5 حلول في 2015 لإنقاذ "المواطن أحمد إبراهيم" من "السم القاتل"

5 حلول في 2015 لإنقاذ "المواطن أحمد إبراهيم" من "السم القاتل"
"من حكمدار العاصمة إلى أحمد إبراهيم القاطن في دير النحاس.. لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه.. الدواء فيه سم قاتل".
كان هذا التحذير هو الأشهر في السينما المصرية في فيلم "حياة أو موت" لمخرجه كمال الشيخ، واضطرت السلطات وقتها في عام 1954 أن تبث هذا البيان في الإذاعة لتصل إلى المدعو أحمد إبراهيم الذي جسَّد شخصيته الفنان عماد حمدي، بأي طريقة بعد أن فشلوا في البحث عنه وعن ابنته التي اشترت الدواء من صيدلية بالعتبة.
تعداد المواطنين في القاهرة وقتها كان 2 مليون ونصف المليون فقط، ومع ذلك وجد الممثل القدير يوسف وهبي الذي جسَّد شخصية حكمدار العاصمة، صعوبة في العثور على مواطن قد تفتك ملعقة دواء مسمومة بحياته في هذا الكم الهائل من البشر، إلا أن السلطات الممثلة في جهاز وزارة الداخلية وقتها نجحت أخيرًا في العثور على المواطن أحمد إبراهيم.
السؤال الآن.. ماذا لو حاولت الحكومة في عام 2015 البحث عن المواطن أحمد إبراهيم وسط 88 مليون مصري يعيشون على أرض مصر؟، "الوطن" تصورت سيناريو مماثلًا للواقع الذي نعيشه الآن:
الحل الأول:
عندما اكتشف الدكتور الصيدلي الذي جسَّد شخصيته الفنان حسين رياض، أنه وضع سمًا في مكونات تركيبة الدواء، استطاع خلال 30 إلى 35 دقيقة أن يتصل عن طريق التليفون الأرضي بالطبيب المدون اسمه على "الروشتة" ليعرف اسم المريض، وأعطاه الطبيب احتمالين لمريضين وصف لهما نفس الدواء، وسريعًا تأكد أن المريض الذي سيقتله الدواء هو أحمد إبراهيم، وخرج مسرعًا ليصل إلى منزله بعد أن عرف عنوانه وعندما وصل اكتشف أنه انتقل لمسكن آخر لا يعرف أحد مكانه وخرج مسرعًا ليتقدم ببلاغ إلى قسم الشرطة إلا أن "الشاويش" الذي اهتم بقصة الخاتم الذي ابتلعه اللص استنكر موقف الصيدلي الذي يطالبه بالبحث عن شخص وسط "مئات المواطنين".
وقرر الصيدلي الوصول إلى المحافظة لمقابلة حكمدار العاصمة، كل هذه "المشاوير" التي قام بها حسين رياض استغرقت نحو 35 دقيقة، حتى روى القصة كاملة إلى يوسف وهبي.
في 2015، عندما يكتشف الصيدلي أنه وضع سمًا في مكونات تركيبة الدواء، سوف يتصل بالطبيب عن طريق الهاتف المحمول، "ممكن يلاقي الشبكة واقعة أو التليفون فاصل شحن"، وإذا أجابه الطبيب ربما يجد بدلًا من احتمالين، مجموعة احتمالات، وفي هذه الحالة لن يستطيع العثور على أرقام تليفوناتهم الأرضية في الدليل الورقي، فعليه الاستعانة بمساعد الطبيب ليحصل على أرقام هواتفهم المحمولة، وفي حال وصل إلى الشخص المستهدف، سيحاول الوصول إلى منزله للبحث عنه لكنه سيفشل في الوصول في 35 دقيقة أو حتى ضعف هذا الوقت لأن الطرق ستكون مزدحمة بشدة لأن الفيلم دارت أحداثه في يوم وقفة عيد الأضحى، وفي هذه الحالة لن يتأخر عن تقديم البلاغ في مديرية الأمن وعندها سيكون أحمد إبراهيم "مات وشبع موت".
