بروفايل| "شادية" صوت مصر

بروفايل| "شادية" صوت مصر
يدوِّى اسمها عالياً، ثم تضج القاعة بتصفيق حار يقارب الشوق إليها، يستعيد الحضور ذكرياتهم معها عندما زيَّنت الشاشة بصورها وأفلامها «الأبيض والأسود»، يستعيدون ملامحها المحببة وفنها الراقى، وتلك اللمعة الآسرة فى عينيها، تسجيل قصير يحمل صوتها العذب «تربيت فى مصر، تعلمت فى مصر، بحب مصر، مصر باقية، وحشتونى.. يا حبيبتى يا مصر، شرف كبير أن أحصل على الدكتوراه من أكاديمية الفنون العريقة، ربنا يحميكى يا مصر وينصرك، وتحيا مصر». على الفور انتفض الحاضرون من على مقاعدهم احتراماً وتبجيلاً للفنانة الكبيرة، تكريم «شادية» كان «مسك الختام» فى فقرة منح الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون فى حفل «مصر تفتخر بعروبتها»، لعدد من الفنانين العرب كانت «شادية» على رأسهم.
«لأننى فى عز مجدى أفكر فى الاعتزال، لا أريد أن أنتظر حتى تهجرنى الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويداً رويداً، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لى عندهم» حسب قولها. 30 عاماً احتجبت فيها «شادية» تماماً عن الأضواء، رفضت كل عروض مقابلات السينما والتليفزيون والصحافة بجانب التكريمات التى عرضت عليها بعد اعتزالها، والتزمت الصمت التام منذ أن أتمت عامها الخمسين وأحاطت حياتها الخاصة بسياج من السرية والخصوصية الشديدة، ولكن قررت أن تخرج عن صمتها أثناء أحداث ثورة 25 يناير فى مداخلة مع الإعلامى عمرو الليثى تبكى حال مصر التى طالما عشقتها وتجد نفسها عاجزة عن الكلام: «أنا بادعى ربنا يعقل الولاد دول اللى بيضربوا فى بعض، ربنا يعلم الواحد حاسس بإيه، دى مصر يا خبر أبيض، لازم نحافظ على مصر، دى اسمها فى القرآن»، وتكون المرة الثانية التى تخرج فيها «شادية» عن صمتها بعد أربع سنوات من آخر مرة لها، خلال تكريمها من أكاديمية الفنون الذى تسلمه خالد شاكر ابن شقيقها.
رحلة فنية طويلة قطعتها «شادية» أو فاطمة أحمد شاكر، قدمت فيها ما يقرب من 122 عملاً سينمائياً، منها أربعة أفلام مقتبسة عن أربع روايات لنجيب محفوظ، كما قدمت رائعة «شىء من الخوف» للكاتب ثروت أباظة، و«نحن لا نزرع الشوك»، للكاتب يوسف السباعى، وفى عام 1984 قدمت آخر أعمالها على شاشة السينما هو فيلم «لا تسألنى مَن أنا»، ومسرحية واحدة هى «ريا وسكينة».
تزوجت «شادية» فى البداية من المهندس عزيز فتحى، ثم الفنان عماد حمدى الذى كان يكبرها بعشرين عاماً، وبعد أن انفصلت عنه تزوجت الفنان صلاح ذو الفقار الذى شكل معها ثنائياً فنياً متميزاً قدما فيه أفلام «مراتى مدير عام»، و«كرامة زوجتى»، و«عفريت مراتى»، و«أغلى من حياتى» الذى شكَّل بداية علاقتهما.