تصعيد خطير في البحر الأحمر.. الصين تنشر ثاني أساطيلها البحرية بخليج عدن

تصعيد خطير في البحر الأحمر.. الصين تنشر ثاني أساطيلها البحرية بخليج عدن
كشفت تقارير إعلامية صينية، اليوم السبت، أن الصين بدأت في نشر ثاني أساطيلها البحرية في منطقة خليج عدن، عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وهي المنطقة التي تشهد تصعيداً خطيراً في الأعمال العسكرية، نتيجة الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين اليمنية، المدعومة من إيران، على بعض السفن الغربية أو المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، رداً على العدوان المستمر لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء الصينية أن الأسطول البحري رقم 46 بدأ في التحرك من ميناء في مدينة «تشانجيانج» الساحلية، بمقاطعة «قوانجدونج»، جنوب الصين، لتولي مهمة مرافقة الأسطول البحري رقم 45، الذي تم نشره في خليج عدن والمياه الواقعة قبالة سواحل الصومال، في وقت سابق.
وبحسب الوكالة الصينية، يتكون الأسطول الـ46، الذي يجري نشره قرب مدخل البحر الأحمر الجنوبي، من مدمرة الصواريخ الموجهة «جيا وتسوه»، وفرقاطة الصواريخ «شيويتشانج»، وسفينة الإمداد الشامل «هونجهو»، كما يضم أكثر من 700 ضابط وجندي، بينهم العشرات من أفراد القوات الخاصة، إلى جانب وجود مروحيتين على متن الأسطول.
باحث سياسي: التصعيد الأخير يعكس ما حذرت منه مصر
تعقيباً على ذلك، قال محمد فتحي الشريف، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، في تصريحات لـ«الوطن»، إن هذه الخطوة تعبر بالتأكيد عن يقظة القوى الدولية، مثل الصين وغيرها، نتيجة تداعيات ما يجري في قطاع غزة على منطقة البحر الأحمر، التي كانت سبباً في إشعال جماعة الحوثيين هجماتها بهذه المنطقة، على نحو أثر على حركة التجارة العالمية.
وأوضح «الشريف» أن الصين تأثرت بشكل كبير بالعمليات التي تطال السفن المارة في البحر الأحمر، وبالتالي باتت بحاجة إلى توقف تلك الهجمات التي تسببت في ارتفاع تكليف نقل البضائع من تأمين والاتجاه نحو العبور من قبالة جنوب أفريقيا بدلاً من البحر الأحمر، خوفاً من الهجمات الحوثية، وبالتالي هناك مخاطر وارتفاع في التكلفة وكذلك إهدار كبير للوقت.
وأضاف الباحث السياسي أن ما يجري في منطقة البحر الأحمر، على نحو جعل الصين تدفع بأساطيلها إلى هذه المنطقة، يعكس ما حذرت منه مصر مراراً في بداية العدوان على قطاع غزة، من أن الإمعان الإسرائيلي في القتل والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني وإطالة أمد الحرب، سيكون له تداعيات خطيرة على الشرق الأوسط، بل وعلى العالم كله.
مخاوف الصين من تداعيات ما يجري في البحر الأحمر
وكان السفير الصيني لدى اليمن، شاو تشنج، قد أكد في وقت سابق، أن بلاده تأثرت بعمليات الحوثيين المتصاعدة في البحر الأحمر، مشدداً على ضرورة توقف تلك الهجمات ضد السفن التجارية، كما أوضح خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة السعودية الرياض، أن الصين تأثرت بما يحدث في البحر الأحمر.
وأشار الدبلوماسي الصيني إلى ارتفاع أسعار التأمين على النقل البحري والسفن، حيث اضطرت بعض السفن الصينية كذلك للمرور عبر جنوب أفريقيا، مما يرفع التكاليف ويطيل المسافة والزمن لوصولها، مؤكداً أهمية تجنيب المنطقة والعالم تصاعد الوضع المتوتر في البحر الأحمر، لما له من أهمية وتأثير على الصين ومنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.
وحذر المسؤول الصيني من أن استمرار الصراع في البحر الأحمر قد يخرج عن السيطرة، داعياً كل الأطراف للحفاظ على الأمن المشترك للبحر الأحمر واحترام سيادة الدول المطلة عليه وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها