ميرفت التلاوى: الحجاب ليس فرضاً.. ودعوة خلعه غير مناسبة حالياً

ميرفت التلاوى: الحجاب ليس فرضاً.. ودعوة خلعه غير مناسبة حالياً
قالت السفيرة مرفت التلاوى، رئيس المجلس القومى للمرأة، إنه رغم أن الحجاب ليس فرضاً على المرأة فإن الوقت غير مناسب لدعوة شريف الشوباشى لخلعه، لأن الجو العام متشبع بالأفكار الدينية الخاطئة، وليس من أولويات النساء خلع الحجاب أو ارتدائه، فى الوقت الذى تتصدر فيه قضايا الأحوال الشخصية شكاوى النساء من عدم حصولهن على حقوقهن، مشيرة إلى أن «تجاوزات المسئولين تجاه النساء ترجع إلى النظرة الذكورية، وحب السيطرة لدى الرجل المصرى».
ولفتت الوزيرة، فى حوار مع «الوطن»، إلى أنها غير مقتنعة بالمناظرات بين الباحثين فى التراث الإسلامى والأزهر، قائلة إنها درست الشريعة الإسلامية، لكنها لم تفهم شيئاً من مناظرة إسلام بحيرى، وشددت على أن الأزهر مخترق، وبداخله من قدم فتاوى إرضاع الكبير، ولا بد من إعادة هيكلته.. وإلى نص الحوار.
■ ما رأيك فى دعوة شريف الشوباشى لخلع الحجاب؟
- الوقت غير مناسب لهذه الدعوة، والجو العام متشبع بالأفكار الدينية الخاطئة، وليس من أولويات النساء خلع الحجاب أو لبسه، فى الوقت الذى تتصدر فيه قضايا الأحوال الشخصية شكاوى النساء لعدم حصولهن على حقهن، وأرسلت خطاب شكر إلى المستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا، تقديراً للحكم المهم الذى أصدرته المحكمة ورفضها الدعوة المقامة من أحد المحامين طالب فيها بعدم دستورية المادة الثانية من قانون إنشاء محاكم الأسرة، التى تنص على أن تشكل محكمة الأسرة من ثلاثة قضاة يكون أحدهم على الأقل بدرجة رئيس بالمحكمة الابتدائية ويعاون المحكمة فى الدعاوى المنصوص عليها فى المادة (11) من هذا القانون خبيران أحدهما من الإخصائيين الاجتماعيين والآخر من الإخصائيين النفسيين يكون أحدهما على الأقل من النساء، خاصة أن المحكمة الدستورية العليا قالت فى حيثيات حكمها إن المشرع أوجب أن يكون أحد الخبيرين فى محكمة الأسرة من النساء نظراً لأن منازعات الأسرة تدور فى أغلبها حول النساء والأطفال، ومن ثمّ فإن رأى المرأة فى تلك القضايا له أهمية قصوى باعتبارها الأكثر تفهماً وإلماماً بالجوانب الإنسانية.
■ هل تؤمنين بأن ارتداء الحجاب أمر يخضع للحرية الشخصية؟
- الحجاب ليس فرضاً دينياً كما ادعى البعض، فالفروض الأساسية 5 فقط، ولا يجب استغلال الحجاب فى ترهيب الناس من دخول النار أو ترغيبهم فى الجنة، فالحجاب حرية شخصية، ولا يجب إجبار المرأة على ارتدائه، فلا تقص مدرسة شعر فتاة لأنها بلا حجاب، أو يطلق رجل زوجته، أو يمنعها الجيران من دخول الشارع، أو يستغل الإخوان تزايد أعداد المحجبات فى مصر ليرددوا شائعات بأن حجم المحجبات فى مصر يقيس حجم وجودهم فى الشارع المصرى. وأمى وجدتى لم ترتديا حجاباً.
