الكابتن سعاد: الكرة الطائرة "مظلومة"

الكابتن سعاد: الكرة الطائرة "مظلومة"
سعاد جمال الدين، بطلة فريق منتخب مصر فى الكرة الطائرة فى الستينات، التى كانت تعرف وقتها برقم 6 القوى الضاربة فى الفريق، لها تاريخ من الإنجاز الرياضى، ما زالت تحتفظ بجميع الجرائد والمجلات التى سطرت عنها وعن بطولاتها، ترى أن هذا هو تاريخها الذى قررت أن تقدمه إرثاً لأحفادها.
منزلها بالمنطقة الخامسة بالإسماعيلية يتزين ويمتلئ بكم كبير من الميداليات والكؤوس التى حصلت عليها فى كثير من البطولات التى مثلت مصر بها داخلياً وخارجياً، عام 1963 دخلت «سعاد» مجال الرياضة داخل مدرسة «حلوان الثانوية بنات» ثم بعدها تم تشكيل فريق نادى الجزيرة، وخاضت من خلاله العديد من البطولات تحت مسمى بطولة جمهورية أندية، وكان فى ذلك الوقت لا يوجد منافس للنادى الأهلى أو الزمالك، وكان وجود نادى الجزيرة الذى يقوم بمنافسة الناديين وتحقيق بطولات عليهما طفرة، خاصة أنه انتزع بطولة الأندية.
تقول بطلة فريق منتخب مصر فى الكرة الطائرة فى الستينات «بعدها تم تشكيل منتخب قومى ورغم اهتمامى بالرياضة فإننى استطعت أن ألتحق بكلية الزراعة، وكان صاحب الاختيار لدخولى تلك الكلية مدرب الفريق كابتن نبيل شحاتة، وكان المدرب وقتها صاحب الكلمة العليا وله احترام وتقدير الأب، وكانت مصر لأول مرة تشهد منتخب فتيات فى الرياضة وتحديداً الكرة الطائرة، كان عام 65 وسمى بالفريق القومى للبنات، ومن هنا شاركنا فى أول بطولة «البحر الأبيض المتوسط» سبقها العديد من المعسكرات فى بلغاريا، اليونان، وإيران واستطعنا أن نحصل على المركز الرابع فى الدورة وكان إنجازاً كبيراً بالنسبة لنا ولبلادنا فى ذلك التوقيت».
وتابعت كابتن سعاد «كنا نتقاضى داخل الفريق مبلغ 10 قروش ومن المنتخب 25 قرشاً، ولأننى كنت أفضل لاعبة تقاضيت من المنتخب 3 جنيهات، وعندما تزوجت قرروا رفع أجرى إلى 10 جنيهات حتى لا أترك الرياضة والمنتخب».
وأضافت «مشوار الرياضة فى هذه الحقبة الزمنية كان مختلفاً تماماً، كانت الأسرة تشجع على الاستمرار والالتزام، وأتذكر أننا عندما كنا نذهب إلى أى دولة للعب داخلها كان الجيران يخرجون لمصافحتنا والدعاء لنا بالتوفيق، كنا نرى بهجة وفرحة فى الوجوه غير مسبوقة على العكس تماماً مما نجده ونراه الآن من تعاملات غريبة ومحزنة، تزوجت بعدها من زميل لى بالدراسة وكان مهندساً زراعياً وسكرتير منطقة الكرة الطائرة بمنطقة القناة، وانتقلت وقتها إلى منطقة بحر البقر، لكن المنتخب قام بتجديد التعاقد معى وأجلت الإنجاب لمدة عامين، وبعدها قررت الاعتزال فتم تكريمى من سكرتير الاتحاد وحصلت على 5 جنيهات ودرع الاتحاد.
بعدها عدت مجدداً إلى الإسماعيلية ودرست التدريب ودربت منتخب الإسماعيلية ودخلت دورة اللقاءات المتكاملة واعتزلت نهاية 79 وسافرت إلى ليبيا وعقب عودتى من ليبيا فى عام 2000 طلبوا منى العودة للتدريب وعندما ذهبت لأرى الفريق لم أشعر على الإطلاق أننى داخل فرقة رياضية، ووجدت أن اهتمامات الفتيات قد اختلفت تماماً، ولم أشعر بأى رغبة فى الوجود فتراجعت».
كابتن سعاد ترى أن الرياضة اختلفت تماماً عن ذى قبل قائلة «زمان كانت الجرايد بتغطى بالشوط، كان فيه اهتمام وتركيز بكل التفاصيل ودعم كبير وتحفيز من خلال روائع الجمل والعبارات عكس الآن تماماً إحباط وتجاوز وكلمتين على الطاير ده إن وجد تغطية لشىء غير كرة القدم من الأساس».
