أستاذ تفسير: وصف مجتمع تقام فيه الشعائر الدينية بـ«الجاهلي» أمر خطير

كتب: منى صلاح

أستاذ تفسير: وصف مجتمع تقام فيه الشعائر الدينية بـ«الجاهلي» أمر خطير

أستاذ تفسير: وصف مجتمع تقام فيه الشعائر الدينية بـ«الجاهلي» أمر خطير

قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إنَّ وصف المجتمع أنه جاهلي بإطلاقه، يعني أنه مجتمع كافر، والمجتمع الجاهلي كان وصفا لمجتمع قبل الإسلام.

وأضاف «أبو عاصي»، في حديثه ببرنامج «أبواب القرآن»، تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي «الحياة» و«إكسترا نيوز»، أنَّ مجتمع تقام فيه الشعائر، وصلاة الجمعة والأذان، والناس تعبد الله، ثم تطلق الكلمة القرآنية على المجتمع، فتأتي داعش وتفهم أن كلمة «جاهلي» تعني كافر.

تفسير وصف الجاهلي في القرآن

وأشار أستاذ التفسير، إلى أنَّ «الجاهلية موجودة في 4 مواضع في القرآن، منها "أفحكم الجاهلية يبغون"، و"قرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى"، والتبرج سلوك، وليس اعتقاد».

وتابع «أبو عاصي»: «وصف المجتمع أنه جاهلي بناء على المعاصي أمر خطير، لأن المعاصي لا تكفر، ربما تفسق، لكن لا تخرج العبد من الإيمان إلا إذا جحد، فمثلًا إذا شرب خمر أو ارتكب فاحشة، لا يخرج عن الدين، إلا إذا استحل المعصية، لأنه كذب الله».

ولفت إلى أن سيد قطب كان لديه كلمة خطيرة جدًا في تفسير "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، قال إن المسلم لو ترك حكمًا واحدًا لله، كفر .

وأردف، أن تلك الآية تتعارض ظاهريًا مع آية أخرى تقول "ولا تقولوا لمن ألقى السلام لست مؤمنا"، لذا بعض المفسرون قالوا إن الذي يترك الحكم بما أنزل الله كافر كفر معصية، وليس كافرا بالله.

وأشار إلى أن المتطرفين استغلوا الآية "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، لتكفير الحكام، وبناء عليه، قتلوا السادات لأنه كافر من وجهة نظرهم، وقتلوا فرج فودة والنائب العام من منطلق أنهم كفار لم يحكموا بما أنزل الله، ومن منطلق تفسيرهم لآية ومن لا يحكم بما أنزل الله.

وأوضح أنه ليس كل من ترك الحكم بما أنزل الله يكفر، قد يترك الحكم ضرورة، مثل أن المجتمع الدولي لا يسمح لك بذلك، والضرورة كما تعتري الأفراد تعتري الأمم.


مواضيع متعلقة