■ وماذا عن تجاوزات المسئولين فى التعامل مع النساء مؤخراً، مثل واقعة وزير الثقافة الذى وصف سيدة بالسمنة، أو تدخل زوجة محافظ الإسكندرية فى عمله؟
- هناك نظرة ذكورية رجعية للمرأة على كل المستويات، بالرغم من تقدمنا فى الأربعينات عن كل الدول العربية، بسبب الخطاب الدينى الخاطئ الذى جعل الثقافة المجتمعية جامدة ورجعية، فكل يوم جديد نرى إجباراً على لبس الحجاب ووضع البرقع، وهو ما يسمى حب السيطرة على المرأة بشكل سيئ.
■ ما رأيك فى الهجمة على الأزهر الشريف والمناظرات الدائرة بينه وبين الباحثين التنويريين؟
- لم أفهم أى شىء فى هذه المناظرات، وما دخل المواطن البسيط فيها، فبالرغم من أنى درست الشريعة الإسلامية وقرأت كثيراً فيها، فإننى لست بهذا العمق والتقدم والتخصص الذى يجعلنى أشكك فى التراث الدينى كله بهذا الشكل.[FirstQuote]
■ وماذا عن تجديد الخطاب الدينى من جانب الأزهر الشريف؟
- الأزهر مخترق ويحتاج لإعادة هيكلة كاملة، نريد أن نعيد الأزهر، هذا المجمع العلمى الذى حمى الإسلام الوسطى منذ ألف ومائة عام، كأقدم جامعة فى العالم، وهناك أفراد داخل الأزهر لديهم تخلف مثل من قدم فتاوى إرضاع الكبير. وفى الماضى، طلب منى الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، مراجعة ما يسمى بيوت أموال المسلمين فى القرى والنجوع، التى يؤسسون من خلالها معاهد أزهرية، ومن خلال جولتى بالمحافظات زرت الوادى الجديد، وفوجئت أن المحافظة التى يسكنها أقل من 250 ألف مواطن بها أكثر من 95 معهداً أزهرياً، ومن كل الفئات ينضمون للأزهر، وفى النهاية يطلبون وظائف، فجميعهم يريدون أن يعملوا شيوخ جوامع.
■ لماذا طالبت بتمليك النساء الأراضى الزراعية؟
- إذا أردنا النهوض بالنساء فلا بد من تملكهن العقارات والأراضى، لذلك أناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى تمليك أراضٍ للسيدات ضمن مشروع «استصلاح 4 ملايين فدان» بعدد من المناطق بهدف خلق جيل يحمى الأرض والوطن، فعلى صعيد الزراعة فإن المرأة تمثل 80% من العاملين بالزراعة فى أفريقيا، و35% من العاملين بالزراعة فى المجتمع العربى، وعلى الرغم من ذلك فهى تعمل فى الأرض ولا تمتلكها.
■ لكن الإجراءات البنكية معقدة؟
- لا بد من عمل قواعد بنكية للتعامل مع النساء الفقيرات تختلف عن القواعد التجارية للبنوك، فأنا لا أتعامل مع ساويرس إنما أتعامل مع المرأة المهمشة، وهدفى كدولة رفع مستوى الفقر عن الرجل والمرأة.
■ هل من الممكن أن تحل مصر أزمة الزيادة السكانية؟
- طبعاً، فكيف لدولة مثل الصين رفعت الفقر عن 250 مليون مواطن، من خلال السماح لهم بالتعليم المجانى حتى الإعدادية، وبعدها التعليم بفلوس، فاضطر الشعب للاتجاه إلى التعليم الفنى، وبرعوا فيه وغزوا العالم، إحنا فى مصر عايزين البيه المستشار والبيه المهندس دون تحديد احتياجاتنا الشخصية من خلال دراسة السوق.
■ وما رأيك فى مطالبة الفتيات بالتجنيد فى حملة «مجندة مصرية»؟
- مجال العمل العسكرى فيه فائدة التدريب والتأهيل، فلما يبقى الوزير والمسئول لا يرغب فى تجنيد الفتيات، وتذهب الفتيات للتطوع فى يوم التجنيد، وتكون أعدادهن ضعف أعداد الشباب، ففى هذه الحالة لا بد من إعطاء البنات الفرصة.
