بالخرائط.. انتهاكات الشرطة: 17 ألف حالة تعدٍّ

كتب: مروة مدحت

بالخرائط.. انتهاكات الشرطة: 17 ألف حالة تعدٍّ

بالخرائط.. انتهاكات الشرطة: 17 ألف حالة تعدٍّ

مع بداية عصر «أوباما»، وفى ظل اتساع حالات العنف التى تمارسها الشرطة الأمريكية ضد الكثيرين سواء من أصول أفريقية أو لا، لم يكن المجتمع الأمريكى يعلم شيئاً عن انتهاكات الشرطة الأمريكية نتيجة عدم رصدها من قِبل وسائل الإعلام وتجاهل السلطات المعنية التحقيق فيها، حتى تحافظ القوة العظمى فى العالم التى تحمل دائماً راية الحفاظ على حقوق الإنسان قبل كل شىء. ومع زيادة العنف تدريجياً مع انتخاب «أوباما» عام 2008، قرر معهد «كاتو» الأمريكى المتخصص فى مجال حقوق الإنسان، إطلاق مبادرة «إحصائيات انتهاكات الشرطة الوطنية»، كمشروع مستقل وغير حكومى وغير حزبى من شأنه تحديد مدى سوء سلوك الشرطة فى الولايات المتحدة، وتحديد الاتجاهات التى تؤثر على سوء سلوك الشرطة، والإبلاغ عن القضايا حول سوء سلوك الشرطة من أجل تعزيز الوعى العام حول القضايا المتعلقة بسوء سلوك الشرطة فى الولايات المتحدة.[FirstQuote] القائمون على المبادرة أكدوا أن لجوءهم إلى إطلاق هذا البرنامج، كان «لأن لا أحد من المسئولين فى الدولة فكر فى رصد انتهاكات الشرطة». وقال أحد مؤسسى المبادرة لـ«واشنطن تايمز»، إن «ببساطة لا أحد آخر من المسئولين فى الدولة فكر فى القيام بذلك، ولا حتى الجهات المسئولة عن التأكد من إنفاذ القانون فى كل ولاية». وأضاف: «بعد بدء البرنامج اكتشفنا وجود أكثر من 17 ألف حالة تعدٍّ من قِبل الشرطة الأمريكية على المواطنين دون أن تتدخل السلطات، لأنها ببساطة لا تعلم شيئاً عن هذه القضايا»، مؤكداً أنه «عندما تهتم جهات التأكد من إنفاذ القانون فإنها لا تقدم معلومات دقيقة عن سوء سلوك رجال الشرطة ضد المواطنين، بل تُقدم بيانات عامة ولا تحدد ما فعله رجال الشرطة وكيف أساءوا استخدام سلطتهم ومن فعل ذلك وكيف انتهى الأمر». أما عن مصدر معلوماتهم لتجميع الانتهاكات التى ترتكبها الشرطة الأمريكية، فأكد معهد «كاتو» أنهم يعتمدون بشكل أساسى على تقارير وسائل الإعلام، وبعد ذلك يعمل عدد من العاملين بالبرنامج على الحصول على تفاصيل الحالات التى تعرضت لأى انتهاك من أحد عناصر الشرطة. وبناءً على المعلومات التى قام البرنامج بجمعها من العديد من المواطنين الأمريكيين الذين تعرضوا لانتهاكات من قِبل الشرطة الأمريكية، قام فريق العمل بوضع مجموعة من الخرائط ترصد تزايد عنف الشرطة الأمريكية ضد المواطنين فى الفترة من يناير 2010 وحتى الشهر الماضى. وترصد «الوطن» مجموعة من هذه الخرائط، وفقاً للترتيب الزمنى لها. ترصد الخريطة الأولى حالات العنف التى ارتكبتها الشرطة فى الكثير من الولايات الأمريكية فى الفترة من يناير 2010 وحتى سبتمبر من العام نفسه. وجاء فى هذه الخريطة، بحسب بيانات معهد «كاتو»، أن ولاية «أوكلاهوما» هى الولاية الأكثر عنفاً فى الفترة بين يناير 2010 وسبتمبر من العام نفسه، حيث شهدت الولاية فى هذه الفترة نحو 2100 حالة عنف من قِبل رجال الشرطة ضد المواطنين، وتلتها ولاية «لويزيانا» بحصيلة عنف 1870. أما الولايات الأقل فى ترتيب العنف، فجاءت ولاية «فيرمونت» فى الولايات الأكثر عنفاً بعد «أوكلاهوما» و«لويزيانا» بحصيلة 1750 حالة اعتداء من الشرطة على المواطنين بجميع مدن الولاية، وتلتها ولاية «مونتانا» بـ1730 حالة. وتلتها ولاية «فيرجينيا الغربية»، بحسب الخريطة، فقد شهدت 1690 حالة اعتداء على المواطنين، وتلتها ولاية «تينيسى» بـ1590 حالة. أما ولاية «مسيسيبى» فكانت أقل عنفاً من سابقيها، حيث رُصد بها ما يقرب من 1400 حالة اعتداء، وتلتها ولاية «كولورادو» بـ1360 اعتداء من الشرطة على المواطنين، وتلتها ولاية «إنديانا» بحصيلة 1340، وحصدت ولاية «بنسلفانيا» 1240 حالة اعتداء وتلتها ولاية «مينيسوتا» بحصيلة 1230 اعتداءً وبالمثل جاءت ولاية «يوتاه»، أما ولاية «فلوريدا» فكانت حصيلة الاعتداءات بها 1170 حالة اعتداء، وتلتها ولاية «نيو مكسيكو» بـ1100 اعتداء و«جورجيا» بـ1070 و«أوهايو» بـ1050 حالة اعتداء. وبحسب الخريطة، فإن الولايات الأقل عنفاً على الإطلاق فى الفترة من يناير 2010 وحتى سبتمبر من العام نفسه، فكانت «واشنطن» بحصيلة 930، و«تكساس» بـ890، أما ولاية «ميرلاند» والتى تضم مدينة «بالتيمور» مركز الاحتجاجات الأخيرة ضد عنف الشرطة، فكانت حصيلة الاعتداءات بها 940 حالة. والولاية التى حصلت على أقل نسبة عنف فى الولايات المتحدة فى هذه الفترة كانت ولاية «ميزورى» - التى تضم مدينة «فيرجسون» التى شهدت احتجاجات آخر العام الماضى نتيجة عنف الشرطة بحصيلة 630 اعتداءً. ويتضح من الخريطة أن ولايتى «ميرلاند» و«ميزورى» اللتين شهدتا أكثر المظاهرات عنفاً منذ أواخر العام الماضى ضد سوء سلوك الشرطة هناك مع المواطنين من أصل أفريقى، كانتا تعتبران من أكثر الولايات هدوءًا وانضباطاً. أما الخريطة الثانية، فهى ترصد الفترة من يناير 2011 وحتى يناير 2012، حيث كانت المدينة الأكثر عنفاً وقتها هى مدينة «كوك كانترى» بولاية «إلينوى»، تلتها ولاية «لوس أنجلوس» وخاصة مدينة «شيكاجو» حيث كانت حصيلة الاعتداءات بها 43 حالة منها حالتا وفاة و27 إصابة، تلتها ولاية «كاليفورنيا» بحصيلة 3 حالات وفاة و12 حالة اعتداء، وبعدها ولاية «تكساس» بحالتى وفاة و8 حالات تعدٍّ، ثم «فلوريدا» بحالة وفاة واحدة و7 إصابات. أما ولاية «نيويورك»، فلم تشهد خلال هذه الفترة أى حالات وفاة على أيدى الشرطة لكن كان هناك 7 إصابات، وكذلك ولاية «أوكلاهوما» فلم يكن هناك حالات وفاة لكن كان هناك إصابتان، أما ولاية «ميزورى» فلم تتعرض إلا لحالة إصابة واحدة خلال هذه الفترة. ورصدت الخريطة الثالثة الفترة ما بين يناير 2013 وحتى يناير 2014، وكانت هذه الخريطة أكثر تفصيلاً من حيث عدد من تعرضوا للإصابة وعدد من تعرضوا للوفاة على أيدى الشرطة الأمريكية فى هذه الفترة. واحتلت رأس القائمة مدينة «نيو أورليانز» بولاية «لويزيانا»، حيث سُجلت بها 65 حالة اعتداء من قِبل الشرطة على المواطنين بالإضافة إلى 29 حالة إصابة و6 حالات وفاة، وتلتها مدينة «تلسا» فى ولاية «أوكلاهوما» فكان إجمالى الحالات بها 42 حالة اعتداء و17 مصاباً وقتيلين على أيدى الشرطة. أما مدينة «بالتيمور» - مركز المظاهرات فى الوقت الحالى- فجاءت فى المركز الثالث بحصيلة 35 حالة تعدٍّ من قِبل الشرطة على المواطنين وسُجلت 29 حالة إصابة لمواطنين على أيدى الشرطة بالإضافة إلى 4 حالات وفاة فى الفترة نفسها، وتلتها مدينة «شيكاغو» بإجمالى حالات تعدٍّ 34 حالة بالإضافة إلى 28 مصاباً وحالة وفاة واحدة، وحصدت ولاية «ميزورى» -التى شهدت مظاهرات بمدينة فيرجسون ضد عنف الشرطة العام الماضى- 34 حالة اعتداء و12 إصابة و3 حالات وفاة. قبل أيام، صدر تقرير مُجمع عن مركز «كاتو» يشمل الانتهاكات التى قام بها عناصر الشرطة فى الفترة من يناير 2015 وحتى 30 أبريل الماضى، وضم التقرير حوادث القتل التى ارتكبها عناصر الشرطة الأمريكية ضد المواطنين من أصول أفريقية فى كل من «فيرجسون» و«بالتيمور» و«نيويورك» وغيرها، وهى الأحداث التى تسببت فى اندلاع الكثير من المظاهرات خلال الفترة الأخيرة. وبالإضافة للقضايا المُتعارف عليها إعلامياً، رصد المركز أيضاً اعتداء ضابط شرطة كان فى حالة «سُكر» على أحد المواطنين داخل محل لبيع الخمور بمدينة «ميلفيل» بولاية «نيو جيرسى». ومن خلال هذه البيانات الموثقة، وبحسب بيانات المركز الأمريكى يتضح أن الشرطة الأمريكية زادت من وتيرة العنف ضد المواطنين بعد تولى «أوباما» حكم الولايات المتحدة الأمريكية بعامين، ووصل عنف الشرطة إلى ذروته بعد عامين من بدء الفترة الرئاسية الثانية للرئيس الأمريكى «أوباما».