مصر وقبرص.. علاقات لم تنهار إلا في عهد السادات

كتب: أسماء بدوي

مصر وقبرص.. علاقات لم تنهار إلا في عهد السادات

مصر وقبرص.. علاقات لم تنهار إلا في عهد السادات

تعددت أشكال العلاقات بين مصر وقبرص على مدار الرؤساء الذين حكموا مصر، تراوحت ما بين التوتر والعلاقات الطيبة، لكن انهارت في عهد السادات في حادثة شهيرة أدت لمقتل الأديب يوسف السباعي وانقطعت العلاقات بين البلدين لعدة سنوات، لكن تحسنت بعد ذلك، واتسمت العلاقات بالطيبة بين البلدين. وتستعرض "الوطن" العلاقات المصرية القبرصية، في العصور المختلفة بدءًا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وحتى الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي من المقرر أن يزورها اليوم لعقد مباحثات متبادلة بين البلدين. جمال عبدالناصر: تميزت العلاقات المصرية القبرصية بخصوصية شديدة، وتمتد إلى عهد الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر ومكاريوس، إبان فترة مساندة مصر لقبرص للحصول على استقلالها. في عهد السادات: كانت العلاقة بين البلدين في حالة توتر، حدثت أزمة كبرى في 19 فبراير 1978، حيث أغارت قوات مصرية على مطار لارنكا الدولي في قبرص. تدخلت القوات المصرية في محاولة لتحرير رهائن عملية خطف، حيث قام مغتالون بقتل الأديب يوسف السباعي وزير الثقافة في عهد الرئيس الراحل السادات. احتجز المختطفون بعد ذلك عددًا من العرب الذين كانوا يحضرون مؤتمرًا في نيقوسيا، كانت القوات القبرصية تحاول التفاوض مع المختطفين في المطار، وأثناء ذلك قررت السلطات المصرية إرسال قوات من الوحدة 777 قتال، ودخلت القوات بعد استئذان السلطات القبرصية وشنت هجومًا على المطار. وبدون مبرر اشتبكت القوات القبرصية مع القوات المصرية، أسفرت العملية عن قطع العلاقات الدبلوماسية لقبرص مع القاهرة لعدة سنوات حتى اغتيال السادات في 1981 حيث طلب الرئيس القبرصي إعادة العلاقات مع تقديم اعتذار رسمي للقاهرة ولكنه قال إنه لم يكن ممكنا إعطاء الإذن للمصريين للهجوم على الطائرة. محمد حسني مبارك: في أبريل 2009، عقد لقاء على المستوى الوزاري للبلدين، نوقشت سبل تنمية العلاقات المشتركة، والخطط التي من شأنها زيادة التعاون بين البلدين في مجالات السياحة والطاقة، كان هناك حديث عن زيادة الواردات القبرصية من الغاز الطبيعي، مصر تستخدم قبرص كجسر للصادرات إلى أوروبا وفتح آفاقًا لتدريب المهندسين القبارصة نظرائهم المصريين على تقنيات استخراج النفط والغاز الطبيعي. محمد مرسي: حاولت قبرص مساعدة مصر في استرداد أموالها من رموز النظام السابق، وفي 4 سبتمبر 2012، صرحت وزير الخارجية القبرصية إيراتو كوزاكو ماركولي أثناء زيارتها للقاهرة، بأن بلادها جمدت أرصدة ورؤوس أموال منسوبة لعدد من رموز نظام مبارك، ممن وردت أسماؤهم ضمن قائمة الـ9"، التي أعلنها الاتحاد الأوروبي. لكنها لم تفصح عن أسماء هؤلاء الأشخاص، أو المبالغ المالية التي تم تجميدها. وأضافت أن السلطات القبرصية على اتصال بنظيرتها المصرية، وبجهاز الكسب غير المشروع، لإعادة الأرصدة المجمدة، ولمعرفة الإجراءات المقبلة. وكانت الوزيرة، عرضت على مصر عدة اتفاقيات في استثمار الغاز والحقول الواقعة على "خط الوسط" بين البلدين، من أجل تحقيق المصالح المشتركة، وللاستفادة من الموارد المتواجدة في هذه المنطقة. في 19 نوفمبر 2012، كشف سوتس لياسيدس، سفير قبرص بالقاهرة، أن شركات قبرصية متخصصة في التنقيب عن الغاز الطبيعي، اكتشفت وجود كميات ضخمة من الغاز الطبيعي داخل الحدود البحرية المصرية. وأكد سفير قبرص بالقاهرة، أن الشركات القبرصية بصدد التوصل لاتفاق مع الحكومة المصرية لاستخراج الكنز الجديد من الغاز الطبيعي الذي لم تحدد كميته حتى الآن، لكنها قادرة على جعل مصر في مقدمة الدول المصدرة للغاز الطبيعى على مستوى العالم. عدلي منصور:‬ وفي بداية 2013 اعتذرت قبرص لمصر بسبب اعتداء الشرطة القبرصية على سفيرة مصر في قبرص منحة باخوم، مما دفع السفيرة صفع شرطية قبرصية. كما شهد الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء، توقيع اتفاقيتين بين مصر وقبرص في مجالي الخدمات الجوية والغاز، وذلك بحضور الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيديس، كما تم بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. عبد الفتاح السيسي: ‬يزور الرئيس عبدالفتاح السيسي، العاصمة القبرصية نيقوسيا، حيث من المقرر أن يعقد جلسة مباحثات مع نظيره القبرصي نيكوس أناستاسياذيس. وتأتي زيارة الرئيس إلى قبرص، ولقاءه مع الرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين الدول الثلاث، ومتابعةً لنتائج القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة في نوفمبر 2014، والتي أعطت قوة دفع جديدة للتعاون القائم بين الدول الثلاث.