■ لكن البعض يرى أن دخول البنات التجنيد إضعاف للروح المعنوية للجيش؟
- تفكير متخلف وعفن، ولا يجوز فى دولة تعانى من مشاكل اقتصادية، فحينما تكون أعداد البطالة بين الفتيات أكثر من 2 مليون، فلا بد أن يكون التجنيد إجبارياً على الجميع، حتى يتم استغلال هذه الثروة البشرية، والاستفادة منها بدلاً من تركها كائنات مستهلكة، إنما لو البنت دخلت الجيش ستصبح كائناً منضبطاً لديه عزيمة وقوة، ولو أنا من الرئيس السيسى هخلى التجنيد إجبارى على جميع المواطنين حتى ذوى الاحتياجات الخاصة، على أن يكون الجيش قبل المرحلة الجامعية، حتى نربى الشباب على القوة.[SecondQuote]
■ ما رأيك فى ظاهرة انضمام الشباب لـ«داعش»؟
- أى دعوة فكرية دينية أو غير دينية مثل الشيوعية أو الاشتراكية، تتغلغل داخل المجتمع بهذا الشكل ويشوبها التطرف لا بد من وقفها، «داعش» تستهويهم فكرة القوة، وفى النهاية فهم بشر غير أسوياء، وانضمام الأجانب لهم نوع من التعويض النفسى أو البحث عن الشهرة، للأسف الإنسان فى أوروبا وأمريكا اللتين نقول عليمها بلاد الحرية، عبد، ولا أحد ينكر أن العراق ضحية الأمريكان بعد 10 سنوات من الخراب.
■ ما الهدف من اجتماع منظمة المرأة العربية حول الأمن القومى؟
- سنة 69 أدخل فى الأمم المتحدة ملف حماية المرأة والطفل فى أوقات النزاعات، وسنة 1968 بعد حرب 67 لتوفير الأمن والأمان للمرأة، ونحن نحاول أن نحمى المرأة فى الأزمات. فهى تربى وتعول وهى المسئولة عن غرس قيم الوطنية وحب الوطن فى نفوس الأبناء، ولاحظنا فى الفترة الأخيرة ارتفاع معدل أعمال القتل والنخاسة والإرهاب على أيدى الجماعات الإرهابية ومن هنا فالحاجة ماسة لتحسين أوضاع المرأة لأن هناك علاقة وثيقة بين المرأة والأمن القومى.
■ لماذا لا يعمل المجلس القومى للمرأة مع النساء فى العريش وجنوب سيناء؟
- الجيش يتولى أمر هذه المنطقة بالكامل، لما لها من خطورة.
■ باعتبارك رئيس المنظمة العربية، وهى التى تهتم بأحوال النساء فى مناطق النزاعات، كيف تتعاملون مع العراق وسوريا وليبيا، فى ملف حماية النساء؟
- هناك اتحاد دولى لمهاجمة «داعش» عن طريق الأسلحة، لكن الأمم المتحدة لم تحم وضع الإنسان فى هذه العملية، ولا يوجد مواجهة لحقوق الإنسان فى هذه العملية، هناك عوامل نفسية وضغط عصبى على سكان هذه المناطق، وعليهم الاهتمام بالبشر والنساء والأطفال، وتغيير المواصفات لأماكن التعليم حتى فى الخيام، وعلى الأمم المتحدة وضع برنامج متكامل بميزانية متكاملة لهذا الشأن.
■ هل يمكن قياس التكلفة الاقتصادية الناتجة عن العنف؟
- طبعاً، ووقعت برتوكول تعاون بين المجلس القومى للمرأة والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء وصندوق الأمم المتحدة للسكان، لدراسة «التكلفة الاقتصادية الناتجة عن ظاهرة العنف ضد المرأة» وستشمل (24) محافظة على مستوى الجمهورية، وتبدأ خلال هذا الأسبوع، وتضمنت استمارة الاستبيان أسئلة موجهة للسيدات لتقدير ما تتحمله المرأة من تكلفة فى حال تعرضها للعنف سواء فى المنزل أو الأماكن العامة وأماكن العمل وما تتحمله الدولة نظير الخدمات التى تقدمها إزاء ذلك، وتهدف الدراسة إلى قياس مدى انتشار العنف ضد المرأة فى المجتمع المصرى إلى جانب قياس جهود الدولة وما تتحمله من تكاليف مباشرة وغير مباشرة للتصدى لتلك الظاهرة.[ThirdQuote]
■ لماذا وافقت مرفت التلاوى على منصب رئيس منظمة المرأة العربية بعد غياب السيدات الأُوَل عنها؟
- مع غياب لقب السيدة الأولى فى الدول بعد ثورات الربيع العربى، جاء الوقت للتغيير، والعمل مع الكوادر الشبابية فى المنطقة العربية ككل، وليس الهوانم فقط، وفى المرحلة المقبلة هناك خطة لتنمية جميع فئات النساء فى الدول العربية من المرأة المهمشة والعاملة والشابة.
