بروفايل| محمد بن نايف الرجل القوى

بروفايل| محمد بن نايف الرجل القوى
على مدار 3 سنوات، وهى الفترة التى قضاها وزيراً لداخلية بلاده، عُرف عن الأمير الذى ينتمى إلى الجيل الثانى من الأسرة الحاكمة فى المملكة العربية السعودية، مساهمته فى الحرب على الإرهاب ومحاولات القضاء على تنظيم «القاعدة» فى شبه الجزيرة العربية، ليس فقط من خلال الملاحقات الأمنية، وإنما من خلال محاولة إعادة تأهيل المنتمين إلى الجماعات الدينية التى لم تتورط فى العنف.
و«بن نايف» هو «رجل الداخلية القوى» بحسب ما وصفته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، التى قالت عنه إنه «قائد أكبر حملة عالمية لمكافحة الإرهاب»، وفى عام 2009، حصد تعاطف العالم بعد محاولة «القاعدة» اغتياله، فى محاولة فاشلة ليست هى الأولى من نوعها.
والأمير محمد بن نايف، ولى العهد السعودى، ولد عام 1959 فى مدينة «جدة»، وتلقى تعليمه فى الرياض، إلى أن سافر إلى الولايات المتحدة للحصول على درجة البكالوريوس فى العلوم السياسية، وبعدها بدأ فى الحصول على عدد من الدورات العسكرية والأمنية المتقدمة داخل وخارج بلاده، وبدأ عمله الرسمى من خلال الالتحاق بالسلك الأمنى، حيث عُين مساعداً لوالده وزير الداخلية الراحل نايف بن عبدالعزيز، عام 1999، وتدرج فى المناصب الأمنية إلى أن أصدر الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً بتعيينه وزيراً للداخلية عام 2012.
وعُرف عن «بن نايف» كونه سباقاً فى تصحيح أفكار وتأهيل العناصر المتشددة، حيث أسس مركزاً حمل اسمه هو الأول من نوعه فى الخليج العربى، لمحاولة تصحيح مسار المتشددين الذين لم يتورطوا بشكل مباشر فى العنف والتى عرفت باسم «المناصحة»، كما عُرفت عنه علاقاته الوثيقة بالولايات المتحدة الأمريكية، من خلال اجتماعاته المتكررة مع المسئولين الأمريكيين للتنسيق فى مواجهة تنظيم القاعدة فى اليمن.
والأمير الذى ينتمى إلى الجيل الثانى من الأسرة الحاكمة، هو أول من يصل إلى منصب ولى العهد من أبناء جيله، ليفتح الباب أمام صفحة جديدة من تاريخ الحكم فى المملكة، فهو الأمير الذى صعد إلى منصبه سريعاً من ولى لولى العهد إلى ولى العهد الأول الذى سيخلف الملك سلمان بن عبدالعزيز، فى وقت بات يرى فيه المحللون والمعلقون أن «بن نايف» هو «الرجل الأقوى» فى المملكة السعودية حالياً.
وولى العهد السعودى، بحسب المراقبين، هو «المهندس» الحقيقى للتدخل العسكرى فى الأزمة اليمنية، فهو الذى حمل على عاتقه مسئولية إقناع «واشنطن» بدعم عملية «عاصفة الحزم»، نظراً لصلاته الوثيقة بالإدارة الأمريكية، وهو ما ظهر بوضوح من خلال الدعم الأمريكى المطلق للسعودية فى حربها التى تخوضها ضد «الحوثيين» فى اليمن، ليستحق الأمير السعودى لقب «الرجل القوى».