شمس «أم الفنون» التي لا تغيب.. «المتحدة» تكمل مسيرة «الريادة»

كتب: أحمد عبدالرحمن وأميرة عزالدين

شمس «أم الفنون» التي لا تغيب.. «المتحدة» تكمل مسيرة «الريادة»

شمس «أم الفنون» التي لا تغيب.. «المتحدة» تكمل مسيرة «الريادة»

أكد الكاتب الصحفي مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة الوطن، خلال حديثه في احتفالية الوطن بالدراما الرمضانية، أهمية الدراما المصرية التى تتمتع بمكانة خاصة لدى الجمهور المصرى والعربى، والتى تمكنت من أن تسكن قلوب وعقول كل المشاهدين سواء كانوا مصريين أو عرباً، مشدداً على أنها تمكنت من غزو العقول باعتبارها أحد مصادر القوى الناعمة لمصر، ومن هذه النقطة بدأ توجيه أسئلته للضيوف.

بداية كيف تمكنت الدراما من غزو العقول وأن تصبح القوى الناعمة لمصر؟

أوضح الكاتب الصحفى والناقد الفنى عصام زكريا أن تاريخ الدراما المصرية عريق للغاية والأقدم فى الوطن العربى، وهو امتداد للسينما والمسرح والأدب والثقافة والفنون التى كانت تمتلكها مصر فى القرنين التاسع عشر والعشرين، ومن خلالها حققت مصر نهضتها الفنية وكانت قِبلة للإنتاج الفنى للعالم العربى وللأجانب الذين أسهموا فى صناعة المسرح والسينما والصحافة، مشيراً إلى أن مصر هى قلب الأمة العربية ورافد رئيسى للنهضة والتحرر الفكرى، وأضاف أن مصر استقطبت الكتاب والصحفيين والفنانين من جميع المجالات، منذ النهضة الحديثة فى عهد محمد على وصولاً إلى العصر الحالى، فضلاً عن احتضانها للنهضة الفنية على اختلاف أشكالها فى أهم فتراتها التاريخية.

ولماذا تنجح الدراما فى التأثير على المتلقى أكثر من المقالات الصحفية والكتب الأدبية؟

قال الناقد الفنى عصام زكريا إن تأثير الفن بألوانه المختلفة من الدراما والسينما يكون على مدارك الوعى بشكل شامل مثل العاطفة والفكر والإحساس، لافتاً إلى أن الميراث الدرامى يتميز عن وسائل التخاطب الأخرى باحتواء المشاهد وقدرته على البقاء فى الذاكرة، وهذا لا يعنى أن الفن أهم من كتاب التاريخ أو الفلسفة والفكر، لأنه صناعة أحادية التناول وتمثل وجهة نظر صناع العمل.

وأضاف «زكريا»: «مهما كان العمل التاريخى الفنى جيداً لا بُد أن يتم التعامل معه على أنه سيصبح تاريخاً؛ وسيكون فاتحاً للشهية من أجل زيادة المعلومات من مصادر أخرى، ويظل للفن سحره الكبير، لأنه يمزج بين المتعة والمعرفة والتى تكون فى بعض الأحيان جافة على عكس السينما والدراما، التى تضمن متعة بصرية وسمعية وحسية وتشويقاً، ما يضمن لها أن تترك تأثيراً أكبر من الكتب وغيرها من مصادر المعلومات».

هل فوجئت باختيار كريم عبدالعزيز لدور الشرير فى مسلسل «الحشاشين»؟

عصام زكريا: «لم أتفاجأ فهو نجم كبير، ومن أفضل 3 فنانين على مستوى مصر فى الدراما، لأنه يقدم أعمالاً كل عام تحظى بشعبية كبيرة، ويتابعها قطاع كبير من جمهور الوطن العربى، وميزة كريم عبدالعزيز فى قدرته على تقديم أعمال مختلفة وشخصيات متنوعة، كما يسهل تشكيله حسب الشخصية، مثله مثل أحمد عز وأحمد السقا».

مصطفى الكيلانى: الفنان المصرى يتمتع بقبول كبير ونجوميته عابرة للحدود 

وكيف نجح الفن المصرى بجميع أشكاله فى الانتشار من المحيط إلى الخليج؟

قال الناقد الفنى مصطفى الكيلانى إنه مؤمن بمقولة الفنانة سلوى محمد على بأن مصر لا تمتلك قوى ناعمة للفن؛ بل قوى خشنة بسبب تأثيرها الكبير، وبخاصة اللهجة المصرية التى يسهل استيعابها وفهمها بجميع أنحاء دول العالم وبشكل واضح، مستشهداً بالقوى الحقيقية للفنانين المصريين بالخارج من بينهم عادل إمام، الذى يرتبط به الملايين حول العالم، مؤكداً أن الفن والثقافة جزء من قوة مصر فى الوطن العربى، وأن نجومية أى فنان عربى تنطلق من المحروسة.

وأضاف أن مسلسل الاختيار عمل درامى استطاع تغيير المشهد بعد ثورة 30 يونيو، وتمكن من توضيح الحقائق بالوثائق، منوهاً بأن المسلسل هو أكبر دليل على أهمية الدراما المصرية ومدى تأثيرها اللامحدود فى العصر الحديث، وقدرتها على منافسة أقطاب الدراما العالمية وهما كوريا وإسبانيا.