■ قلت إن دور زوجات السفراء لا يقل أهمية عن البعثة الدبلوماسية؟
- نعم، فزوجة السفير من أدوارها الرئيسية إقامة شبكة من العلاقات الاجتماعية وخلق لوبى مؤيد وداعم لمصر وسياستها بالخارج، وهناك دول تعطيهن أجراً مقابل عملهن.
■ ما أهم العقبات التى كانت تواجه البعثات الدبلوماسية المصرية؟
- ضيق الوقت فى الرد على استفسارات البعثات الدبلوماسية من جانب الدولة خاصة فى الأوقات التى تتطلب اتخاذ قرارات فى حينها، وهذا يتطلب تحمل البعثة الدبلوماسية مسئولية كبيرة فى اتخاذ القرارات فى الوقت المتاح.
■ كيف يمكن قياس نتائج هذه الاستراتيجية على أرض الواقع؟
- من خلال قياس نسبة النساء اللاتى وقعن ضحايا للعنف حسب نوع العنف ونسبة النساء اللاتى يبلغن عن تعرضهن للعنف داخل المنزل ومن يبلغن عن تعرضهن للعنف فى الحياة العامة ومن تعرضن لعنف جنسى أو تعدّ خلال السنوات الأخيرة ومن خضعن لتشويه الأعضاء التناسلية حسب العمر وعدد جرائم الشرف وعدد الوفيات نتيجة العنف الأسرى بين النساء والفتيات وعدد التعديلات التشريعية أو القوانين التى تم إقرارها بهدف مكافحة جميع أشكال العنف ضد المرأة، وغيرها.
■ ما الذى تضمنته استراتيجية الحد من العنف ضد المرأة لحماية النساء على أرض الواقع؟
- تتضمن أربعة محاور رئيسية، هى الوقاية والحماية والتدخلات والملاحقة القانونية. ويقوم المحور الأول وهو (الوقاية) على تنمية الوعى العام وتصحيح الخطاب الدينى وتغيير الثقافة الشعبية من خلال برامج التوعية والتعليم والتدريب، وتحليل الظاهرة من الجانب الاجتماعى والاقتصادى لوضع برامج وخطط للتعامل مع أصل وجذور المشكلة وتمكين المرأة من تجنب العنف، أما فيما يتعلق بمحور الحماية فيستند على العمل على تفعيل وتطوير التشريعات والقوانين المناهضة للعنف ضد المرأة فى ضوء الدستور وإصدار تشريع متكامل يتناول كل صور العنف الموجهة ضد النساء والفتيات لضمان القضاء عليها، أما محور التدخلات فيتضمن العمل على توفير خدمات الدعم الصحى والنفسى والمشورة للمعنفات، وتطوير برامج العلاج والتأهيل لمرتكبى العنف، وتوفير مراكز استضافة كافية للمعنفات، هذا بالإضافة إلى توفير الدعم الاقتصادى للمرأة المعاقة. أما المحور الرابع وهو الملاحقة القانونية فيشمل وضع آلية تدابير وقائية لحماية النساء ضحايا العنف ومدى ملاءمة ذلك للاتفاقيات الدولية بهدف التعرف على الموقف التنفيذى الفعلى، وتخصيص دوائر خاصة للنظر فى قضايا العنف ضد المرأة لسرعة الفصل فيها على أن تتولى نيابة الأسرة التحقيق فى جرائم العنف ضد المرأة.