"فرانس برس": "نزارباييف" الطاغية المتمدن يقود كازاخستان للمرة الخامسة

كتب: أ ف ب

"فرانس برس": "نزارباييف" الطاغية المتمدن يقود كازاخستان للمرة الخامسة

"فرانس برس": "نزارباييف" الطاغية المتمدن يقود كازاخستان للمرة الخامسة

يقود نور سلطان نزار باييف، الذي فاز بولاية رئاسية خامسة على التوالي، كازاخستان الجمهورية السوفياتية السابقة، منذ نحو ربع قرن، فارضا نفسه كطاغية متمدن هدفه البقاء رئيسا في هذا البلد الأكثر ازدهارا في آسيا الوسطى. وفي خطاب إلى الأمة، تم بثه عشية الاقتراع، قال نزار باييف (74 عاما)، متوجها إلى الشعب: "إنني واثق أن الكازاخستانيين سيختارون سياسة الاستقرار والتنمية والانسجام في بلدنا"، في انتخابات رئاسية مبكرة دعا إليها في نهاية فبراير بسبب الصعوبات "الاقتصادية" التي تمر بها البلاد. وحصل نزار باييف، الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالزعيم "الأكثر حكمة" في الجمهوريات السوفياتية السابقة، على ما يقارب 98% من الأصوات، في الانتخابات التي أجريت أمس. وبدا الرجل الذي لا يبتسم كثيرا، بوجهه المستدير ونظرته الحادة، حياته المهنية عاملا في مصانع التعدين، قبل أن يصبح عام 1989 الأمين العام للحزب الشيوعي المحلي. وانتخب نزار باييف، رئيسا للمرة الأولى عام 1991، في انتخابات كان هو المرشح الوحيد فيها، ويتولى منذ ذلك الحين زمام السلطة بحزم، وفي عام 2011، رفض اقتراحا من قبل البرلمان، لإجراء استفتاء للحفاظ على منصب الرئاسة حتى عام 2020، ليؤكد بعدها أنه مستعد للبقاء في السلطة الى أجل غير مسمى. وقال نزار باييف، في خطاب حينها "أنا على استعداد للعمل قدر المستطاع، إذا سمح وضعي الصحي بذلك". وقاد نزارباييف، اليساري السوفياتي المنضبط، كغيره من القادة السياسيين المحليين، عملية انتقالية مع سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991، حين نالت كازاخستان استقلالها، ثم عمل على تحويل النظام للرأسمالية، وتدريجيا فرض على الساحة الدولية هذه الجمهورية الصحراوية الشاسعة الغنية بالنفط والغاز والمعادن. واقترح باييف في يناير، أن تستضيف الأستانة قمة دولية حول أوكرانيا، بحضور الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لكنها ألغيت. وفعل الأمر نفسه في ما يتعلق بسوريا، إذ يستضيف ممثلين عن المعارضة بعد دعوة السلطات السورية التي رفضت الفكرة. واستخدم نزار باييف احتياطيات النفط والغاز الضخمة في البلاد بطريقة عملية، مانحا امتيازات نفطية وأنابيب، مع التهديد بفرض غرامات أو نزع الملكية لحماية مصالح كازاخستان. وكانت النتيجة مذهلة حينها، مع تحقيق نمو كبير عام 2008، مع بداية الأزمة الاقتصادية العالمية. وفي الآونة الأخيرة، اتسعت العلاقات الاقتصادية بين كازاخستان وروسيا، الحليف التقليدي الأقرب، وذلك بسبب تأثير العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو لدورها المزعوم في الأزمة الأوكرانية. ويحمل لقب قائد الأمة منذ عام 2010، وهو ما يمنحه سلطة مدى الحياة لاتخاذ قرارات سياسية مهمة في كازاخستان، واسم نزار باييف مذكور في الدستور أيضا، كمشارك في تأليف النشيد الوطني. وتندد المنظمات الدولية غير الحكومية دائما، بغياب الديمقراطية في كازاخستان، وتوفي العديد من معارضي نزار باييف في ظروف غامضة، وسجن آخرون أو تعرضوا للنفي، في حين حظرت وسائل إعلام معارضة في السنوات الأخيرة، بتهمة "التطرف". ومنذ حملة القمع ضد تمرد عمال النفط في جاناوزن (غرب)، التي أدت إلى مقتل 14 شخصا عام 2011، ما انفكت الملاحقات تزداد ضد المعارضة. ورغم شعبية نزارباييف التي لا يمكن إنكارها، إلا أنه لم ينظم أبدا انتخابات حرة، بحسب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وتلطخت سمعة نزارباييف مع بدايات الألفية الحالية، بفضيحة فساد في منح امتيازات نفطية، ونتيجة قرار قضائي، منعته قضية "كازاخ غايت" 6 سنوات من السفر إلى الولايات المتحدة.