لماذا يعد الفنان المصرى الأكثر نجومية ونجاحاً بالوطن العربى؟

قال الناقد الفنى مصطفى الكيلانى إن نجومية الفنان المصرى عابرة للحدود وأكثر تأثيراً لسهولة اللهجة المصرية، وترحاب المصريين وطباعهم المختلفة، إلى جانب طرق التجارة العابرة عن طريق مصر، والتى تجعل جميع شعوب العالم لديها حنين، لأنها مرتبطة لديهم بأشياء وتفاصيل مختلفة، منها صناعة الفن فى نهاية القرن التاسع عشر، وما تلاها من الصحافة والراديو والتليفزيون، والتى جعلت للهجة المصرية جمهوراً كبيراً من المشرق إلى المغرب، ويتمنى الكثير منهم زيارة مصر ولذلك تسمى «المحروسة».

وأشار «الكيلانى» إلى أن الفنان المصرى يتمتع بقبول كبير، إلى جانب قدرته على تقديم موهبته بروح مختلفة وميراث ثقافى وجينات وأدوات تمثيلية تجعله الأشهر دون أن يبذل جهداً، وهو ما دفع العديد من الفنانين المصريين لتقديم ورش تمثيل بالخارج.

ما أسباب تحمس «المتحدة» لتقديم مسلسل الحشاشين رغم ضخامة إنتاجه؟

عصام زكريا: «(المتحدة) حرصت على الوجود بعدد كبير من الأعمال الدرامية المتنوعة، وفى الوقت نفسه تحرص على الانتقاء والإضافة، وتملك موارد كبيرة من الصعب توافرها لدى المنتجين، فلا بد من أن توفر كل هذه الموارد لإنتاج الأعمال الضخمة وتوصيل رسالتهم والتوثيق لفترة تاريخية، إلى جانب تأهيل المشاهد لوضعه فى قلب الأحداث، وأتمنى أن تهتم الشركة الفترة المقبلة بهذه الأعمال، بجانب المسلسلات الصغيرة والكوميدية والاجتماعية، وبدأ ذلك بالفعل من خلال «جزيرة غمام» الذى قدمته بشكل احترافى كبير، وحقق نجاحاً كبيراً فور عرضه».

محمد مسعود: «فى الأعوام السابقة عندما كان يوجد عمل إنتاجى ضخم، كان المؤلف يرفض الذهاب بالسيناريو إلى منتج صغير، حتى لا يظهر العمل بشكل أقل من جودته، وكان يذهب به إلى جهة إنتاج حكومية، و(المتحدة) فى الوقت الحالى تحل محل شركات الإنتاج الحكومية، إذ تستطيع تقديم أعمال ذات جودة عالية واحترافية».

محمد مسعود: اختيار كريم عبدالعزيز لبطولة «الحشاشين» طبيعى لأنه البطل المحبوب

محمد مسعود: «كريم عبدالعزيز البطل الشعبى المحبوب فى مصر، ونستطيع أن نضع تحت هذه الجملة 100 خط، لأن (كريم) يستطيع أن يجسد كل الأدوار دون استثناء، وهذا ما يميزه عن باقى نجوم جيله».

هل سيؤثر تقديم الشر على شعبية كريم عبدالعزيز؟

عصام زكريا: «على النقيض، الجمهور فى الوقت الحالى أصبح واعياً، ويدرك أن الفنان يمكن أن يقدم جميع الشخصيات، الأجيال الجديدة أصبحت تستمتع بأدوار الشر عن أدوار الخير».

محمد مسعود: «توجد قاعدة دائماً نرددها فى الصناعة (الأشرار يصنعون الدراما، والطيبون يدخلون الجنة)».

يوجد العديد من الاختلافات حول مجموعة الحشاشين.. كيف ترى تناول المسلسل لهذه القضية؟

مصطفى الكيلانى: «لا نستطيع تحديد التناول فى الوقت الحالى، إلا بعد مشاهدة الحلقات، ولكنى أثق فى الكاتب عبدالرحيم كمال، لأنه مثقف بشكل كبير، ويستطيع أن يقدم لنا وجهة نظر أقرب من الحقيقة، والأهم هو أننا أمام أول جماعة اغتيالات سياسية على مر التاريخ، وفكرة مقابلة حسن الصباح وعمر الخيام ونظام الملك، لم تحدث نهائياً، لأنه يوجد فرق بين نظام الملك وحسن الصباح يناهز نحو 18 سنة، فكيف درسوا معاً؟! فهذه حقائق موجودة، بالإضافة إلى وجود حسن الصباح فى مصر، لذلك نحن فى النهاية أمام اغتيال تاريخ وليس اختلافاً، والمصادر حوله قليلة رغم وجود مؤرخين عاصروا تلك الفترة، وهذا يدل على أنهم كانوا جماعة شديدة السرية، لذلك أتوقع أن التناول سيكون أشمل عن فكرة الجماعة وظهور الاغتيال السياسى وقدرتهم على جذب العديد من المواطنين، وأثق كل الثقة أن عبدالرحيم كمال كاتب كبير وسيقدم عملاً جيداً».


مواضيع متعلقة