ماسح أحذية و"نزهى": أهم حاجة أبقى نضيف وشيك

كتب: محمد غالب

ماسح أحذية و"نزهى": أهم حاجة أبقى نضيف وشيك

ماسح أحذية و"نزهى": أهم حاجة أبقى نضيف وشيك

ينتقى ملابسه بعناية شديدة قبل النزول للعمل، دون أن ينسى ارتداء نظارته الشمسية وحمل شنطته وعكازه متجهاً إلى أسفل كوبرى غمرة، وهناك يجد القط «هيثم»، راقداً فى انتظاره بشغف، حيث يلتقيان يومياً فى نفس المكان. هو يمسح الأحذية وصديقه القط يصعد على كتفه، ويلعب مع العكاز الموجود بجواريهما. «يسرى عبدالصادق»، لا تدل هيئته المنمقة على أنه ماسح أحذية، لكن ظروفه المعيشية والصحية دفعته لتلك المهنة، فهو مصاب بمرض شلل الأطفال منذ الصغر: «أيوه أنا بلمع أحذية، لكن كمان بحب النزاهة.. ألبس شيك، وإيديَّا ولبسى دايماً نضاف، وآكل اللى بحبه، وكمان أأكل القط»، مشيراً إلى أن عمله فى الشارع جعله يشعر بمعاناة الناس وآلامهم، كما يحنو على الحيوانات الضالة فى الشارع. «يسرى» له ابنتان، أصر على تعليمهما، على الرغم من عدم إجادته للقراءة والكتابة، وذلك حتى لا يعانيا فى الحياة مثله، ويروى الرجل المسن مدى حرصه على نظافة منزله المتواضع، على شاكلة اهتمامه بملابسه ونظافته: «الناس فاكرة إن اللى بيلمع جزم لازم يكون مبهدل، بالعكس، بالنسبة ليَّا النظافة والنظام أهم حاجتين، وعلى الرغم من أنى مريض ومش بقدر أمشى، لازم أهتم بكل كبيرة وصغيرة فى بيتى ومظهرى وبناتى»، موضحاً أن هذه الخصال تعلمها واكتسبها من الشارع: «تعلمت الصبر، والإحساس بالغير، والقدرة على العمل مهما كانت الظروف، وكمان الاهتمام بنفسى حتى لو مش معايا فلوس».