كاملة، وجعلها تخوض حروباً ضارية ضد «المتأسلمين» الذين انكبوا على ثورتهم، مثلما حدث فى مصر التى تراها «عقيلة» حصن العروبة. طالما تمنت العجوز زيارة مصر التى احتضنت قضيتها واحتضنت من بعدها أسرتها، بداية من الزوج الذى درس العلوم العسكرية بالكلية الحربية المصرية، مروراً بابنتها التى تعمل بإحدى المدارس الأجنبية بمصر. ترى «عقيلة» فى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رمز العزة لكل جزائرى وعربى، واختارت أن تسمى ابنها باسم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أوشكت المناضلة العجوز على الثمانين من عمرها وما زالت تحتفظ بذاكرة حديدية وما زال قلبها ينبض بحلم أضحى لها على مرمى البصر وهو إنشاء اتحاد عربى على غرار الاتحاد الأوروبى: «مصر اللى جابت عبدالناصر ومن بعده السادات جابت عبدالفتاح السيسى اللى هيكمل المسيرة ويحقق الحلم العربى».