"مسافة السكة".. السعودية صاحبة نصيب الأسد في زيارات السيسي

"مسافة السكة".. السعودية صاحبة نصيب الأسد في زيارات السيسي
"مسافة السكة" تلك الجملة التي قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في إحدى خطاباته، متحدثًا عن دول الخليج، وكيف سيكون تصرف مصر إن احتاجت تلك الدول لها، وهي المقولة نفسها التي تنطبق على زيارات الرئيس السيسي للسعودية منذ توليه الحكم، إذ تحظى المملكة العربية بنصيب الأسد، في زيارات الرئيس الخارجية، والتي بلغ عددها 5 زيارات.
كانت أولى زيارات الرئيس السيسي، إلى المملكة العربية السعودية، في أغسطس الماضي، عندما التقى الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وعقد الطرفان جلسة مباحثات ثنائية مغلقة، قبل أن يصدر بيانا رسميا يؤكد أن الجانبين بحثا مجمل الأحداث التي تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية وفي مقدمتها تطورات الأوضاع بالأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود المبذولة لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة، وآفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها، كما قلد الملك عبدالله، الرئيس السيسي قلادة "الملك عبدالعزيز" التي تُمنح لكبار القادة وزعماء دول العالم.
عدة أشهر على الزيارة السابقة، تتدهور الحالة الصحية للملك عبدالله، فيقرر الرئيس عبدالفتاح السيسي، زيارته للاطمئنان على الحالة الصحية له، وذلك في منتصف يناير الماضي، إذ توجه السيسي إلى المملكة العربية السعودية، عقب انتهاء زيارته للإمارات، للاطمئنان على صحة خادم الحرمين الشريفين.
قطع الرئيس عبدالفتاح السيسي مشاركته في فاعليات المنتدى الاقتصادي العالمي، وتوجه إلى المملكة العربية السعودية، لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك في آخر يناير الماضي، فيما أكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، أن الرئيس التقى الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، آنذاك، الأمير مقرن بن عبد العزيز، ويتم وقتها التأكيد على خصوصية العلاقات المصرية السعودية، ومتانة الروابط بين الشعبين الشقيقين، والعمل على تعزيز التعاون في المرحلة القادمة.
وفي أول مارس الماضي، حل السيسي ضيفًا على الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي الزيارة التي تزامنت مع زيارة أردوغان للمملكة، والتقى خلال الزيارة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد، آنذاك، والأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد ووزير الداخلية.
وتأتي زيارة الرئيس السيسي المفاجأة للمملكة العربية السعودية، اليوم، في ظل الأحداث والمتغيرات التي تمر بها المنطقة، وبحسب المتحدث باسم الرئاسة فإن زيارة الرئيس الحالية للملكة، هي زيارة عمل، إذ يستقبل السيسي، الدكتور علي كرتي وزير خارجية السودان، قبل توجهه إلى السعودية.
مدلول حجم زيارات الرئيس السيسي، للسعودية واضح، من وجهة نظر السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فالسعودية هي دولة لها ثقلها في المنطقة، ولديها مع مصر العديد من الملفات المشتركة، والتي تستدعي مناقشتها، والتي منها الملف اليمني والتدخل الإيراني، والتغييرات التي حدثت في الأسرة الحاكمة.
ويضيف "القويسني" في تصريحاته لـ"الوطن"، أن مصر والسعودية تتقاسمان قيادة المنطقة، فالسعودية هي من تقود دول مجلس التعاون الخليجي، والقضايا المشتركة بين الدولتين لا تنتهي، كما أن هناك اجتماع لوزراء مجلس التعاون الخليجي مع أوباما، ربما سيناقشه الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته الحالية للملكة.