عارضات الأزياء: شغلانتنا مش "مشية وابتسامة"

كتب: منة العشماوى

عارضات الأزياء: شغلانتنا مش "مشية وابتسامة"

عارضات الأزياء: شغلانتنا مش "مشية وابتسامة"

تحلم كل فتاة منذ نعومة أظافرها أن تصبح عارضة أزياء أو ربما أن تصير ملكة جمال، فترتدى حذاء والدتها ذا الكعب الطويل، تنظر فى المرآة وهى تمشى على أطراف أصابعها، لتكتسب طولاً وقواماً يشبه ذلك الذى تراه لدى الفتيات الجميلات أو عارضات الأزياء بشكل خاص. بعيداً عن أحلام الطفولة تعيش عارضات الأزياء حياة أكثر واقعية، ربما لا يعرف عنها الناس سوى أن تلك الفتاة تسير على ذلك اللوح العريض مرتدية أحدث الموديلات تسير ذهاباً وإياباً بخطوات تعلمتها مسبقاً وبجسد يشترط أن يكون بقياسات محددة. وبعيداً أيضاً عن هذه الحياة تظل لكل منهن حياتهن الخاصة التى يختلط فيها حبهن لمهنتهن مع نظرة المجتمع لهن وخوف أسرهن عليهن من تلك النظرات، «الوطن» تحدثت مع بعض عارضات الأزياء فى محاولة للاقتراب من هذه الحياة الخاصة لهن. سالى سليمان، تعتبر من أوائل عارضات الأزياء المحجبات فى مصر، على حسب قولها، تخرجت فى كلية تكنولوجيا ومعلومات، طالما حلمت بأن تصبح مذيعة على التليفزيون، بالفعل عملت كمذيعة بالراديو ومثلت «دبلاج» فى قنوات شهيرة، كما أنها قدمت برنامجاً على قناة على اليوتيوب. دخلت سالى مجال الأزياء بالصدفة، فهى عاشقة للصور التى كان يلتقطها لها أحد المصورين المحترفين، وكانت تقوم بنشرها فى صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، فعرض عليها أن تكون عارضة أزياء لإحدى صفحات الملابس «الأونلاين» وبدأت الانطلاقة من هنا حتى استطاعت أن تكون وجهاً لماركات لملابس شهيرة وعالمية. تقول سالى «أنا لا بلبس قصير ولا حاجة يمكن المجتمع يكون ليه نظرة سلبية لعارضات الأزياء اللى مش محجبات، وأكيد كان فيه بنات منتقدين فيَّا حاجات زى مثلاً اللى تقول إيه ده إزاى محجبة ومبينة رقبتها، أو إزاى جزء صغير من إيدى باين، بس معجبينى كتير وصفحتى على «فيس بوك» عليها أكتر من 100 ألف عضو». وعن نظرة المجتمع، خاصة الرجال لعارضات الأزياء تقول «سالى»: «كونى محجبة ده مخلاش الناس تبصلى نظرة مش حلوة، بالعكس هما معجبين إنى إزاى محجبة وقدرت إنى أكون مشهورة كده، أما أهلى فهم فرحانين بيَّا، بس شايفين إن الشغلانة دى مش أمان وعايزينى أثبت نفسى فى حاجة أحسن». [SecondImage] أما عارضة الأزياء نسمة المرسى، خريجة كلية آداب إنجليزى، فاعترض أهلها فى بادئ الأمر، بسبب خوفهم عليها من هذا المجال، ولكنهم سرعان ما وافقوا لثقتهم فيها. تقول نسمة «دلوقتى الناس فهمت وعرفت إن فى كل مجال فيه الوحش وفيه الكويس، وعن الرجال مبقاش فيه حد بيفكر كده دلوقتى، ما أنا ممكن أبقى مهندسة أو دكتورة وسمعتى وحشة، وبعدين الناس مش بتشوف احنا بنعمل إيه يعنى أنا من الشغل للبيت ومن البيت للشغل مش بخرج كتير». وأضافت أنها بالرغم من ذلك لو طلب منها الشخص الذى يريد الارتباط بها أن تترك المهنة ستفعل ذلك من أجل حبها له. أما «سوالين» التى تعمل فى شركة للاستيراد والتصدير فلم تترك عملها من أجل أن تكون عارضة أزياء، فهى تحافظ على المهنتين لحبها لكلتيهما، تقول «سوالين»: «عشقت هذا المجال لدرجة أننى تعلمت الخطوات والأداء الحركى بنفسى من خلال مشاهدة فيديوهات على اليوتيوب حتى أصبحت أقوم بتدريب زملائى». [ThirdImage] «سوالين» مرتبطة برجل غيور من عملها كعارضة أزياء ولكنها تقول «هو يحبنى ويقدرنى ويحترمنى ويعلم تماماً مدى أخلاقى، ويثق فى ذلك ما جعله يوافق على استمرارى فى ذلك المجال حتى وإن كان الأمر صعباً عليه». بينما وفاء محمد التى تختلف عنهن فى السن فهى تبلغ من العمر 18 عاماً وبدأت فى هذا المجال عندما كانت فى السادسة عشرة من عمرها، وهى التى سعت منذ البداية لتصبح عارضة أزياء، وحرصت والدتها التى كانت تشجعها دائماً على أن تحضر معها فى البداية وقت التصوير لتطمئن عليها، وبعد ذلك تركتها لثقتها فيها.[FirstQuote] تقول وفاء عن نظرة المجتمع «أنا مش بيهمنى نظرة المجتمع اللى هى بالنسبة لى غلط، وبانصح أى بنت إنها لو بتحب الحاجة تكمل فيها وميهمهاش من كلام الناس وتكون واثقة من نفسها». ووصفت الرجال الذين يرفضون الارتباط بفتيات عارضات أزياء بأن لديهم نقصاً «لأن البنت لو اختارت حاجة بتحبها وهتنجح فيها ليه هو يبصلها كده أو يقولها تسيبها، الواحد لو اشتغل فى حاجة مش بيحبها عمره ما هينجح فيها». وفاء تدرس بكلية الآداب قسم اجتماع، وأكدت أنها لن تترك هذا المجال حتى بعد تخرجها فى الجامعة وستعمل على تحقيق هدفها فيه حتى النهاية.