تلميذ يلف حبلاً حول رقبته لـ«يموت ويحيا» مثل «سبايدر مان» فانتهت حياته

تلميذ يلف حبلاً حول رقبته لـ«يموت ويحيا» مثل «سبايدر مان» فانتهت حياته
كتب تلميذ فى المرحلة الإعدادية نهايته بيده، أراد محمود أسامة الصباغ، 15 سنة، طالب بالشهادة الإعدادية بالمنصورة، أن يكون «سبايدر مان» الدقهلية، يذهب إلى العالم الآخر لمدة دقيقة واحدة ينتهى خلالها من مهامه فى مواجهة الأشرار ويعود مرة أخرى للدنيا، كما يفعل ذلك فى الألعاب التى يلعبها كل يوم داخل وخارج المنزل، ولكنه فى آخر مرة ذهب للعالم الآخر ولم يعد، فى المرة الأخيرة انتهت حياته إلى الأبد وصعدت روحه إلى بارئها، رحل وترك الصدمة لأسرته.
يوم الحادث جلس الأب وهو رجل أعمال معروف، مع أسرته الصغيرة المكونة من 3 بنات وولدين، التقوا فى مكان تجمع الأسرة فى الشقة الكبيرة ما عدا «محمود»، بحثوا عنه فى كل مكان بالشقة فلم يجدوه، رغم أنهم متأكدون أنه موجود بالشقة ولكن أين هو؟ يرد شقيقه «محمد» مسرعاً: «إنه فى الحمام ومعروف أنه يتأخر كثيراً لا تقلقوا».. دقائق وهتلاقوه جاى هنا يهزر ويضحك، ولكن استمر غياب محمود، غياب حتى الموت.
«الوطن» التقت أسرة أسامة الصباغ للتعرف على تلك اللحظات التى غيرت حياة الأسرة بالكامل، فقال الأب: «فى ذلك اليوم مرت ساعة ولم يظهر محمود، فقد جهزنا الفيشار الذى يحبه، طلبت من محمد شقيقه الأكبر أن يطرق عليه باب الحمام ويستعجله بالخروج فإن تلك الأوقات التى تجمعنا لا تتكرر كثيراً نظراً لانشغالى فى أعمالى معظم الوقت، طرق شقيقه باب الحمام فلم يرد، ذهبت بنفسى أطرق الباب فوجدت إشارة الباب أنه مغلق من الداخل، طرقت الباب، وصرخت حتى يرد فلم يفتح، فتأكدنا أن مكروهاً قد حدث».
وأضاف: «تمكنا من فتح الباب فوجدت ما لا يمكن أن أنساه ولا أريد لأى أب أن يراه لابنه، وجدت محمود عرياناً وحبل الستارة معلق فى رقبته وجسمه على الأرض وقدميه على البانيو، وفى ظهره جروح وخدوش وسحجات»، سالت دموع الأب وهو يتذكر تلك اللحظات وقال: «حملته أنا وإخوته خارج الحمام وعملت له تنفس صناعى ولم أجد أى استجابة ونقلته للمستشفى فوجدته قد فارق الحياة، كل هذا ولم أعلم سبباً لوفاة ابنى، حتى كشف لى أشقاؤه عن السر»، وقال «إنه كان يأتى بالحزام ويضعه على رقبته ويشده بقوة حتى يمنع الدم من الوصول إلى المخ لمدة 30 ثانية إلى دقيقة، ويقول لهم أنا أنتقل إلى الحياة الأخرى ويتوه فى تلك الحياة الأخرى ثم يفك الحزام ويرجع للحياة مرة أخرى، هكذا رأوه مرتين وحاولوا تحذيره ولكنى لم أعرف بهذا إلا بعد وفاته»، وأضاف «عرفت الكثير بعد ذلك أنه كان مشغولاً بما يقوم به «سبايدر مان» ولعبة «المشنقة» على جهاز المحمول، التى إذا لم يصل للإجابة الصحيحة عن الأسئلة التى يتم طرحها عليه يموت شنقاً وكلها أشياء خطيرة فى أيدى أولادنا».
وفجر «الصباغ» مفاجأة فقال إن «الطبيب الشرعى الذى شرح الجثة أكد لى أن هذه هى الحالة رقم 11 التى تموت فى المنصورة وحدها بهذه الطريقة، وتبين من تقرير الطبيب الشرعى أن الوفاة بسبب قطع فى الحبل الشوكى وكسر فى فقرات الرقبة».
«لا أنام حتى الآن، وأراه فى كل مكان فى الشقة حتى كرهنا الشقة ونريد أن ننتقل منها» هكذا يعبر الصباغ عن حياته بعد وفاة ابنه، وقال «بدأت أجلس معظم وقتى فى الشقة حتى أهدئ أبنائى وأطمئن عليهم، وفى هذه الفترة علمت أن ابنى كان لاعب بلياردو ويذهب إلى السيارات التى جميعها غير مرخصة وتأتى لهم بالألعاب العنيفة والتى يدمنها الطلاب ويتسابقون فيها بخلاف الألعاب على مواقع التواصل الاجتماعى وكلها جديدة على مجتمعنا، بخلاف المخدرات الديجيتال التى بدأت تظهر بين الطلاب، وكل ذلك يتم فى غياب الرقابة الحقيقية على الشباب أو منعها، لا أقول منع الإنترنت ولكن منع الألعاب الخطيرة التى تسيطر على عقول أبنائنا فى العمر الصغير».
ورفضت الأم أن تتذكر ما حدث لابنها، فلم تجف دموعها منذ وفاته فقد كان متفوقاً ويعتنى بنفسه كثيراً وكان سابق عمره بمراحل ولكنها قدرة الله.
وقال محمد، شقيقه الأكبر «نصحناه كثيراً ألا يكرر ما يفعله ولم نره سوى مرتين فقط يضع الحزام حول رقبته ولكن لا أدرى إذا كان فعلها بمفرده أم لا، وكان يتأخر فى الحمام كثيراً، ولكننا كنا نعتقد دائماً أنه يهتم بوجهه وشعره حتى رأيناه جثة ولا نستطيع أن ننسى أبداً الوضع الذى شاهدناه عليه».
