متى ليلة القدر؟.. حديث صحيح يحدد

متى ليلة القدر؟.. حديث صحيح يحدد
تُطل علينا ليالي رمضان المباركة، حاملةً معها أجواءً روحانية مميزة، تُزينها عبادة الصيام والقيام والتلاوة، وتُتوّجها ليلة القدر، تلك الليلة التي فضلها الله تعالى على ألف شهر.
متى ليلة القدر؟
يُحيط بهذه الليلة المباركة غموضٌ يزيد من شوق المؤمنين لاكتشافها، فلم يحدد الله تعالى موعدها بدقة، بل جعلها ليلة مباركة غامضة، تُحفز على الاجتهاد والبحث عنها في ليالي العشر الأواخر من رمضان، كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان».
علامات ليلة القدر أحاديث صحيحة
- حديث أبي ذر الغفاري: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحراها في العشر الأواخر، وكان يعتكف في العشر الأواخر».
- وفي الحَديثِ الصحيح يَرْوي التَّابعيُّ أبو سَلَمةَ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ: تَذاكَرْنا ليلةَ القَدرِ، فقال بعضُ القومِ: إنَّها تَدورُ منَ السَّنةِ، فمشَيْنا إلى أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، قُلتُ: يا أبا سعيدٍ، سمِعْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يذكُرُ ليلةَ القَدرِ؟ قال: نَعمْ، اعتَكَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العَشْرَ الوَسَطَ من رمضانَ، واعتَكَفْنا معه، فلمَّا أَصبَحْنا صَبيحةَ عِشرينَ رجَع ورجَعْنا معه، وأُرِيَ ليلةَ القَدرِ، ثُم أُنْسيَها فقال: «إنِّي رأيْتُ ليلةَ القَدرِ، ثُم أُنْسيتُها، فأُراني أَسجُدُ في ماءٍ وطينٍ، فمَنِ اعتَكَف معي، فلْيَرجِعْ إلى مُعتَكَفِه، ابْتَغوها في العَشْرِ الأواخِرِ في الوِترِ منها»، وهاجتْ علينا السَّماءُ آخِرَ تلك العَشيَّةِ، وكان نِصفُ المسجِدِ عَريشًا من جَريدٍ، فوكَف، فوالذي هو أَكرَمه وأَنزَل عليه الكتابَ، لَرَأيْتُه يُصلِّي بنا صلاةَ المَغرِبِ ليلةَ إحدى وعِشرينَ، وإنَّ جَبهَتَه وأَرنَبةَ أَنْفِه لَفي الماءِ والطينِ. (أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وأحمد واللفظ له).
- حديث أبي هريرة: «أنه قال (تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ القَدْرِ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ القَمَرُ، وَهو مِثْلُ شِقِّ».
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ».
فضل ليلة القدر
- خير من ألف شهر: ورد في سورة القدر: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴿١﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴿٢﴾ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴿٣﴾".
- تنزل الملائكة والروح: "تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴿٤﴾ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴿٥﴾".
- تُكتب فيها الأقدار: "فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴿٦﴾".
- غفران الذنوب: من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
متى ليلة القدر 2024.. حديث صحيح
هناك أحاديث نبوية عن ليلة القدر تدل أنها في التاسعة والسابع والخامسة من العشر الأواخر:
-عن ابنِ عبَّاس -رضِيَ اللهُ عنهُ- أنَّ النبيَّ- صلَّى الله عليه وسلَّمَ -قال: «الْتمِسوها في العَشر الأواخِر من رمضانَ؛ لَيلةَ القَدْر في تاسعةٍ تَبقَى، في سابعةٍ تَبقَى، في خامسةٍ تَبْقَى» ، رواه البخاريُّ.
-عن ابن عبَّاس -رضِيَ اللهُ عنهُ-: قال: قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّمَ:- «هِي في العَشر، هي في تِسع يَمضِين، أو في سَبْعٍ يَبقَين»؛ يعني: ليلةَ القَدْر، رواه البخاريُّ .
-عن عُبادةَ بن الصَّامتِ قال: خرَج النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- ليُخبِرَنا بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى رجُلانِ من المسلمين، فقال: «خرجتُ لأُخبِرَكم بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى فلانٌ وفلانٌ؛ فرُفِعتْ! وعسى أنْ يكونَ خيرًا لكم؛ فالْتمِسوها في التَّاسعةِ والسَّابعةِ والخامسةِ» رواه البخاريُّ، ومسلم . والمعنى: في ليلة التاسع والعشرين وما قبلها من الوتر، أو في ليلة الحادي والعشرين وما بعدها من الوتر، أو في ليلة الثاني والعشرين وما بعدها من الشفع.
تُشكل ليلة القدر رمزًا للخير والبركة، ودعوةً للمؤمنين للتوبة والرجوع إلى الله تعالى، فليُكثروا من الدعاء والعبادة في ليالي رمضان، باحثين عن تلك الليلة المباركة، لعلّهم يفوزون برضوان الله تعالى وجنّاته.