الحل الثاني:
في حال استطاع الدكتور الصيدلي الوصول إلى مديرية الأمن وتخطي الزحام في الشوارع بـ"التزويغ من الشوارع الجانبية خلف الميكروباصات"، سيكون عليه أن يقابل مدير الأمن ليبلغه بأهمية إنقاذ هذا الرجل من الموت، ومن المؤكد أنه لن يستطيع أن يقابل مدير الأمن نهائيًا، لأنه غالبًا سيكون في اجتماعات مغلقة لمتابعة الأماكن المستهدفة من الإخوان لوضع قنابل أثناء فترة العيد.
وهنا سيضطر الطبيب الصيدلي لمقابلة أي رتبة عسكرية أخرى داخل مديرية الأمن، وفي حال استمع له ووافق على إنقاذ الرجل، سيتم بث تحذير من خلال الوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية، وسوف تتسابق المواقع الإخبارية لبث بيان وزارة الداخلية، وكذلك القنوات التليفزيونية.
وسريعًا سيصل الخبر إلى مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، وسيتحول اسم أحمد إبراهيم إلى "هاشتاج"، لكن أحمد إبراهيم في الواقع ينام مريضًا على سريره في انتظار ابنته التي ذهبت لشراء الدواء، وتليفزيون والراديو واللاب توب والموبايل مغلقين.
وهذا ما حدث في الفيلم بالفعل عام 1954، كان أحمد إبراهيم ينام على سريره يتألم بمفرده بعد أن خرجت زوجته غاضبة في الصباح إلى منزل أهلها بعد أن تشاجرت معه، وبينما بثت الإذاعة البيان كان الراديو في منزله مغلقًا ولم يستمع إليه.
الحل الثالث:
زوجته علمت من موقع "فيس بوك" أن زوجها سيموت مسمومًا بعد أن قامت إحدى صديقاتها بعمل "منشن" لها في "بوست" أحد المواقع الإلكترونية، أما في 1954 عندما علمت مديحة يسري "الزوجة" من البيان المذاع في الراديو أن زوجها على وشك الموت هرعت سريعًا لإنقاذه، لكن الزوجة في 2015 ربما فكرت قليلًا أن تتركه يموت بدلًا من أن تضطر هي إلى تخديره وقتله أو تقطيع جسده ومن ثم القبض عليها وإعدامها.
في حال كانت الزوجة رحيمة سيكون تصرفها كما فعلت مديحة يسري، حيث نزلت إلى الشارع الخالي تمامًا من المارة وذهبت إلى التاكسي المتوقف بجانب الطريق في انتظار زبون وطلبت منه أن يوصلها سريعًا إلى دير النحاس في منطقة مصر القديمة، وبالرغم من أن الطريق كان شبه خالٍ إلا أن التاكسي المسرع اصطدم بعامود النفق عند تفاديه سيارة نقل، لتخرج البطل وتكمل رحلتها سيرًا على الأقدام.
الحل الرابع:
في 2015 لن يضطر المؤلف أن يضع "عراقيل" في طريق الزوجة كما فعل مؤلف الفيلم علي الزرقاني، حيث يصطدم سائق التاكسي بالنفق ليؤخر وصولها ليصنع نوعًا من التشويق للمشاهد، فالحقيقة أن الزوجة لن تجد تاكسي في انتظارها على بعد خطوات من المنزل، وعندما تستوقف سيارة أجرة حتمًا سيرفض السائق الذهاب إلى مصر القديمة في يوم وقفة العيد بسبب الزحام، وستتأخر على أحمد إبراهيم وستصل الابنة بالدواء ويموت المواطن.
الحل الخامس:
الابنة ضحى أمير، التي هي محور الفيلم في عام 1954 خرجت للصيدلة بجوار البيت فوجدتها مغلقة فاضطرت إلى الذهاب لصيدلية في ميدان العتبة وركبت "الترام" كوسيلة مواصلات، أما الآن فلن تضطر الفتاة إلى الذهاب بعيدًا بهذا الشكل وربما طلبت الأسرة الدواء عن طريق "الدليفري"، أو ستجد الطفلة صيدلية في محيط سكانها مفتوحة في وقفة العيد بعد زيادة عدد الصيدليات، وفي هذه الحالة ستأخذ الدواء وتصل منزلها ليتناوله والدها قبل أن يكتشف الصيدلي الخطأ الذي ارتكبه في تركيب الدواء.