بعد إعلانها إمارة.. خبراء: "داعش" موجود في اليمن منذ 25 عاما
![بعد إعلانها إمارة.. خبراء:](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/340565_Large_20150419085232_12.jpg)
أثار مقطع الفيديو الذى بثه تنظيم "داعش" مساء أمس، الذي أعلن إنشاء ولاية جديدة لهم باليمن، جدلاً كبيرًا فى الوسط السياسي، حيث توقع معظم الخبراء والمحللين السياسيين شن عددًا من الهجمات الإرهابية على مختلف البلاد العربية، ووقوع الكثير من المجازر والمذابح في حق المواطنين والمدنيين العُزل، خلال الفترة المقبلة، كما توقعوا نشوب صراعات طاحنة بين جماعة الحوثي وتنظيم "داعش" باليمن ما يضاعف من حدة الأزمة، ويتسبب في العديد من الفتن والنزاعات الطائفية والمذهبية.
قال الدكتور رفعت سيد أحمد أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز يافا للدراسات، أن ولاية "داعش" موجودة فعليًا باليمن منذ حوالي 25 عامًا، وهى الفترة التي كان يسيطر فيها أسامة بن لادن على اليمن، لافتًا إلى أن التنظيم، هو الجيل الثالث من تنظيم القاعدة التي تعتبر المنبع الرئيسي لهم، ونواة تكوينهم.
وأفاد أحمد، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن تنظيم القاعدة مر بـ3 أجيال متعاقبة، الأول منها في عهد أسامة بن لادن، والثاني هو عهد أيمن الظواهري، بينما قاد أبومصعب الزرقاوي بقيادة الجيل الثالث منها الذى يعرف الان باسم "داعش"، لافتًا إلى أن هذه الجماعات الإرهابية مستوطنة في اليمن منذ قديم الأزل، وبالتالي فهي مجرد اختلافات في المسمى ليس أكثر.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز يافا للدراسات، أن المحللون السياسيين يعتبرن أن اليمن معقل "داعش" والجماعات الإرهابية بالمنطقة العربية، لاسيما وأن حضرموت وصنعاء وغيرها من المدن اليمنية يتجمع بداخلها أكبر تكتلات لتنظيم القاعدة بالعالم العربي.
وأكد أحمد، أن الإعلان عن ولاية "داعش"، أمس، باليمن يزيد من الترابط والتنسيق بين الجماعات الإرهابية داخل اليمن وسيناء وسوريا وليبيا والعراق، لافتاً إلى أن هذا الإعلان يشير إلى مُبايعتهم لـ"أبو بكر البغدادي" وهو ما يتسبب في تنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، وانتقامهم لبعضهم البعض.
وحذر أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز يافا للدراسات، من تعرض مصر للعديد من المخاطر خلال الفترة المقبلة، نتيجة لهذا التحالف الجديد، لافتًا إلى أن هذه المُبايعة تصب في صالح الإرهابين في سيناء، حيث تعمل على تخفيف الضغط عليهم ومساندتهم، كما أنها تؤثر بشكل سلبي على الأمن المائي المصري وخاصة "مضيق باب المندب".
وكشف أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز يافا للدراسات، أن هذا التحالف يؤدي إلى الكثير من الصراعات والفتن الطائفية والمذهبية في المنطقة، وهو نتاج طبيعي لـ"الحروب التي ليس لها معنى"-على حد وصفه-، لافتاً إلى أن ثورة اليمن وحربها حادت عن الصواب الذى كان لابد أن ينادى بمبادرات سياسية جيدة، ومحاولة لضمها إلى مجلس التعاون الخليجي، وعمل خطط للتنمية، وغيرها، لكنها افتقرت للترتيب الجيد.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز يافا للدراسات، وقوع مجازر كبيرة متبادلة بين جماعة الحوثيين وتنظيم داعش باليمن خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن المستفيد الوحيد من هذه الصراعات هو أمريكا وإسرائيل، والسلاح المستخدم لدى الطرفين، أمريكي الصنع، مؤكدًا أن الخاسر الأكبر في هذه المعارك الطاحنة هو الدولة اليمنية المفككة والشعب اليمني المشرد.
وقال الدكتور يسرى العزباوي المتخصص في الشأن "الفلسطيني – الإسرائيلي" بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إعلان داعش لولاية "صنعاء" في اليمن، أمس، كان أمرًا متوقعًا لاسيما في ظل انتشار الإرهاب والتفكك والانهيار الذي تشهده اليمن خلال هذه الفترة، فضلاً عن خروج عددًا كبيرًا من عناصر تنظيم القاعدة من السجون، وخروج الأمريكان، وهو ما جعل منها بيئة خصبة لنمو الحركات الإرهابية بها.
وأضاف العزباوي، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن الإعلان يعتبر تطويقًا للوطن العربي من الجماعات الإرهابية، وتحقيقاً للخلافة التي كان أبو بكر البغدادي أعلن عنها، لاسيما في ظل انتشار داعش في اليمن وسيناء والعراق وليبيا، وسوريا، محذرًا من وصول هذه الجماعات لباقي دول المنطقة.
وأكد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هناك العديد من الاشتباكات العنيفة المحتملة بين التنظيم، وجماعة الحوثيين، وهو ما يسبب مزيدًا من المُعاناة للمواطن اليمنى البسيط، كما توقع مزيداً من عدم الاستقرار بالمنطقة، وتدفق الجهاديين إلى اليمن من كل صوب وحدب.
وكشف الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن جماعة الحوثيين أقوى كثيرًا من تنظيم القاعدة، نظرًا لكونها جماعة منظمة وتمتلك أسلحة مختلفة، فضلاً عن كونها أكثر علمًا بالدروب والمسالك الموجودة باليمن، وهو ما يدعم موقفها في المواجهات.
يذكر أن أعلن التنظيم مساء أمس، عن ولاية جديدة له في اليمن، تحت اسم "ولاية صنعاء"، عبر مقطع فيديو تبلغ مدته 9 دقائق و21 ثانية، كما أعلن خلاله عن قيامه بتدريبات عسكرية لحوالي 20 مقاتلاً من مقاتلي التنظيم، مستعرضًا باستخدام بعض الأسلحة الآلية.